أشترك في القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية: 

 

 كارل روجرز: حياته، إرثه، والمنهج الإنساني من بعده

بواسطة | يوليو 17, 2025 | علاج نفسي, علماء | 0 تعليقات

ولد كارل روجرز عام 1902 في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة، نشأ في عائلة متدينة وكان الابن الرابع من بين ستة أطفال. لم تكن لكارل روجرز حياة اجتماعية خارج حدود البيت ، وقد وصفته زوجته التي عاشت معه مرحلة الطفولة ، بأنه كان في طفولته خجولاً وحساساً وغير اجتماعي ، يفضل أن يعيش مع الكتب ومع عالم أحلامه (H.E.Rogers ، 1965).

في سن الثانية عشرة، بدأ روجرز استكشاف الحياة الريفية والزراعية من خلال تربية الحيوانات والدواجن، مما عزز لديه مهارات التجريب والتعلم العملي منذ صغره. عند التحاقه بجامعة ويسكنسن، اختار في البداية دراسة الزراعة، لكنه سرعان ما تحول لدراسة اللاهوت، متأثراً بالقيم التي نشأ عليها. شكلت زيارته إلى الصين لحضور مؤتمر ديني نقطة تحول في حياته؛ إذ تعرف هناك على عقائد مختلفة وعايش التناقضات بين أتباع الدين الواحد، مما دفعه للتخلي عن دراسة اللاهوت، واتخذ حينها قراراً بالاعتماد على تجربته الذاتية كأساس لفهم العالم من حوله. كما أخبر والديه حينها بأنفصاله الفكري عنهما وسلوكه طريقاً آخر. 

انتقل روجرز لدراسة علم النفس السريري في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه عام 1931. خلال هذه الفترة، عمل في مراكز إرشاد الأطفال واكتسب خبرة في أساليب علاجية متنوعة، منها الأسلوب الفرويدي والإحصائي، وهو ما ساهم في بلورة آرائه حول العلاج النفسي. بعد ذلك، شغل منصب أستاذ لعلم النفس في عدة جامعات ونشر أول كتبه عام 1942، حيث عرض أفكاره الجديدة في مجالي الإرشاد والعلاج النفسي. واصل أبحاثه الأكاديمية، خاصة في مجال الفصام، وأسهم في العديد من المؤلفات التي عززت مكانته كأحد أبرز علماء النفس في العالم.

قدم كارل روجرز أسس عديدة لأول مرة في العلاج النفسي جعل فيها العلاقة أكثر تلقائية وأصالة. يرى كثيرون أن بصمة كارل روجرز على العلاج النفسي لا تقتصر على مدرسته وقد تركت أثرها في العلاج النفسي والثقافة بشكل عام. اليوم نستخدم كلنا مصطلح تحقيق الذات وفي الحقيقة كان ذلك من إرث المدرسة الإنسانية في العلاج النفسي ويقع في جوهر ما يهدف إليه. يعتبر كارل روجرز وفق بعض الأبحاث الشخص الأكثر أهمية في تاريخ العلاج النفسي

يمكن أن تعد قراءة أعمال كارل روجرز الأكاديمية صدمة لأكاديميي اليوم أن يقرؤوا فصلاً كاملاً دون مصادر يتحدث فيه الكاتب عن تجربته ويتحدث بصيغة المتكلم. لكنه في الوقت نفسه يعود في جوانب أخرى ليتكلم في المنهج العلمي والفلسفة حول العلاج النفسي. ثم يصف تجاربه وتجارب زملاءه في محاولات إثبات طرائقهم. يمكن لكارل روجرز أن يمزح أو أن يكون شخصياً أو أن يكون علمياً بشكل بحت في ذات العمل. هل يمكن لكارل روجرز أن يغير نظرتنا للكتابة الأكاديمية أيضاً؟ 

مصادر:

Avery Hurt, How Carl Rogers Revolutionized Early Psychotherapy, Discover Magazine, Aug 13, 2024

الجامعة المستنصرية، كارل روجرز، ديسمبر 2012