سلوك الجين ونوع الاصابة من فايروس او بكتيريا . السعال، الحمى و السائل المخاطي الأخضر ممكن ان يرافق اي إصابة مرضية، لكن في معظم الأوقات يقوم الأطباء فقط بالتخمين اذا ما كان المسبب لتلك الإصابة هو ڤايروس او بكتريا. دراسة جديدة اشارت الى طريقة يمكن من خلالها التعرف على نوعية المسبب المرضي بصورة مباشرة.
ان تلك الإصابة تحدث تغيير في السلوك الجيني للشخص المصاب، ويكون رد المضيف مختلفاً حسب نوع المسبب المرضي اذا ما كان ڤايروس او بكتريا، علماء أعلنوا في الخامس عشر من شهر كانون الاول في مجلة المناعة Immunity.
هذا الاختلاف بين الفايروس و البكتريا يمكن ان يساعد الأطباء بشكل جوهري على تشخيص المرض للمصاب، و اذا ما كانت مضادات البكتريا او مضادات الفايروسات او مجرد سوب الدجاج و النوم هو العلاج الأمثل للمريض.
لإيجاد بصمات الڤايروسات، قام العالم في علم المناعة الإحصائية بورڤش كاتري في جامعة ستانفورد و زملائه بالتنقيب خلال عدد متنوع و كبير من البيانات المتوفرة للعلن والتي تتضمن كيفية تصرف الجينات البشرية عند الإصابة بالإنفلونزا و فايروسات الجهاز التنفسي المخلوية او RSV. قام هؤلاء الباحثون بتمحيص تلك المجموعة من البيانات خلال عدد من التحليلات الرياضية المعقدة، هذه العملية حددت بدقة قائمة فايروسية متناسقة تشمل حوالي ٤٠٠ جين كل واحد منها كان اكثر او اقل فعالية عند اي إصابة فايروسية. العديد من تلك الجينات تصنع بروتين معين معروف بكونه مشارك في الاستجابة الفايروس و الالتهاب.
كاتري و زملائه بعد ذلك اختبروا اذا ما كان سلوك تلك الجينات يكون مختلف في حالة الإصابة الفايروسية عن الإصابة البكتيرية، او عدم وجود إصابة اطلقاً. عند البحث في مجموعة البيانات المستقلة والتي لم تستعمل في انشاء قائمة الجينات المذكورة سابقاً، وجد الباحثون ان توقيع الفايروس ممكن ان يتنبأ اذا ما كان الشخص قد أصيب بسبب الفايروس، مستبعداً المسبب البكتيري. ” لقد كانت استجابة قوية جدا للمضيف،” قال كاتري.
ذلك الرد هو ” أصلب توقيع وجده الناس”، شاي شين آور أخصائية انظمة المناعة في جامعة التخنيون في حيفا باسرائيل في حيفا. ولان التوقيع كان منتظم عبر مجموعة واسعة من الدراسات، فان ذلك أضاف للدراسة وزناً كبيراً. ” ان تلك الأشياء كانت أمامنا هنا و تنتظر من احد ان يلتقطها،” قال شاي. ” الإشارة فقط قفزت للأعلى”.
دراسات مستقبلية ممكن ان تحدد بدقة اذا ما كان الفايروس إنفلونزا، قال كاتري. ان سلوك لأحد عشر جين فقط ظهر كتوقيع الفايروس عند الإصابة بالإنفلونزا، وهذا يكشف اذا ما كان الشخص مصاب بالإنفلونزا مستبعداً الفايروسات الاخرى.
عند استعمال البيانات من الدراسات والتي فيها الأشخاص الأصحاء كانوا قد اصيبوا بالإنفلونزا، اظهر الباحثون ان التوقيع الفايروسي ظهر بساعات قبل ظهور الأعراض. بهذه الطريقة ممكن ان نحدد الحامل للفيروس عديم الأعراض – الشخص الذي لا يشعر بالمرض لكنه يحمل الفايروس. ” يمكن ان نجد اي شخص يتجول في الأنحاء والذي لا يظهر اي اعراض”. قال كاتري.
التحاليل أيضاً عرضت فكرة عن كيفية عمل لقاح الانفلونزا. الجسم يستجيب عن اللقاح بنفس الطريقة التي يستجيب عند اي إصابة فعلية بالإنفلونزا. ان سلوك الأحد عشر جين يتغير في كلا الحالتين، بهذه الطريقة يمكن للأطباء تتبع فعالية حقنة الانفلونزا.
كاتري و فريقه أيضاً اظهروا اختلاف مثير للفضول بين النساء و الرجال. عند الرجال، توقيع الانفلونزا يصل ذروته في الاستجابة للقاح بعد اليوم الاول للقاح. لكن، استجابة المرأة تصل ذروتها بعد ثلاثة ايام من الحقنة. بعض دراسات اللقاحات انتظرت عدة ايام للبحث عن الاستجابة المناعية، و استنتجت ان ردود افعال الرجال تكون ضعيفة، قال كاتري. لكن اختلاف بسيط في الزمن يمكن ان يفسر تلك الملاحظات.
ان قوة تلك الدراسة تأتي من اعتمادها على مجموعة بيانات كبيرة و متنوعة، طبقاً لـ جون تسانگ أخصائي أنظمة المناعة في National Institute of Allergy and Infection Diseases في بيثزدا، MD. ” المفتاح هنا هو بعد النظر خلال كل تلك البيانات، فإنك سترى إشارة متماسكة، وهي إشارة مشجعة” جون تسانگ.
تسانگ حذّر من ان تكون تلك الطريقة نافعة في العيادات الطبية فإنها تحتاج اولا الى تجربة مستقبلية كبيرة، والتي تصمم لتحديد التغييرات في سلوك الجين عند الأشخاص عبر الزمن.
كاتري و زملائه بدأوا منذ فترة في العمل على تصميم اختبار ممكن ان يخبر الأطباء اذا ما كان المريض لديه إصابة فايروسية او بكتيرية. مثل تلك الطريقة ممكن ان تقطع الطريق للاستعمال الغير ضروري للمضادات الحيوية، قال كاتري.
https://www.sciencenews.org/article/gene-behavior-distinguishes-viral-bacterial-infections