هنالك فكرة منتشرة ان الرجال ينجذبون الى المرأة ذات الشعر الطويل أكثر من المرأة ذات الشعر القصير، فهم يعتبرون الشعر الطويل والملمس الناعم دليل على الأنوثة. وهذا الامر لم اجده صحيحاً، فالرجال ينجذبون للشعر الطويل والشعر القصير بنفس الدرجة.
ففي مختلف الحضارات يعتبر الشعر احد السمات التي يفرق فيها بين الجنسين، فالشعر الطويل والفضفاض يعتبر سمة انثوية، بينما الشعر القصير والمنظم يعتبر سمة ذكورية. ولكن الكثير من الرجال يمتلكون شعر طويل، وهذا لا يجعلهم متشبهون بالنساء، بل يعتبر اعلان عن مقاومة العادات السائدة والتقليدية لمقياس الرجولة (اشبه بموسيقي الميتال “metal musicians” والذين يعتبرون مقاومة للموسيقى العادية). الصفات التي تميز الجنسين هي في الواقع صفات خضعت للابحاث العلمية الخاصة بالجمال، ومنها علم النفس التطوري بشكل خاص، فهو يخصص جمال المرأة بعدة اشياء منها: بالشفاة الداكنة والعيون الكبيرة، بينما جمال الرجل يختلف بعض الشيء ومنها: الفك المربع. وفيما يخص الشعر الطويل فيمكن للرجال والنساء أطالته، فالادلة تشير الى ان هرمون الاستروجين يطيل الفترة التي ينمو فيها الشعر والتي تعرف بمرحلة التنامي “anagen phase” (وهذا يعني ان شعر المرأة يبقى لفترة اكبر ومن ثم يبدأ بالسقوط بشكل طبيعي)، فشعر الرجال لا يتوقف عن النمو حال ما يصل الى منطقة الاذن والنساء يستمر بالنمو بمعدل ثابت، بل ان معدل النمو لا يختلف عند الجنسين.
بينما تخبرنا دراسات علم النفس ان طول شعر المرأة لا يؤثر على مدى جاذبتها بشكل كبير، هذا ما ذكر في بحث نشر في مجلة علم النفس في الدول الاسكندنافية (the Scandinavian Journal of Psychology). فالمشاركين في الدراسة اشاروا الى ان النساء ذوات الشعر القصير يكنَّ اكثر خصوبة، وهذا ما يتناقض مع فكرة (evo-psych) حول الشعر الطويل والذي يعتقد بانه دلالة على القدرة الانجابية. وفي بحث نشر عام 2004 اشار الى ان الرجال ينظرون الى المرأة طويلة الشعر بأنها أكثر صحة، والذي يدعم حجة (evo-psych). إلا ان الدراسة ذاتها اشارت الى ان الشعر ذا الطول المتوسط يمكن ان يجعل المرأة العادية تبدو اكثر جاذبية، والنساء التقليديات تركن تأثير عن طريق طول شعرهن.
لا شيء يساعد شخص ما ان يقوم ببعض الاعمال الرومانسية اكثر من اللعب بالشعر المرأة. فقد يكون لطول الشعر تأثير حول ادراك الاشخاص لشخصية المرأة. فتشير هذه الدراسة الى انه الاشخاص ينظرون الى المرأة ذات الشعر الطويل والقصير الى انها واثقة ومستقلة، كما انهم ادركوا ان المرأة ذات الشعر الطويل تمتلك صفات اكثر انثوية. كما انهم ربطوا الشعر الطويل عند النساء مع بعض الصفات الانثوية التقليدية، مثل الخضوع والتعاطف. ولكن هذا ليس مقياس، فلقد شاهد نساء ممن يمتلكن شعر طويل وهن أكثر هيمنة وذكاء، في حين ان النساء ذوات الشعر القصير يمتلكن صفات الصدق والرعاية والعاطفة. ومن الجدير بالذكر ان هذه الدراسة اقيم في المجر، حيث ان الدلالات الثقافية تكون مختلفة بعض الشيء.
لكن يجب ان لا ننسى عين المشاهد ايضا، ففي هذه الدراسة فضلت النساء المحافظات الرجال مع الشعر القصير، بينما فضلت النساء المتحررات الرجال ممن يمتلكون شعر طويل. ولكن هذه الدراسة اجريت في عام 1976، وقد تغير الكثير من التفضيلات منذ ذلك الحين، على مستوى طول الشعر وبالنسبة للجنسين. فالاختلاف بين التفضيلات اليوم والتفضيلات قبل 40 سنة قد تغيرت، ولو بشكل بسيط، فالجاذبية ليست سمة ثابته بالنسبة للجنسين فهو من الامور الشخصية.
وكما هو الحال في جميع الابحاث التي تخص الجمال، فدائما ما تجد نتائج وادلة متضاربة، والشيء الاكيد الذي نستطيع الخروج به هو لا يوجد شيء مؤكد. فلا يمكن للعلم ان يتنبأ بما يجعل اي شخص مغري بالنسبة لجميع الاشخاص. فكل شخص لديه مجموعة من الصفات التي يعتبرها جذابة، وهو يشعر بانه على حق. فان كنت لا تعتبر نفسك منجذب للشعر الطويل فلا تجهد نفسك في البحث عن ما يؤكد بان الشعر الطويل هو مقياس للجاذبية، فالامر مختلف من شخص الى اخر. واما النساء فلكن ان تبقين شعركن طويل او تقصرنه او ان تلبسن شعر مستعار، فالشعر لوحدة لن يضمن الجمال والجاذبية.