دراسة الكائنات الخفية والعلم الزائف : عندما كنت طفلة، كانت كتب دراسة الكائنات الخفية دافعت وبشكل مستمر حول امكانية وجود كائنات مثل البيغ فوت bigfoot و ووحش اللوخ نس loch ness تستعمل نفس القصص الدرامية. بدايةً كانت تستهويني هذه القصص، لكن مع الوقت ضجرت منها، شي ما كان مفقودا،القصص اخذتني بعيدا جدا فقط، كنت اريد دليلا متماسكا مع تفاصيل وهيكل للقصة. الامر الذي أجده في كتب دراسة الكائنات الخفية التي كنت اقرأها في طفولتي .أن اغلبية مواد دراسة الحيوانات الخفية تعيدنا الى نفس الشكل النمطي كل مرة – وهو رواية القصص.
اصحاب علم الكائنات الخفية لديهم علاقة حب وكره قديمة مع المجتمع العلمي، المجال له تاريخ مهتم بعلماء معتمدين كعلماء الانسان، الانثروبولوجيا، علماء الحيوانات، علماء الاحياء المختصون بالبرية، بينما لا يزال غالبية المتحمسين لعلم الكائنات الخفية حالياً ليسوا سوى هواة بدون تدريب علمي رسمي، يتبعون مواقع مثل cryptomundo، ويشاهدون الافلام الوثائقية التلفزيونية ويقرأون في أدب والتاريخ في هذا المجال، وربما يساهمون في مجموعة بحث حتى .
في العلم المرء لا يستطيع ان يطلق على خبرته المسمى الذي يريده وينفذ بنفسه، العالم في مجتمعنا يفترض انه على الاقل حصل على تدريب مختص وشهادة علمية في مجال علمي معين .الكثير من الناس يضعون العلماء بمعايير اعلى منذ ذلك حتى، متوقعين منهم انهم يعملون بالميدان الان، ويقومون بالابحاث بفعالية، يتوصلون للمعلومات وينشرون الدراسات، لكن الامر الاهم من ذلك والاكثر حسماً للعالم هو تعليمه والتدريب العلمي الذي حصل عليه، يتطلب الامر ممارسة لتتعلم كيف تفكر علمياً، يتطلب الامر جهدا لتضع الاستنتاجات التي حصلت عليها من البحث بشكل حذر، والعلم هو ثقافة خاصة لها قواعد، معايير العلم – كيف هو متوقع منك القيام بعملك – صارمة، مما يعطي العلم مصداقيته .
تسمية مجال ب العلم الزائف سوف يولد خلافا بلا شك، الكلمة ستغطي كل المعرفة المجمعة في هذا المجال وكذلك المشاركين فيه، لكنها ايضا ستصف طريقة العمل، ان الخطاً غير الموضوعي بين العلم والعلم الزائف تستطيع ان ترسمه بناء على المعايير التي تستخدمها العلم الزائف هو بشكل واضح مصطلح ازدرائي يقصد به استبعاد منطقة معينة (مجال معين) من خارج البناء الاصلي او الحكم عليه بأنه أقل من ان يُعتبر علماً حقيقياً، لا أحد يطلق على نفسه او نفسها عالم علوم زائفة pseudoscientist عن عمد، بالنسبة لي افضل مصطلح اخر لمساعي اصحاب العلوم الزائفة هو “التحقيق في الزيف”، وعلم الكائنات الخفية مؤهل بكل بساطة لهذه التسمية .
“التحقيق في الزيف” هو حول عملية التحقيق التي تقوم بها العلوم االزائفة، ولماذا تكون النتائج لهذه العملية لا ترقى لأن تكون تحقيقا علميا، المحققون الهواة غالبا يفشلون بأن يصلوا لمعيار عالي في العلم لاسباب مختلفة. منها أن الطرق التي يستخدمها مجموعة الهواة تبدوا علمية، وقد تخدع الكثير من الناس بأن يظنوا انها حقا علمية، لكن هناك اشكاليات واضحة حول انها ليست كذلك .
المشكلة الاساسية، والنقطة التي كشفتها كوريث باكير، هي انه لدى عدد كبير من الباحثين في الكائنات الخفية، هناك افتراض مسبق ان هناك كائناتٍ غامضة بالخارج ليبحثوا عنها، هم يبدأون بحثهم بانحياز الافتراضية، كما انهم مدافعون، انهم لا يختبرون فرضية، بدلا من ذلك هم يبحثون عن الدليل ليدعموا موقفهم، والجواب موجود في رؤوسهم مسبقا، (الامر نفسه يقال عن اولئك الذين يسمون انفسهم صائدوا اشباح و محققوا الاجسام الغامضة ufo investigators ) هم ايضا يبدأون بالسؤال الخاطئ، بدلا من سؤال (ماذا حدث؟) هم يسئلون هل كان مخلوقاً خفياً؟ إنهم يضيقون افق الاجابات المطروحة بشكل فوري .
ما يثير السخط هو عندما تكون القواعد الاساسية المثالية للعلم متجاهلة: المنحة الدراسية الجيدة للقيام بالبحث، جودة جمع المعلومات والتوثيق، النشر الصحيح، التشكيك، والنقد المفتوح، بدلا من ذلك، نجد ان الكيان المكون لعلم الكائنات الخفية مكون من مزيج من نفس الدليل ذو الجودة الضعيفة، طن من الفرضيات، التخمينات الغزيرة، وافتراضات لا اساس لها من الصحة، حتى انه من الممكن ان تجد نظريات المؤامرة، وكثيرا من الاحيان ستجد تفسيرات فوق طبيعية.
اي موقع يدعي انه علمي عليه ان يقدم تقييم وتحليل صحيح لادعائاته ومن خلال التحقيق، التتبع المنطقي للكتاب بخصوص هذا الشأن، والتحليل الجيد للردود على النقذ .
الموقع الجيد المختص بدراسة الكائنات الخفية المتضمن على الاخبار والمعلومات سيحتوي على هذه الاشياء بدون الحاجة الى اللجوء الى فرضيات لاجل زيادة الدخل. البحوث الجيدة في هذا المجال موجودة حقا مثل تلك التي قام بها دانيل لوكستونك، ميشيل دينيت، بينجامين رادفورد، بلاك سميث، جو نيكيل، ودفيد ديجلينج. انا أجدها تحليلات موضوعية نقدية و مفصلة لاسئلة الدراسين لهذه الظواهر وهي اكثر اقناعا من قصص المغامرات المبنية على الفرضيات او ادعاءات الاخبار العاجلة بشأن دليل (التي غالبا ما ينتهي بها الامر بالاخفاق).
المصدر: http://www.csicop.org/sb/show/cryptozoology_and_pseudoscience
تدقيق: حيان الخياط