المادة المظلمة تطغى على المجرة الشبح التي أكتشفها العلماء مؤخراً : علماء الفلك يكتشفون مجرة جديدة هائلة يطلقون عليها اسم المجرة الشبح (Ghost Galaxy) وهي عبارة عن مادة مظلمة (Dark Matter) بنسبة 99.99 %.
وجد علماء الفلك مجرة مجاورة لمجرة درب التبانة لكنها تحتوي على 1% اقل من نجومها.
المجرة معتمة جدا وقد تفادت الأحتجاز لِعقود، والان الفريق العلمي، بعد اكتشافها، يبحث عن الكيفية التي لم تتمزق فيها المجرة رغم قلة نجومها او افتقارها للنجوم فالمجرة متكونة 99.99% من مادة مظلمة (Dark Matter).
تشير التقديرات بأنَّ المادة المظلمة تمثل 27% من الكتلة والطاقة في هذا الكون المكتشف. وبينما نستطيع تحديد قوة الجاذبية والكشف عنها، فلا يبدو أن اي شكل من اشكال الضوء او الاشعاعات التي يمكن أن نُلاحظها تنطلق من المادة المظلمة.
وعلى الرغم من سنوات عديدة من البحث، لكننا لا نملك ادنى فكرة حول ماهية المادة المظلمة. لكن هذه المادة غير المرئية هي امر مهم لمعرفة استقرار هذا الكون.
المجرات تدور في سرعة منتظمة، وهي تسعى لهدم بعضها بغض النظر عن الشيء الوحيد الذي يمسكهم معاً وهي قوة الجاذبية. وهناك شئٌ آخر يمنعُهم – وكذلك بقية الكون – من التحطم، يعتقد بعض الفيزيائيين أنها المادة المظلمة ذاتها.
في الحقيقة، فإن النموذج القياسي لعلم الكونيات (Cosmology) يقترح بوجود المادة المظلمة في الكون بقدر يصل الى أن كل 1 غرام من الذرات في الوجود، يقابله 5 أضعاف من المادة المظلمة.
العلماء الان وجدوا ان المجرة مصنوعة بالكامل تقريباً من هذه المادة.
سُمّيت بـِ اليعسوب 44 (Dragonfly 44)، تم اكتشاف هذه المجرة في عام 2014 عندما استخدم فريق بحثي مرصد كيك (WM Keck Observatory) وكذلك تليسكوب الجوزاء الشمالي (Gemini North Telescope) في منطقة مانواكيّا (Manuakea) في هاواي (Hawaii) ووجدوا مجموعة من “المجرات الزغبية” في العنقود المجرّي المسمى بـِ كوما (the Coma Cluster) على نحو 320 مليون سنة ضوئية.
قال احد الباحثين وهو بيتر فان دوكوم (Pieter van Dokkum) من جامعة ييل (Yale University) اذا كانت مجرة درب التبانة كبحرٍ من النجوم، إذاً فهذه المجرات المكتشفة مؤخراً هي كغيومٍ هزيلة”.
وقد اضاف قائلا : ” قد بدأنا بتشكيل بعض الافكار عن كيفية ولادة هذه المجرات والجمالية التي تمتلكها وكيف ملكت القدرة على البقاء. فالمجرات موجودة في المناطق الكثيفة والعنيفة من الفضاء والتي تكون مليئة بالمادة المظلمة ومجراتٍ تتحركُ بِسُرَعٍ خاطِفة، لذا نحن نعتقد بأنها مُغلفة بـ “دروعٍ” مِن المادة المظلمة الخفيّة، حيث تحميها هذه الدروع من الأعتداءات المجريّة”.
والان فإن فان دوكوم وفريقه يملكون حظا لإختبار نظريتهم ومعرفة كتلة مجرة اليعسوب 44، فقد قالوا انهم لديهم الدليل الكافي لإقتراح بأن المادة المظلمة هي حقيقة وانما تمسك الكون وتحميه من التصادم والهدم.
قام الباحثون بقياس سرعات النجوم لمجرة اليعسوب 44 في 33.5 ساعة على مدى 6 ليالي واستخدموا المعلومات لقياس كتلة المجرة.
وزيادة سرعة جسم معين سيزيد من الطاقة الحركية وبالتالي كتلته وهذا يعني أن سرعة هذه النجوم تعادل مجرة ضخمة.
وبعد قياس سرعة نجوم اليعسوب 44 حول 47 كيلومتر في الثانية، فقد حسب الفريق أن كتلتها حوالي 1 تريلين مرة اكبر من كتلة شمسنا – حتى انها ثقيلة حدا لتبقى متماسِكةً بنجومها فقط !
قال فان دوكوم van Dokkum لـ افيري تومسون Avery Thompson في الميكانيكا المعروفة Popular Mechanic : ” حركة النجوم تُنبأك عن كمية المادة الموجودة هناك”. واضاف قائلا : “لا يهم ما هو نوع المادة، لكنها فقط تخبرك بأنها موجودة! باستخدام مرصد كيك Keck Observatory، وجدنا كُتلة أكبر بعدة مرات، وذلك في حركة النجوم فقط، من كتلة النجوم نفسِها”.
وتشير التقديرات بأن المجرة تحتاج 99.99% من هذه المادة المظلمة لتبقى سليمة، وقد وجد الفريق مؤخراً اظلم نقطة في الكون.
وفي مجرة مظلمة مشابهة في عنقود العذراء المجرّي، وكان قد وجد في وقت مبكر من هذه السنة لكنها كانت فقط 99.96% من المادة المظلمة.
بعد هذا الاكتشاف فقد فتحت المزيد من التساؤلات والشكوك اكثر من الاجوبة.
والان فقد فشلت كل المرشحات الخاصة بالمادة المُظلِمة لعدم وجود كفاية الادلة لتوضيح مم تتكون بذاتها.
مجرة اليعسوب 44 ضخمة ! ولا يمكن لاحد أن يعرف كيف تكون كبيرة – وقد بقيت كبيرة جداً – مع القليل من المادة المرئية. لكن الان لدينا مجرة كاملة للدراسة اليس كذلك؟
وقال عالم الفلك مارلا غيا Marla Geha من جامعة ييل “من الصعب الاحتجاج بوجود الملاحظات الا ان الاستنتاجات في هذه الورقة تتعارض مع فهمي لتشكيل المجرات، انا على امل ان هذه الاجسام هي نادرة نوعا ما، و/او الشكل الوحيد لها هو بيئات خاصة مثل العناقيد المجرّية الكثيفة. وإلا فإننا قد نحتاج الى اعادة كتابة معلوماتنا حول المجرات”.
ترجمة : يوسف لؤي احمد
تدقيق: زياد بريفكاني
المصدر :