التخاطر TELEPATHY حرفياً ” الشعور عن بعد distance feeling”، وهو مرادف أيضاً لقراءة الذهن mind-reading او الحوار من العقل الى العقل mind-to-mind من خلال قدرات باراسايكولوجية فوق نفسية خارقة تتوفر لأشخاص معينين دون غيرهم.
في بادئ الأمر وقبل طرح أي نقاش لابد من الإشارة إلى عدم وجود طريقة للتمييز وسيلة اتصال مباشرة مع اي عقل اخر عن طريق التواصل مع التصور المستقبلي او الماضي من قبل ذلك او عقل اخر. لا توجد وسيلة لتمييز التخاطر، الاستبصار، الاستبصار بالماضي retrocognition، او الاستبصار عن طريق العقل بالادراك المباشر.
قد صاغ مصطلح ” التخاطر” المحقق النفسي فريدريك مايرز Frederick W. H. Myers 1843-1901. حيث نشر في عام 1882 بمقالته في وقائع من جمعية البحوث النفسية (the Proceedings of the Society for Psychical Research) وقد كان واحداً من مؤسسي علم النفس الحديث.
في عام 1882 أسس السير ويليام فليتشر باريت (Sir William Fletcher Barrett) أُستاذ الفيزياء في الكلية الملكية للعلوم في دبلن (the Royal College of Science in Dublin) مع بعض من اصدقائه بمن فيهم الفيلسوف هنري سيدجويك (Henry Sidgwick)، أسسوا جمعيةً ما تزال قائمة الى يومنا هذا للابحاث الروحية SPR وكان الهدف من الجمعية في جزء معين وفقاً لما قاله سيدجويك:
“هدف الجمعية هو الاتجاه بالمعترضين الى موقف يجبرهم على الاعتراف بالظواهر على أنها غير قابلة للتفسير او أنهم يقومون بإتهام المحققين بالكذب او الغش او العمى او النسيان بشكل يتعارض مع اي حالة فكرية سوى الحماقة المطلقة.”
ادى باريت الدراسة الاولى (1882-1888) لجمعية الأبحاث الروحية وقد اشتركت فيها أربع بنات لرجل دين في سن المراهقة وخادمة ادعوا انهم يمكنهم التواصل بالخاطر. قدَّم باريت طريقة لاختبار التخاطر الذي كان ذا شعبية لأكثر من قرن من الزمان. على الرغم من كونه نادراً ما يتم استخدامه من أي شخص محقق علمي: وقد قام بالإختبار عبر تخمين البطاقات(بطاقات تتضمن اسماءاً لأشخاص او أدوات منزلية) مع الفتيات الأربع وخرج معلنا ان احتمالات قدرتهم التخمينية بأنها لا تخطئ الا بنسبة 1 الى بضعة ملايين سواء بتخمين بطاقة واحدة او بتخمين تسلسل عدة بطاقات. تم الاتيان بالمزيد من الرجال الموثوقين من اجل ان يشهدوا لقدرة توارد الخواطر لدى الفتيات.
كل العلماء اتفقوا على عدم وجود اي خدع في الموضوع ! عجبا كيف علموا ؟؟ قد نظروا بعناية فائقة بحثا عن اي شيء لكن تعذر عليهم ذلك.
المشككون قد يسألون :
ماهي الاحتمالات التي يمكن أن يخدع الاطفال بعض اذكى العلماء لمدة ست سنوات ؟
الجواب هو : ان كل الاحتمالات جيدة جدا.
فقد يستغرق الامر 6 سنوات لهؤلاء الرجال الاذكياء من جمعية الأبحاث الروحية ليعرفوا خدعة الفتيات. لاحقاً عرفوا بأن الفتيات يستخدمن شيفرة معينة للتواصل فيما بينهم دون أن يدركها الجالس بينهم فيظن أن الفتيات يتواصلن بالتخاطر.
لكن ليس الامر كل هذا، بينما مجموعة واحدة من العلماء ليتحققوا من صحة مجموعة كريسي Creery group واخرين من SPR ايضا ليتحققوا من هذا التخاطر المذهل للمغني البالغ من العمر 19 عاما واسمه جورج ادم سميث George A. Smith وشريكه في الخداع دوغلاس بلاكبيرن Douglas Blackburn حيث اصبح سميث في النهاية سكرتيراً لجمعية الأبحاث الروحية.
بلاكبيرن نشر لاحقاً سلسلة من المقالات وضح فيها كيف يتم خداع العلماء! فالعالم قد لا يعلم تفاصيل الخداع (Gardner 1992). الدراسات العلمية تدل على سذاجة من يقومون بالتجارب حول التخاطر وفي الواقع الأمر يحتاج الى خبراء في الخداع او القمار والشعوذة لمنع الغش بدلاً من اختبار آليات الانتقال النفسي للمعلومات.
يستخدم هؤلاء كل انواع الاشارات غير اللفظية في الاتصال. والذي يمكن ان يعطي مظهرا نفسيا في انتقال المعلومات. هم يستخدمون نظرات مختلفة (اعلى – اسفل – يمين – يسار) كما يستخدمون السعال والتنهد والتثاؤب والضوضاء مع احذيتهم. ايضاً يستخدمون شفرة مورس ومختلف الحيل الاخرى المعروفة ليظهر للناس وكأنه نوع من التخاطر.
http://skepdic.com/telepath.html