مع تغير المناخ وكثرة صائدي الأسماك تقع المحيطات وطيور البطريق الأفريقية في ورطة، فوفقاً  لتقارير الباحثين في علم الأحياء في التاسع من شهر فبراير الحالي، وجد أن  طيور البطريق الصغيرة غير قادرة على التكيف مع جميع التغييرات وتجد نفسها “محاصرة” في أجزاء من البحر لم تعد قادرة على تقديم الدعم لها حتى عند توفر خيارات أفضل.

“تظهر نتائجنا أن البطاريق الأفريقية الصغيرة عالقة تبحث عن الطعام في الأماكن الخطأ بسبب الصيد وتغير المناخ” بحسب قول ريتشارد شيرلي من جامعة إكستر وجامعة كيب تاون “عندما تغادر صغار هذه الأنواع المهددة بالانقراض المستعمرة للمرة الأولى، تسافر لمسافات طويلة، باحثة في المحيط عن علامات معينة تعني أنها وجدت مناطق تحوي الكثير من العوالق

والأسماك التي يمكن أن تتغذى عليها. لكن التحولات السريعة الناجمة عن تغير المناخ والصيد من الممكن أن تؤدي الآن إلى أماكن هذه الأسماك، وطيور البطريق “فريسة رئيسية، نادرا ما يمكن بقائها على قيد الحياة بسبب ما يسمى” الفخ البيئي”.

سوف تتطلب حماية طيور البطريق وغيرها من الأنواع من الوقوع في الفخاخ البيئية اتخاذ إجراءات أفضل لحساب احتياجات الحيوانات المفترسة و إدارة مصايد الأسماك وتضافر الجهود للتصدي لتغير المناخ.

اكتشف شيرلي وزملاءه بما في ذلك ستيفن فوتير في جامعة إكسترأيضا، وعلماء من الحكومات في ناميبيا وجنوب أفريقيا ذلك بعد استخدام الأقمار الصناعية لتتبع انتشار بطاريق أفريقية يافعة ناضجة حديثا من ثمانية مواقع في مكان نشأتهم. فهم يودون معرفة ما إذا كانت طيور البطريق عالقة في ما يعرف بالنظام البيئي البحري الكبير لتيار بنغويلا (BCLME) و BCLME هو واحد من أربعة نظم بيئية للحدود الشرقية متقلبة الأمواج في العالم، ويوضح شيرلي ان هذا الجزء من المحيط يمتد من قرب أنغولا- بنغويلا في جنوب أنغولا في الشمال إلى كيب بوينت في كيب الغربية في جنوب أفريقيا.

فقد كانت هذه المنطقة تاريخيا واحدة من أكثر مناطق المحيطات إنتاجية في العالم أيضا، فقد كانت زاخرة بالأنشوجة والسردين والذي يعتبر من الطعام الجيد لطيور البطريق وللناس في العقود الأخيرة، ولكن الصيد الجائر في ناميبيا وصيد الأسماك المحلية الثقيلة والتغير البيئي اللاحق قد خفض عدد السردين، وبالإضافة إلى ذلك الأسماك والعوالق (هي مجموعة من الكائنات الحية التي تعيش في المياه مثل الأمشاج و اليرقات والحيوانات غير القادرة على السباحة ضد التيار) لم تعد توجد بشكل موثوق به معا كما كانت في الماضي. وبالطبع هذا يؤثر على غذاء البطاريق.

يقول شيرلي “ما تزال طيور البطريق تتحرك إلى حيث تكون العوالق وفيرة، ولكن في نفس الوقت لم تعد هناك أسماك، بوجه خاص، تم استبدال السردين في ناميبيا في النظام البيئي بالأسماك المنخفضة الطاقة وقناديل البحر”.

طور الباحثون نماذجاً لاظهار ان البطاريق قادرة على السفر على مدى آلاف الكيلومترات لإيجاد مجالات ملائمة حيث درجة حرارة سطح البحر مناسبة وتركيزات الكلوروفيل مرتفعة، إشارة إلى وجود الكثير من العوالق والأسماك. الباحثون حتى الآن لا يعرفون على وجه اليقين  لكنهم يعتقدون أن طيور البطريق تستجيب للمواد المنبعثة من العوالق النباتية عندما يكونون تحت الضغط مثل عندما يهاجمون من قبل حيوان مفترس.

يقول شيرلي”وكانت هذه فيما مضى أدلة على أن هذه المياه غنية بالفرائس ولكن تغير المناخ والصيد الصناعي يستنزفان مخزون العلف السمكي في هذا النظام”.

وأظهرت دراسة جديدة أن البطاريق الصغيرة التي تجد نفسها في نظام بنغويلا البيئي السيئ غالبا ما تفشل في النجاة ونتيجة لذلك فإن أعداد تكاثر البطاريق أقل بنسبة 50٪ عما كانت ستكون عليه إذا كانت في مياه أخرى حيث يكون أثر الانسان اقل حدة.

يقول شيرلي وفوتير أنه قد يكون من الممكن حماية طيور البطريق عن طريق نقل الأفراخ الصغيرة إلى أماكن حيث لا تكون عالقة فيها و يقولون ان هناك بعض الأدلة على أن الفراخ من مستعمرات كيب الشرقية – بجنوب أفريقيا لا تعلق عادة، أو على الأقل حتى الان، هناك أيضا خيارات أخرى، مثل إغلاق الصيد في المناطق الرئيسية التي تتغذى فيها طيور البطريق أو زيادة عدد السردين في المنطقة.

ويقول شيرلي إن حكومة جنوب افريقيا تعمل على تطبيق حد أقصى للصيد في بعض الاماكن و ادراة الممارسات في مناطق صيد السردين والتي بالتأكيد سوف تساعد البطاريق. في الوقت نفسه، عمل الباحثين هو فهم كيف أن الصيد يؤثر على التفاعلات بين الطيور البحرية وفرائسها في نطاقات مكانية مختلفة وفي مراحل مختلفة من دورة حياة الطيور وكيفية استمرار حمايتهم.

المصدر:-

Cell Press. “Endangered African penguins are falling into an ‘ecological trap’.” ScienceDaily. ScienceDaily, 9 February 2017.