ترجمة: عمر أكرم

عندما نغمض أعيننا و تنجرف الى النوم، شيء ما ينسج فى أذهاننا حكايات خيالية مثلاً سقوط الأسنان ، الوثب كالكرة في أعشاب من الفصيلة الخبازية العملاقة الموجودة في السماء، و الفشل في امتحانات نصف السنة في الدروس التي لم نأخذها أبدا، و التنزّه في الحديقة أسفل الشارع و التي تكون على شكل مركبة فضائية. الأحلام كما هي بشكلها الشائع، ليس هناك الكثير من العلوم التي تحدد كيفية حدوثها.

هل الأحلام هي من صنع الخيال، أو هي من صنع شيء منعكس في الدماغ؟ و يشير فريق من الباحثين الفرنسيين في معظم أعماله الأساسية، بأن الأحلام يتم إنشاؤها بواسطة الجذع الدماغي(brainstem)، الجزء من الدماغ الذي يربط إلى الحبل الشوكي، ويلعب دورا في تنظيم النوم – و هي عملية تحدث “من الأسفل إلى القمة”(أي من الحبل الشوكي و ملحقاته الى الدماغ و ملحقاته- المترجم), أكثر مما تكون كنتيجة للوظائف العليا للدماغ.

و بحثت الدراسة في المرضى الذين يعانون من عجز في التنشيط التلقائي(auto-activation deficit), المتلازمة التي يتم تمييزها من خلال الخمول المدقع. الناس الذين يعانون من العجز التلقائي يفقدون القدرة على تنشيط أي من العمليات المعرفية الأدراكية أو العاطفية بصورة تلقائية. وهم بذلك يبيّنون بأنهم ليس لديهم أية أفكار على الإطلاق، و يدعى ب “الفراغ العقلي”. انهم يجلسون غالبا بهدوء في نفس المكان طوال النهار دون ان يتحدثوا أو يتحركوا. اذا حدث أن شخصاً ما يلقنهم، فأنهم يمكنهم الإجابة على الأسئلة و استعادة ذكرياتهم , و لكنهم يتركون لوسائلهم الخاصة، و تبقى عقولهم جوفاء. لذلك إذا كان هؤلاء المرضى ليس لديهم أفكار عفوية تلقائية، هل يحلمون؟

ال 13 شخصاً من الأشخاص المتطوعين للدراسة الذين يعانون من عجز في التنشسط التلقائي و ال 13 شخصا من المتطوعين الأصحاء قد طُلب منهم بأن يحتفظوا بيوميات لأحلامهم، و ابتي فيما بعد يقوم الباحثون “بتحليل نفسي لطول و درجة التعقيد والغرابة فيها.”لم يتبّن بأن جميع المرضى المصابين بعجز التنشيط التلقائي كانوا يحلمون، و لكن بعضهم قد فعل. أولئك الذين ذُكر أنهم كانوا يحلمون (وهم أربعة فقط من أصل 13) فقد كانت هذه الأحلام أقصر، و أقل غرابة من مجموعة السيطرة(الأصحّاء)، و الحلم يدور حول سيناريوهات عادية مثل المشي أو الحلاقة، وفقا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز(LA Times).و ليس بدرجة الجلوس على مقعد في حديقة و مراقبة قبعة لسيدة تتخول إلى ذئب.

أن المرضى الذين ليس لديهم أفكار عفوية تلقائية أثناء النهار يمكنهم القيام بذلك أثناء نومهم و ذلك يوحي بأن الأحلام قد تكون عملية من القعر إلى الأسفل(أي من الجزء السفلي للدماغ إلى الحبل الشوكي و ملحقاته)، و بصورة أساسية رد فعل منعكس. و لكن البساطة و عدم وجود الصدى العاطفي لأحلامهم تشير إلى أن العمليات ذات النظام العالي تكون مطلوبة لإنشاء سيناريوهات غريبة التي يجدها معظم الناس في أحلامهم.

المصـــــــــــــــــــدر:

www.popsci.com/science/article/2013-09/where-do-dreams-come