هل تعاني من آلام الرأس؟ هل تشعر بتشنج في الرقبة؟ هل ولدت بإنحراف بالعمود الفقري؟ هل تمتلك حساسية موسمية؟ هل لديك مشاكل في القولون؟ هل تريد زيادة مناعة طفلك وتجنيبه جميع الأمراض؟ لا داعي للقلق بعد الآن، فمع بضع جلسات مع الدكتور/الشيخ (فلان الفلاني) إخصائي المعالجة اليدوية والطب البديل يمكنك الحصول على كل ذلك وأكثر بمبلغ زهيد، يشعرك بالراحة ويبعدك عن أدوية مُرّة وأطباء مُكلفين وجراحة مؤلمة، أليس ذلك رائعاً؟!

إجتاحت مواقع التواصل في الأعوام الماضية فيديوهات لـ”معالجين” يقومون بالشد أو الدفع للرقبة أو الظهر أو بعض المفاصل لأشخاص مختلفين، منتجين عن ذلك أصوات فرقعة عالية، يدعون على إثرها معالجة الشخص الظاهر في الفيديو من مشاكل لا تعد ولا تحصى.


 

سحب الظهر، المياداة*، الكيروبراكتيك أو المعالجة اليدوية كلها مسميات تنسب لما يعرف بـ”الطب البديل” والتي تقوم على أساس زائف يفترض إمكانية تشخيص ومعالجة الإضطرابات البدنية بوساطة ضغط أو تحريك أماكن معينة من الجسم وبالخصوص العمود الفقري وتوليد أصوات فرقعة غالباً.

من الجدير بالذكر أن أصوات الطقطقة التي تحدث عند شد المفاصل تنتج من تفرقع فقاعات غازات النيتروجين و الأوكسجين وثاني أوكسيد الكاربون المتكونة في السائل الزلالي بين المفاصل، أي أن حدوثها لا يحمل أي دلالات علاجية.

إن المراجعات المنهجية الشاملة (Systematic reviews) للدراسات الطبية التي تناولت ممارسة سحب الظهر لم تتوصل لأدلة تثبت أي فائدة من خلخلة العمود الفقري (الذي هو جوهر الممارسة) عدا التخفيف من آلام الظهر الخفيفة، فيما لم يتبين مدى الفاعلية والجدوى الاقتصادية في اللجوء لهذه الممارسة.

تتشابه وتتداخل ممارسات المعالجة اليدوية مع ممارسات أخرى مشابهة تتضمن المعالجة اليدوية كالمساج والمنعكسات (reflexology) والشياتسو وغيرها من المسميات، وتشترك جميعها بانعدام ورفض الأساس العلمي وإعتماد الماورائيات والترهات والمعتقدات الخارقة الفارغة.

من حيث النشأة والأساس الفلسفي؛ تتشابه المعالجة اليدوية مع ممارسة أخرى تدعى بالطب التقويمي (Osteopathy)، وتختلف عنها بالتغير الذي طرأ على الأخيرة مع الزمن، حيث يقترب الطب التقويمي حالياً من الطب المنهجي المعتمد في المستشفيات من حيث تشابه المواد الدراسية لطلبة (الطب التقويمي) مع طلبة الكليات الطبية، مع بقاء شوائب من أصل الممارسة تبقي (الطب التقويمي) منفصلاً عن الطب المنهجي، كما أن هذا الاقتراب من الطب المنهجي هذا ينطبق فقط على دارسي كليات تخصص الاستيوباثي في الولايات المتحدة ولا ينطبق على المحتالين في أنحاء العالم ممن لم يتلقوا أي دراسة طبية.

طالع مقالات العلوم الحقيقية حول الطب التقويمي: (الاوستيوباثي نوع من الطب أم علم زائف) و (ما هو طب تقويم العظام)

تاريخ المعالجة اليدوية لبالمر

تعود بدايات المعالجة اليدوية (المياداة) للتسعينات من القرن التاسع عشر فقد تأسست على يد رجل يدعى دانييل بالمر (D. D. Palmer)، حيث أدعى أنه تلقاها من “العالم الآخر”!، وذكر أنه تعلم هذه الممارسات على يد طبيب كان قد مضى على وفاته حينها 50 عاماً، وعرّفها بأنها ” علم التداوي بلا دواء”. تبنى بعدها ابنه بارليت (B. J. Palmer) نشر الممارسة خلال القرن العشرين. ومنذ ذلك الحين كانت الممارسة محل جدل في الأوساط العلمية لتعارضها مع العلم المثبت بالدليل، وبقاء استنادها على معتقدات العلوم الزائفة. فاللقاحات –على سبيل المثال- رغم حسم فائدتها وأهميتها في الأوساط الطبية، إلا أنها محل جدل وخلاف بين ممارسي المعالجة اليدوية!

إن فلسفة المعالجة اليدوية (المياداة) قامت على معتقدات ميتافيزيقية كـ”الطاقة الذاتية” المستمدة من “الطاقة الكونية” (الإلهية) والتي تجري في الجهاز العصبي، وبتالي فإن إعاقة مسار الطاقة يسبب مختلف أنواع الأمراض، بل أن “إزاحة إحدى الفقرات من مكانها هو المسبب لـ95% من الأمراض” حسبما ادعى مخترعها. كما إن ذكر آلام الظهر والرقبة كان نادراً وهامشياً حين نشأتها، فالممارسة “يمكن أن تعالج أمراض كالجنون، العجز الجنسي، الحصبة، والانفلونزا” حسب ما كان يروج.

إدعى مؤسس المعالجة اليدوية بالمر أنه وتحديداً في يوم الثامن عشر من شهر سبتمبر لعام 1895 قام بلخلخة العمود الفقري لرجل أصم، شفي بعدها إثر الممارسة. ثم قام بعدها بشفاء رجل يعاني من أمراض القلب، بعدها بعام واحد قام بالمر بإفتتاح أول مدرسة لتعليم المعالجة اليدوية.

كان بالمر وابنه من بعده يرومان تأسيس ديانة متكاملة مبنية على الممارسة، حيث أدعوا وصولهم لأجوبة الفلسفة الأزلية مثل “ماهية الحياة”، وذكروا “أن هذا الوجود مرحلي تحضيري للحياة اللاحقة” وأن “الممارسة هي الحلقة المفقودة لدى كل الأديان” و”الشفاء لا يتم عبر الممارسة بذاتها، بل أن الخالق هو المشافي وهو يتخذ المياداة وسيلة للشفاء”.

وكان تمسك ممارسيها الأوائل بهذه المعتقدات هو ما جعلها تنال القبول القانوني باعتبارها ممارسة خاصة منفصل عن الطب، وليست ممارسة طبية بلا إجازة.

فقد رفضوا الممارسات الطبية التقليدية وحقيقة الجهاز العصبي السمبثاوي، بل رفض البعض منهم حقيقة الجراثيم، ووصفوا معارضيهم من الأطباء الحقيقيين بالتعصب والانغلاق الفكري وأنهم مدفوعين بالأموال والرغبة باحتكار المعالجة (والسخرية تكمن في كون المعالجين بهذه الممارسة يتقاضون أحياناً أكثر مما يتقاضاه الطبيب الإعتيادي).

توجد حالياً في الولايات المتحدة كما في دول أخرى مدارس عديدة لتعليم هذه الممارسة، تُخرِّج آلاف الأشخاص بصفة “أطباء معالجة يدوية” لهم الحق في إفتتاح عيادة خاصة. وتحظى ممارسة سحب الظهر حالياً بالقبول والدعم في الأوساط السياسية والاجتماعية في العديد من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، وغالباً ما يتم تغطية كلفة الممارسة بواسطة التأمين الصحي، لكنها لا تحظى بالمقابل بأي تأييد علمي.

المعالجة اليدوية في الدول العربية

إن ضعف الواقع الصحي والمعيشي والثقافي والرقابي و (ضِف ما شئت)، إضافة إلى انغماس المجتمع بالمعتقدات الماورائية وتشوقه للقصص المثيرة الخارقة وقلة ثقته بالأطباء وشيوع الكراهية والنفور منهم لدى شريحة كبيرة من المجتمع فهم “يتربحون بجشع من معاناتنا” كما يعتقد بحمق الكثيرون، جعلت بلادنا ارضاً خصبة لكل دجال ومخرف ممن يشبع رغبة الأفراد الباحثين عن بدائل أرخص وأسرع وأقل ألماً وأكثر إثارة. وكثيراً ما يربط هؤلاء الممارسون أفعالهم بالمعتقدات الدينية (كُلٌ حسب عقيدته) فترى تقارباً غريباً بينهم وبين المعالجين بالأذكار والرقى والأسحار والأعشاب وغيرها (لكنه ليس بتلك الغرابة فعلياً، فدرب الدجل واحد!).

وحسب (قانون نقابة الأطباء رقم (81) لسنة 1984) وتوجيهات نقابة الأطباء العراقية، فلا يمكن قانون ممارسة مهنة الطب أو فتح عيادة طبية في العراق إلا للطبيب الممارس المختص خريج كلية الطب من العراق أو ما يعادلها من خارجه، وتنص (المادة 33) من القانون على “كل من مارس مهنة الطب أو حاول ممارستها أو انتحل صفة أو لقب أو علاقة تدل على أنه مرخص بممارسة مهنة الطب من غير سابق تسجيل أو إجازة بموجب أحكام هذا القانون والقوانين الأخرى ولا تتوفر فيه شروط التسجيل والإجازة يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات أو بغرامة لا تزيد على خمسة آلاف دينار أو بكلتيهما” .وكذلك الحال في مصر (حسب قانون رقم 51 لسنة 1981 بتنظيم المنشآت الطبية). وبقية البلدان العربية.

نترككم مع فيديو من العراق وآخر من مصر يوضح هذه ممارسة سحب الظهر في البلدين.

العراق

من مصر والشيخ “أبو عصاية”

جدوى سحب الظهر

لا يوجد إجماع بين الأخصائيين حالياً حول جدوى المعالجة اليدوية الخاصة بسحب الظهر، إضافة إلى عدم وجود دراسات عالية المستوى بخصوص فاعلية الممارسة، فعلى سبيل المثال، احدى آخر الدراسات التي أجريت لمقارنة سلبيات وإيجابيات المعالجة اليدوية لآلام أسفل الظهر هي دراسة أجريت عام 2018 نشرت في بوابة جاما (JAMA) شملت 750 متطوع ممن يعانون آلام أسفل الظهر، أٌختير عشوائياً نصفهم لتلقي العلاج المعتاد (الذي يشمل الأدوية، العناية الشخصية، والعلاج الطبيعي (physical therapy))، بينما شمل علاج النصف الآخر (إضافة للعلاج المعتاد) تلقي عدداً من ممارسات المعالجة اليدوية يصل إلى 12 منها، بعد 6 أسابيع، لوحظ على من تلقوا المعالجة اليدوية ملاحظات مثل قلة الشكوى من الالم والشعور بالرضا وانخفاض الحاجة للمسكنات. ومع عدم وجود أعراض جانبية تذكر، إلا أن 10% ممن تلقوا المعالجة اليدوية أبلغوا عن آثار سلبية (تصلباً في المفاصل أو العضلات غالباً)، بينما أبلغ 5% ممن تلقوا العلاج المعتاد (دون المياداة) أبلغوا عن مشاكل مشابهة. غير أن القصة لا تنتهي هنا فهناك مواضع للقصور في هذه الدراسة وفي دراسات تقييم المعالجة اليدوية!

 قصور الدراسات المعنيّة

إن كل الدراسات التي أجريت على ممارسات سحب الظهر (والدراسة أعلاه ليست إستثناءً) عليها مؤاخذات عديدة، فبينما تشير الدراسة السابقة لإمكانية إفادة المعالجة اليدوية لتخفيف آلام الظهر، فإن بعض جوانب الدراسة تعيق إمكانية تعميم نتائجها، فعلى سبيل المثال وفيما يتعلق بالدراسة المذكورة:

  • لم تدم الدراسة سوى ستة أسابيع. وكما هو معلوم فمعظم آلام الظهر الطارئة ستزول تلقائيا بغض النظر على العلاج. أما لمن يعانون آلاماً مزمنة، فإن الأسابيع الستة لن تكون كافية للدراسة.
  • لم تكن الإختلافات بين من تداووا بالمياداة وبين من حصلوا على العلاج المعتاد بذاك التمايز أو الوضوح، ولم يكن معلوماً كيف يمكن معرفة الفرق أو فيما إذا كان الفارق مستحقاً لتكلفة اللجوء للمياداة.
  • ضمت الدراسة خليطاً من الأشخاص الذين يعانون من آلام ظهر مستمرة وبين كانت لديهم آلآم حديثاً، وتنوعت أسباب أوجاعهم (بين العصب المنضغط، التشنج العضلي وغيرها). فلو اقتصرت الدراسة على من يعانون من التشنجات العضلية، شملت أشخاصاً بدينين (بدل المجندين) لربما اختلفت نتائج، لذا يصعب التعميم النتائج على كل من يعاني آلام الظهر.
  • أغلب من شملتهم الدراسة كانوا شباناً (متوسط أعماهم 31 عاماً) وذكوراً (بمعدل 77%) وكانوا بالمجمل أصحاء ولديهم اللياقة الكافية لإجتياز إختبارات اللياقة العسكرية.
  • عينات الدراسة كانت لديهم معرفة بنوع العلاج الخاضعين له، ما يرفع احتمالية تأثرهم بالوهم (placebo)، إضافة لذلك، فإن الوقت والعناية الإضافية التي تلقاها المتعالج بالمياداة (بعض النظر عن الممارسة ذاتها) قد تؤثر في النتيجة، وبالطبع فإن هذه الأمور لن تهم من يريد التخلص من آلآمه فحسب.
  • اقتصرت الدراسة على الأشخاص المتقبلين للمعالجة اليدوية أصلاً. وحتى ضمن المجموعتين، فإن طبيعة المعالجة إختلفت، أي إن كلاً من الخاضعين للعلاج (سواء من المتلقين للمعالجة اليدوية أو الإعتيادية) تلقوا علاجاً مختلفاً.

بالتالي، فإن اختلف أيٌ من العوامل السابقة، فإن النتائج قد تكون مختلفة. فربما لو شملت الدراسة أشخاصأ مسنين بآلام مزمنة، لكانت نتائج “العلاج المعتاد” هي الأفضل.

مخاطر سحب الظهر

لا توجد أدلة كافية تثبت سلامة الممارسة، ففي دراسة منهجية تضمنت مراجعة الدراسات حول ممارسات اللخلخة للعمود الفقري (المياداة) المجراة بين عامي 2001 و 2006 إستنتجت حدوث مضاعفات خفيفة إلى متوسطة وبشكل متكرر لكل من خضع لهذه الممارسة. وقد تسببت في بعض الحالات لمضاعفات خطيرة كالقطع في الشريان الشوكي (vertebral artery dissection) متبوعاً بحدوث سكتة دماغية (والموت في بعض الحالات.) وقد سجلت عدة وفيات نتيجة اللخلخة للفقرات العنقية (المنطقة الأضعف والأكثر عرضة للخطر نتيجة لهذه الممارسة).

والمشكلة الأكبر أن الأطفال حتى الرضع السليمين بالكامل ليسوا بمأمن من التعرض لأمثال هؤلاء، فهم يدعون أمكانية تقوية مناعة الطفل وتنشيط أعضائه الداخلية وإشعاره بالراحة وتجنيبه مشاكل الجهاز الهضمي وعلاج التبول اللاإرادي والتهابات الأذن وغيرها، كما تعارض نسبة كبيرة من الممارسين للقاحات وتعتبرها غير ضرورية بل حتى ضارة بينما تتفق نسبة أخرى على أن التلقيح مدفوع بجشع المؤسسات الطبية لكسب الربح (والسخرية أنهم يشجعون الأهالي لإخضاع أطفالهم لممارسات خطرة بلا فائدة تذكر وبمبالغ طائلة) وتؤكد على أهمية الانفتاح الفكري وعدم الإجبار بهذا الخصوص!.

ويصف الممارسين للمعالجة اليدوية للظهر على الأطفال بأن العملية غاية في الرقة والخفة وأن قوة الضغط بالكاد يمكنها أن ترض قشرة الطماطم، فإن كانت بهذه الحال، فما الداعي منها أساساً؟ (غير نهب جيوب الأهالي بالطبع!)

 لتوضيح ممارسة سحب الظهر على الرضع شاهد هذا الفيديو (تحذير: الفيديو قد يكون مزعج أو مستفز)

الخلاصة

كان العلم وسيبقى أعظم منهج معرفي توصل إليه البشر، فهو الآلية التي تمكننا من معرفة الحقيقة ونبذ الوهم والخرافة. فينبغي ألّا يفسح المجال للدجالين أصحاب القصص الأخاذة والمشوقة والمزيفة في الوقت ذاته لاستغلال الناس وخداعهم عن طريق إيهامهم بمختلف الادعاءات الواهية بالخصوص تلك منطلقة من إدعاء معرفة المجهول. وإن النصابين الذي يدعون أمكانية الإشفاء بواسطة الضغط والشد على المفاصل والعمود الفقري هم ليسوا مجرد نصابين، بل نصابين خطرين! كما لاحظنا فإن ممارسي سحب الظهر ليسوا ممن يتلقون تدريباً او تعليماً طبياً وأن معتقداتهم مشوبة بما لا يحصى من الخرافات وهي لا تخلو من أخطار وليس فيها فوائد مثبتة وذات دلالة.  

 

*مياداة: مصدر الفعل يادى، إشارة إلى إستعمال اليد.

المصادر

Robert H. Shmerling, MD “Should you see a chiropractor for low back pain?”  Harvard Health Publishing, UPDATED AUGUST 16, 2019.

J R Soc Med. Adverse effects of spinal manipulation: a systematic review”, 2007 Jul; 100(7): 330–338.

Edzard Ernst MD, PhD, FRCP, FRCPEd “Chiropractic: A Critical Evaluation” Journal of Pain and Symptom Management, Volume 35, Issue 5, May 2008, Pages 544-562.

James B. Campbell, Jason W. Busse and H. Stephen Injeyan “Chiropractors and Vaccination: A Historical Perspective”, Pediatrics April 2000, 105 (4) e43.

Brian Gleberzon, DC, MHSc,* Marlee Lameris, BSc, DC, Catherine Schmidt, BSc, DC, and Jillian Ogrady, BSc, DC, On Vaccination & Chiropractic: when ideology, history, perception, politics and jurisprudence collide”, J Can Chiropr Assoc. 2013 Sep; 57(3): 205–213.

Gabrielle Cohen Why Do Kids Need Chiropractors” Holistic Health Associates, JUN 18, 2020.