اكتشف سيمون كيرليان في عام ١٩٣٩م  بالصدفة انه اذا سقط حقل كهربائي عالي الفولتية على لوحة فوتوغرافية فسوف تتكون صورة على اللوح. وتكون هذه الصورة على شكل هالة ملونة او تفريغ كهربائي إكليلي. ويعتقد البعض أن هذه الصورة تمثل تجسيداً للهالة الروحية او ما يسمى ” قوة الحياة” التي تحيط بكل شيء.

ظاهرياً، صار البعض ينظرون لهذه الظاهرة المميزة من ” التصوير” على أنها بوابة لعالم فوق الطبيعة من الهالات المحيطة بأجسامنا وأجسام الكائنات الحية، لكن في الحقيقة، ان ما سُجل إلى حد ما ليس خارقاً للطبيعة مثل  الضغط والكهرباء الأرضية والرطوبة والحرارة كذلك.

وان التغير في الرطوبة (والذي قد يعكس تغيرات في المزاج) و الضغط البارومتري والفولتية وبعض الاشياء الاخرى هي التي تصنع ما يدعى بالهالات.

ان الأجسام الحية غالباً ما تكون رطبة، فعندما تدخل الطاقة الكهربائية في الأجسام الحية تكّون مساحة من غاز متأين حول اللوحة الفوتوغرافية بافتراض وجود الرطوبة على الجسم.

تنتقل هذه الرطوبة من الجسم الى السطح المستحلب في فلم الصورة وتسبب في تكوين شحنة كهربائية متناوبة في فلم الصورة ، فإذا التقطت الصورة في فراغ حيث لا وجود لأي غاز متأين فلا نلاحظ ظهور ظاهرة صورة كيرليان.

ان كانت صورة كيرليان تؤدي إلى بعض قواعد حقول الطاقة الحية الخارقة للعادة فيجب ألّا تختفي في الفراغ وهو ما يحدث فعلاً.

لقد كانت هناك ادعاءات بإمكانية إظهار التصوير الكهربائي للأطراف الخيالية كورقة شجر عندما نضعها على عدسة التصوير ونمزقها من المنتصف ومن ثم يتم تصويرها فتظهر الورقة كاملة.لا يتعلق هذا بالظواهر الخارقة  وإنما هي بقايا انطباعية من الشكل  الابتدائي لورقة الشجر الكاملة ولا يعني ذلك أن هناك هالة تحيط بهذه الورقة.

زادت المتخصصة في علم النفس ” ثيلما موس ” (Thelma Moss) في شعبية ظاهرة تصوير كيرليان كأداة تشخيص طبي بكتابها “كهربائية الجسم ” نشر عام ١٩٧٩ م  وكتاب ” احتمالية المستحيل ” نشر عام ١٩٨٣م، كانت موس مقتنعة ان ظاهرة كيرليان هي باب مفتوح إلى ما يدعى “الطاقة الحيوية” للجسم النجمي.

قدمت موس إلى جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس (UCLA) في منتصف حياتها وحصلت على الدكتوراه في علم النفس. جربت واشادت بتأثيرات ثنائي الايثيل أميد حامض الليسيرجيك (LSD) وكانت ادخلت للعلاج من مشاكل نفسية متعددة واخرجت, لكنها تمكنت من التغلب على مشاكلها الشخصية وأصبحت بروفيسورة في معهد علوم الأعصاب التابع لجامعة كاليفورنيا.

ركزت دراستها على المواضيع الخارقة مثل الهالات والتحليق والاشباح. احد افضل عينات دراستها في جامعة كاليفورنيا كان  المحتال يوري جيلر (Uri Geller) الذي “صورته” عدة مرات.

مهدت موس الطريق لآخرين من زاعمي التخصص بالتخاطر لتصور تصوير كيرليان على انه حجر رشيد للتخاطر النفسي. فهم الآن قادرون على فهم بعض الاشياء مثل الوخز بالابر والتشي وطاقة الأورغون والتخاطر وما الى ذلك، وكذلك اكتشاف العلاج لكل ما نعانيه. على سبيل المثال, الادعاء بأن التصوير الكهربائي الحيوي هو:

طريقة استقصاء الأشياء البيولوجية قائمة على تفسير صورة التفريغ الاكليلية المتولدة اثناء التعرض لتردد عالي او فوليتة عالية او مجال كهرومغناطيسي مسجل اما على ورق تصوير او عن طريق اداة تسجيل فيديو حديثة. استخدامه الاساسي وسيلة سريعة وغير باهضة الثمن وغير باضعة للتقييم التشخيصي للحالات الفسيولوجية والنفسية. (من http://www.psy.aau.dk/bioelec/)”

يوجد حتى خط لتسويق وصناعة ملابس bioresonant والذي قد انبثق من “دراسة” التصوير الكهربائي الحيوي، يُزعم انه قائم على “نظرية جديدة مذهلة في الفيزياء البيولوجية: وهي أنه يمكن لتبادل المعلومات في الوعي البشري أن يتأثر ويتحسن بشكل مباشر بتغييرات الضوء” [وهنا تظهر العلاقة بين خرافات كهذه وبين عمليات إنتاجية تحقق أرباحاً مضاعفة من مستلزمات يُزعم أن لها صلة بخرافة معينة سواء كون الخرافة دينية الطابع، سحرية، أم علوم زائفة].

أحد المروجين للتصوير البايلوجي (تسمية أشمل للتقنيات المشابهة لتصوير كريلاين) العالم الروسي كونستانتين كوروتكوف والذي صنع كاميرا بايوكرافية  تدعى اداة تفريغ الغاز التخيلي.

يعرف قاموس موسبي للطب والطب البديل  على انه :

ظهور صور الفلورسانس (الاشعاعات) (البعض يناقش حول ان هذه هي الهالة) المحيطة بالانسجة الحية بعد تعرضها لتركيز عالي من الكهرباء. يشرح المصطلح  كلا من تقنية واستخدام الجهاز.

وله اسماء اخرى مثل التصوير الكهربائي الاحيائي والانبعاث البايولوجي والاشعاع البصري المحاكى بمجال كهرومغناطيسي كيرليانوغرافي وتصوير كيرليان. كل هذه اسماء للتصوير البيولوجي.

مثلاً أداة الـ GVC وهي إصدار آخر من هذا التصوير، تستخدم أقطاب الزجاج لخلق مجال كهربائي نابض ذو كثافة عالية داخل الأنسجة الحية او الميتة، مما يؤدي الى الاستشعاع الذي يتم تصويره.

تستخدم النتائج (صور كيرليان) بعدئذ في محاكاة المخيلة لغرض تخمين الهالات والارواح والطاقة والمجالات الحيوية وغيرها.

استخدم العلماء في برنامج جامعة اريزونا في الطب التكميلي  الـ GVC لمحاولة تمييز المحاليل المثلية (المتجانسة)(الماء) من بعضها ومن المتحكمات (كثرة الماء). يدعي كورتوف الحصول على عدة صور مختلفة عندما استخدم ال GVC على ناس ماتوا بهدوء أو بعنف.

انه يدعي ان من يموت بهدوء، موتاً طبيعياً يخسر هالته ببطئ بعد ٣٦ ساعة ، بينما من يعاني فجأة ويموت موتاً عنيفاً يخسر هالته فجأة بعد ٧٢ ساعة.

وكذلك يدعي انه من يقدم على الانتحار تختفي هالته بعد اسبوع .

اضافة الى محاولة توسعة الطب البديل، قام كوروتوف باضافة اسم اخر للقائمة اعلاه الالكتروفتون بما يدعى GDV. وينضم كورتون لكاري شوارزت ووليام تيلر في تطوير ما يعتقد به الكثيرين في العالم انه “المرحلة القادمة في شفاء البشرية “.

اخترع خبير المعالجة اليدوية “ايريك بيرل” إعادة الالتئام (او الشفاء)، وهي ليست سوى واحدة من عدة أشكال من طب الطاقة و المتكاثرة الان كطريقة من طرق الإحتيال.

لا يجب الخلط بين أي طريقة من طرق كيرليان للتشخيص مع طرق التصوير الطبية مثل اشعة اكس- راي ، التصوير المقطعي، الرنين المغناطيسي  التصوير المقطعي البوزتروني وغيرها من طرق التصوير الطبية ذات الفائدة, فليس لأي واحده منها صلة بالهالات.

المصدر

Robert T. Carroll, Kirlian photography