ترمز كلمة سيتي (SETI) إلى “Search for Extraterrestrial Intelligence” أي البحث عن الذكاء أو الحياة ما وراء الأرض. وهو مشروعٌ بدأ في عام 1959 في البحث عن الإشارات الراديوية الصادرة من أشكال الحياة الذكية في الفضاء. يقوم مشروع  سيتي بتوظيف تلسكوبات راديوية موجودة في جميع أنحاء العالم، لتقوم بمسح السماء بحثاً عن أنماطٍ مميزة وخاصةٍ في الموجات الراديوية التي قد تكون صادرةً من حضارةٍ أخرى من الفضاء. تُستخدَم التلسكوبات الراديوية بسبب قدرتِها على السفر بعيداً جداً عبر الفضاء، من دون أن تُمتَص من قِبل سحابات الغاز والغبار السميكة التي تقع في العديد من المناطق في الفضاء. كما يكمن سببٌ آخر في انهُ بالإمكان إستعمال هذهِ التلسكوبات في الليل والنهار. على مِرارِ ستين عاماً، قد أرسلنا ولازِلنا نرسل موجاتِنا الراديوية عبر الفضاء. تنتقل كل إشاراتِنا الخاصة بالراديو والتلفزيون إلى الفضاء بسرعة الضوء، وقد يتِ رصدُها يوماً ما من قِبل حضارتةٍ أخرى في الفضاء.

ما هي بيولوجيا الفضاء؟

بيولوجيا الفضاء هي علم دراسة الحياة في الكون. يقوم علماء بيولوجيا الفضاء بدراسة كيفية تكون الحياة ونموِّها، والأماكن التي قد توجد بِها الحياة. تتضمّن بيولوجيا الفضاء البحث عن الحياة خارج الأرض، دراسة الكواكب والأقمار في نِظامِنا الشمسي، والبحث عن الكواكب التي تحتضن الحياة، والمتواجدة حول النجوم الأخرى. كما ويقوم المختصون بيولوجيا الفضاء بدراسة الحياةِ هنا على الأرض (خصوصاً الحياة في الظروف القاسية)، وذلك لمساعدتِهِم في معرفة المزيد حول البيئات التي من الممكن للحياة أن تنجو فيها.

ماذا يعني “مختص بيولوجيا الفضاء”؟

مختص بيولوجيا الفضاء هو الشخص الذي يقوم بدراسة احتماليات وجود الحياة بعيداً عن الأرض. يحاول علماء بيولوجيا الفضاء بمحاولة فهم كيفية نشوء الحياة وبقائِها في العديد من الأنواع المختلفة من البيئات. يتضمن هذا عادةً دراسة الحياة في الظروف القاسية هنا على الأرض. يقوم هؤلاء المختصون بدراسة الكواكب والأقمار المختلفة وذلك لكي يروا فيما لو تدعم الظروف هناك وجود الحياة. يعمل بعض المختصين في علم بيولوجيا الفضاء في مشاريعَ تبحث عن الإشارات الراديوية الصادرة من الحياة الذكية في الكون، بينما يقوم آخرون بالبحث عن الأماكن التي قد توجَد فيها أبسط أشكال الحياة. غالباً ما يكون المختص في بيولوجيا الفضاء خبيراً في علم الأحياء والفلك على حدٍ سواء.

هل إكتُشِفت الحياة على متنِ نيزكٍ آتٍ من المريخ؟

في عام 1984، تم العثور على نيزكٍ أُطلِق من المريخ قبل حوالي 16 مليون سنةٍ مضت، من قِبل مجموعةٍ من العلماء في القطب الجنوبي. كان النيزكُ مرتحِلاً في الفضاءِ لوقتٍ طويل، قبيل الأصطدامِ بالأرض قبل حوالي 13 ألف سنةٍ مضت. تمت دراسة النيزك المسمى بـِ  آي أل أج 84001 (ALH84001) بحذر. إكتشف العلماء أن عمر النيزك كان حوالي 4.5 بليون سنة، وأنه من الممكن أنه كان على المريخ في الوقت الذي إمتلك الكوكب الأحمرُ الماء السائلة، والحياة ربّما. أظهرت الدراسات احتواء النيزك المريخي على حبيباتٍ من معادن الكاربونات التي كانت بحاجةٍ إلى الماء لكي تتكون. كما وقد إكتشف العلماء تراكيب أنبوبية صغيرة جداً ضمن النيزك، والتي تبيّنت كحياة ميكروبية متحجِّرة (وهي الحياة التي تكون صغيرة جداً لدرجة أنك لا تراها إلى عبر المايكروسكوب) وجزيئاتٍ عضوية. قد يكون هذا دليلاً على أن المريخ احتضن الحياة يوماً ما. بالرغم من هذا، يوجد بعض العلماء الآخرين الذين يعتقدون بأنه لا يمكن للتراكيب الأنبوبية أن تكون شكلاً من أشكال الحياة المجهرية القديمة، وذلك لأنها شديدة الصغر.

هل توجد حياةٌ في الفضاء الخارجي؟

قد تسائل الكثير من الناس حول وجود الحياة ما وراء الأرض. بوجود عددٍ لايمكن عدُّه من بلايين النجوم والكواكب المحتملةِ والأقمار في الفضاء، يعتقد العديد من الناس أنه تحت الظروف المناسبة، قد تنشأ أو توجد الحياة في أماكِن أخرى من الفضاء. بالرغم من هذا الأمر، لايوجد دليلٌ على هذا بعد. تعملُ وكالة الفضاء ناسا أو تخطط للعديد من المهمّات التي ستقوم بالبحث عن دلائِل لوجود الحياة على المريخ، أقمار المشتري وزُحل، والتي ستقوم بالبحث عن الكواكب الشبيهة بالأرض، التي تدور حول نجومٍ أخرى. بينما تقوم مشاريعٌ أخرى، كمشروع  سيتي، بمسح السماء بحثاً عن الإشارات القادمة من الحياة الذكية في الفضاء الخارجي. قد تقوم هذه المشاريع يوماً ما بإكتشاف الحياة في الفضاء الخارجي.

هل مِن الممكن أن توجد الحياة على قمر المشتري يوروبا (Europa)؟

إن  يوروبا هي رابع أكبر أقمار المشتري. يعتقد العلماء بأنه من الممكن أن توجد الحياة على يوروبا بسبب وجود الأدلة على إمكانية وجود الماء السائل تحت سطح هذا القمر الجليدي. تقوم جاذبية المشتري القوية وجاذبية أقمار المشتري الأخرى بسحب القمر يوروبا ودفَعِه. يُحدِث هذا الأمر توسعاتٍ وتقلصاتٍ في يوروبا، الأمر الذي يتسبب برفع درجة حرارتِه، مما يؤدي ببعض القشرة الجليدية ليوروبا إلى الذوبان تحت السطح. لِذا، قد توجد محيطاتٌ وبحيراتٌ من المياه السائلة على القمر يوروبا. إن الماء من المتطلبات الرئيسية لوجود الحياة. إن وُجِدت المياه السائلة على يوروبا، فقد توجد الحياة عليه أيضاً.

أمِن الممكن أن توجد الحياة على كوكب الزهرة؟

يشعر غالبية علماء الفلك بأن وجود الحياة على كوكبِ الزهرةِ سيكون مستحيلاً. في يومِنا هذا، يُعتبر الزهرةُ مكاناً قاسياً جداً. الزهرة كوكب جاف جداً ولاتوجد دلائل على وجود الماء، وتبلغ درجة حرارتها السطحية مستوياتٍ تُذيب الرصاص. كما ويكون غلافه الجوي سميكاً إلى درجةٍ تجعلُ الضغط الجوي على سطحِه تساوي 90 مرة الضغط على الأرض. حتى المركبة التي حطّت على الزُهرة لم تصمد سوى قرابة ساعة، وبعدها تحطمت وانصهرت. بالرغم من هذا، توجد قلٌّة من العلماء الذين يعتقدون أنه بالإمكان وجود الحياة في غيوم الزُهرة.

هل توجد حياة على المريخ؟

يعتبر هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي طرحها العلماء والناس الأخرينَ تِكراراً، على مدىً طويل، وذلك لأن المريخ يشبه الأرض أكثر من أي كوكبٍ آخر في نظامِنا الشمسي. كما توجد دلائل على أن المياه السائلة قد جَرَت على سطح المريخ في الماضي وعلى وجود مياهٍ متجمّدة تحت سطح قطبي الكوكب. منذ ستينيات القرن المنصرم، تم إرسال مركبات فضائية إلى المريخ لكي تقوم بالدوران حول الكوكب أو بالحَطِّ على سطحِه. تم التقاط آلاف الصور لسطح المريخ (من المدار ومن سطح الكوكب أيضاً)، لكن لم يتِم إيجاد أيّة أدلّةٍ على وجود الحياة. يتم التخطيط للقيام برحلاتٍ مستقبلية، إكمالاً للبحث عن الحياة على كوكب المريخ. ستقوم المركبات في هذه الرحلات بالهبوط في مواقِع مختلفة وتقوم بالحفر عميقاً في التربة المريخيّة، بحثاً عن مؤشراتٍ لوجود الحياة.

المصدر:

Ask an Astronomer. (n.d.). Retrieved February 25, 2017