الميثامفيتامين هو نوع من أنواع المخدرات عادة ما يأتي على شكل مسحوق بلوري أبيض عديم الرائحة ويذوب بسهولة في الماء والكحول ويعرف ذلك بالكريستال ميث. الميث مركب من صنع الإنسان، على عكس الكوكايين المستخلص من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو في أمريكا الجنوبية.

يٌستنشق الكريستال عن طريق الأنف  أو يٌدخن أو يٌذاب في الماء أو الكحول، وهو من المخدرات التي تسبب الإدمان السريع، حيث أن تدخينه أو حقنه في الوريد يؤدي إلى وصوله بسرعة للدماغ الشعور بالراحة والسعادة نتيجة زيادة إفراز هرمون الدوبامين  ولكن غالبا ما يتلاشى هذا الشعور الزائف بسرعة تقريبا من (6-8 ) ساعات ويمكن أن تصل إلى أربع وعشرين ساعة ومن هنا تبدأ رحلته لتدمير حياة متعاطيه.

ويرتبط استخدام الميث مع العديد من المشاكل الصحية الخطيرة  حيث يسبب زيادة في معدل ضربات القلب و ارتفاع ضغط الدم وتلف في الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ الذي  بدوره يؤدي إلى السكتة الدماغية. الاستخدام المنتظم للميث يمكن أن يؤدي إلى التهاب بطانة القلب والصمامات والالتهاب الرئوي وأمراض الكلى. يسبب تعاطي الجرعات الزائدة منه ارتفاع درجة حرارة الجسم والتشنجات والموت. كذلك تظهر بعض التأثيرات النفسية كسلوك العنف  والقلق والارتباك والأرق واعراض ذهنية أخرى قد تستمر لأشهر أو سنوات حتى بعد توقف الشخص عن تعاطي الميث.

أما أولئك الذين يتعاطونه عن طريق الحقن يعانون من مخاطر أكبر بما فيها فيروس نقص المناعة (HIV) وفيروس التهاب الكبد وغيرها من الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم. يسبب الميثامفيتامين أعراض انسحابية، لا سيما عند أٌستخدامه بانتظام لفترات طويلة أو بجرعات عالية ومن هذه الأعراض ارتفاع ضغط الدم وجفاف الفم والغثيان واضطراب في المعدة والإسهال  والدوار وفقدان الوزن والنوم و الصداع. علاوة على أن مكوناته السامة تؤدي إلى حدوث تسوس شديد  يدعى ميث الفم، حيث تصبح الأسنان سوداء ومتعفنة للحد الذي يتطلب اقتلاعها و يؤدي إلى تلف اللثة وجذور الأسنان.

والميث أيضاً يعد من المواد المنشطة التي تؤدي إلى زيادة نشاط الإنسان وقد يٌوصف من قبل بعض الأطباء لكن بكميات معينة لأولئك الأشخاص الذين يعانون من قصور في الانتباه والحركة حيث يعمل على تغيير كميات بعض المواد الطبيعية في الدماغ. ويؤدي إلى زيادة القدرة على الانتباه والتركيز والسيطرة على المشاكل السلوكية. وعادة مايقوم الطبيب بتغير العلاج الى نوع آخر بعد مضي فترة قليلة ومراقبة سلوك المريض، أي أن استخدام الميثامفيتامين كدواء يجب أن يتم تحت المعاينة الحذرة للطبيب.

صناعة الميثامفيتامين 

يصنع الميث بطريقة غير شرعية في مختبرات خفية حيث يضاف إليه  الأمفيتامين (مجموعة من المركبات المنشطة التي يؤدي استعمالها إلى إثارة مراكز الجهاز العصبي المركزي) ومشتقات كيميائية أخرى لزيادة فعالية الميثامفيتامين . كذلك تضاف إليه بعض الحبوب التي تستعمل كعلاج لنزلات البرد. إما الميث المطبوخ ولزيادة فعاليته بالإضافة إلى الحبوب المذكورة أنفاً، يتم إضافة أحماض البطاريات ومقاوم التجميد ومكونات كيميائية أخرى.

تعد هذه المواد جميعها خطرة وقابلة للانفجار، وعادة ما يعاني المصنعون للميث من حروق وتشوهات واحياناً يتعرضون للموت نتيجة انفجارها وكذلك تعد عمليات تصنيعه مهددة للمنازل والمباني المجاورة لهم.

تخلف المختبرات  غير المشروعة هذه نفايات سامة، حيث أن إنتاج رطل واحد من الميثامفيتامين ينتج خمسة أرطال من النفايات والمتضرر الأكبر من هذه النفايات هم الأشخاص المعرضين لها حيث تسبب لهم التسمم والأمراض.

تقول ميلاني وهي أحد ضحايا الميثامفيتامين : “لم يكن يكفي ما لدينا من مال على  إعالة طفلنا وتوفير كميات الميثامفيتامين التي نحتاجها نتيجة الإدمان عليه، لذا قمنا بتحويل غرفة المطبخ في البيت إلى مختبر صغير لتصنيع الميث وكنا نحتفظ بنفاياته في الثلاجة ولم نكن نعلم بتخلل هذه السموم إلى صندوق الطعام في الثلاجة. لم أكن أعلم أني كنت أعطي للطفل ذي الثلاث سنوات طعام مسموم عندما قدمت له بعض الجبن، ولم الاحظ حالته المرضية التي بدأت تظهر ملياً لانني كنت تحت تأثير الميث، بعد حوالي أثنا عشر ساعة بدا طفلي مريضا جدا. جعلتني حالتي الثملة استغرق ساعتين لأحدد كيف أخذه للمستشفى التي تبعد عنا خمسة أميال، وعندما وصلت لغرفة  الطوارئ أُعلنت وفاة طفلي مسموما بهيدروكسيد الأمونيا وهو أحد مكونات الميث السامة”.

تاريخ الميث

لايعد الميث مخدر جديد على الرغم من استخدامه واسع النطاق في السنوات الأخيرة، صٌنع أَنْفُتَامِين لأول مرة في ألمانيا عام 1887، ثم طٌور فيما بعد إلى الميثامفيتامين عام 1919 في اليابان وكان مخدر مثالي للحقن نظراً لكونه مسحوق قابل للذوبان.

أٌستخدم الميثامفيتامين  خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أٌعطيت جرعات منه للطيارين اليابانيين الانتحاريين قبل ذهابهم إلى مهمتهم الانتحارية. وبعد الحرب، زاد عدد متعاطي الميث  لكون المخازن العسكرية اليابانية أصبحت متاحة لعامة الشعب.

في عام 1950 كان يستخدم كدواء مساعد للحمية الغذائية ومضاد للاكتئاب وأٌستخدم كمنشط للطلاب وسائقي الشاحنات والرياضيين. ثم زاد استخدامه عام 1960 وأصبح معروف بسهولة حقنه وتواجده.

طرق العلاج من إدمان الميثامفيتامين 

بشكل عام، هناك نوعان رئيسيان للعلاج من تعاطي المخدرات أو الإدمان عليها: وهما : الصيدلي أي الأدوية والوصفات الطبية المعتمدة، والنوع الثاني العلاجي.

في الوقت الحالي، لا توجد أدوية وافقت عليها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (U.S. Food and Drug Administration)  للعلاج من التعاطي والإدمان على الميث.  وبعبارة أخرى، فلا يوجد أدوية معتمدة لأبطال الآثار الجانبية أو التقليل من احتمالية الإدمان عليه أو الحد منه.

أخذ المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA) في أمريكا على عاتقه دعم البحوث والتجارب من أجل التوصل إلى دواء أو مصل للشفاء من تعاطي أو إدمان الميث. وبالفعل تم التوصل إلى  لقاح أو مضاد للحد من وجود انتشار الميث في الدم أو الحد من تأثيره على الدماغ.  ربما يوما ما سيكون هذا المصل متاح لكن لحد الان مازال العمل جار عليه.


معظم طرق العلاج تبدأ بإزالة السموم التي يسببها الإدمان، حيث في هذه الفترة تخرج السموم من جسم المدمن ببطئ أي تنقيته من المادة المخدرة وذلك لتقليل نسبتها في الدم والأنسجة. مرحلة التخلص من السموم يجب أن تتم تحت إشراف الأطباء والعمل على إبقاء الحالة آمنة وتحت المعاينة لغرض التخلص تماماً من الأعراض الانسحابية.

الميث كريستال في العراق

تشير صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشر في 16 من آب، أن في السنوات الثلاث الماضية اجتاح وباء المخدرات العراق عبر جنوبه، وخصوصا ما يسمى الكريستال ميث (الشبو). حيث أن استهلاك محافظة البصرة وذي قار لهذا المخدر يزيد عاما تلو الآخر. أما متعاطيه فأغلبهم من سكان المناطق الفقيرة وبالأخص ممن يعانون من البطالة، أما القسم الآخر فهم من الاطفال الذين بدأوا بالتدخين ثم انتهى بهم الأمر مدمني مخدرات.

المصادر :