تخيل أنك تمشي في ليلة مظلمة، وفجأة يظهر ضوء ساطع يتحرك بسرعة فائقة، ليملأ السماء العاتمة بهذا الشكل؟

مؤخرا قمنا بملاحظة العديد من التبليغات المصورة بخصوص رؤية أضواء غريبة تظهر أحيانا في السماء، ولقد قررنا أن نتطرق إلى أشهر حادثة وهي حادثة الأضواء في سماء سيبيريا مؤخرا. حيث كان قد أثار التوهج المذهل للضوء الذي طفى فوق سيبيريا في عام 2017 مخاوف من غزو من طرف كائنات فضائية’ لكن الآن نحن نمتلك تفسيرا أكثر واقعية، فلنسلك دربا من خلال ذلك.

كرة الضوء في سماء سيبيريا

كرة الضوء في سماء سيبيريا

ظهر عرض الضوء المثير في ليلة مظلمة وكان مرئيًا على مساحة كبيرة من شمال سيبيريا (جزء من روسيا) ، وشاهده العديد من الأشخاص في منطقة يامالو نينيتس، بما في ذلك المصورين الذين كانوا يبحثون عن الظلام لالتقاط ظاهرة ضوئية مختلفة تدعى الشفق القطبي التي تنجم بدورها عن تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغنطيسي للأرض ، أهم هؤلاء المصورين هم “أسينموف” الذي صرح لصحيفة “سيبيريان تايمز” أنه لم يستوعب ما رأته عينه آنذاك ورجح أن ما رآه كان عبارة عن كشاف موضعي فقط.

وما إن بدأ الناس بإبتكار تفاسير لما رأوه سواء من قال أنها فجوة زمكانية أو من قال أنها غزو فضائي. مع أنه هذه المخاوف مفهومة نظرا للظاهرة الغير معهودة من قبل، إلا أن جل العلماء خرجوا متيقنين من أن الكائنات الفضائية وإن وجدت، فهي لا تمت هذا الأمر بأي صلة، والبنية الزمكانية لا تزال تعمل، لأنك تستطيع قرائة هذا المقال. ليأتي التفسير مؤكدا بعدها فورا، وفقاً لتحديث صدر عن وزارة الدفاع الروسية ، مؤكدين أنه كان هنالك إختبارات عسكرية، شملت إطلاق صاروخ توبول عابر للقارات باتجاه نطاق اختبار كورا في كامتشاتكا، إلى جانب ثلاث تدريبات تتضمن صواريخ بالستية أطلقت من غواصتين نوويتين.

كرة الضوء في سماء سيبيريا

كرة الضوء في سماء سيبيريا

غواصة نووية روسية

غواصة نووية روسية

وقد نجم هذا التفاعل عن عوادم الصواريخ، التي تتوسع في فقاعة كبيرة تصل إلى مئات الكيلومترات ، واذا التقت بأشعة الشمس بطريقة معينة فتلك الفقاعة الضوئية تصبح مرئية، لأن الشمس تصبح تحت أفقك، إلا أن الصاروخ إرتفع عن سطح الأرض بما يكفي لرؤيته ظهور التداخلات والظواهر ذات الصلة بضوء الشمس والتي قد لا تكون مختلفة كثيرا عن ظاهرة الشفق القطبي. وبعبارة أخرى ، إذا أجريت اختبارات الصواريخ بعد بضع ساعات ، فمن الممكن ألا تنتج تلك الأجرام الضوئية على الإطلاق! لأن أشعة الشمس لم تكن لتصل إلى عادم الصواريخ.

ولكن تزامن الشمس والصاروخ، جعل الملايين من الناس يدعون خيالهم يبتعد عن الواقع العلمي كوهم: البوابات الزمكانية ـ الغزو الفضائي،  إلخ ، يمكن فهم ذلك ، لأننا لم نعد معتادون على مراقبة كيف تتحرك الغيوم الغازية على ارتفاعات متطرفة من هذا القبيل، ولا تفاعلاتها في الغلاف الجوي.

حسنا، ماذا لو لم يكن هنالك غلاف جوي؟ في حال غياب الغلاف الجوي أو الهواء (نسبيا) لإفساد المعادلة الرياضية الجميلة، لكنا سوف نرى شيئ متناظر ومتناسق وأقرب للرياضيات من كل ما رأيناه على سطح كوكب الأرض أو على غلافه الجوي.

جدير بالذكر كذلك أنه قد وقعت حادثة مشابهة في خريف 2015 في “فلوريدا” حيث ارتعب الناس معتقدين أنها دليل على كائنات فضائية قادمة نحونا والبعض ظنوا أنها نيزك من العالم الخارجي وكل هذا مفهوم لندرة هذا المنظر وسرعة الجسم. إلا أنه بعد التقصي إتضح أنها ليست بنيزك وليست من العالم الخارجي، بل فقط من ولاية فلوريدا وبالضبط من شمال فلوريدا، بينما إلتقط سكان جنوب فلوريدا العديد من الصور المخيفة لما ظهر من زاوية نظرهم، كان علماء ناسا في تلك الآونة مشغولون في مركز كينيدي للفضاء بإطلاق صاروخ “أطلس 5” المحمل بقمر صناعي مخصص للتواصل العسكري بين القوات الأمريكية.

الضوء الغريب في سماء فلوريدا

الضوء الغريب في سماء فلوريدا

المصادر:

Claire Reid, “Strange Lights In The Sky Cause Panic In Russia”, ladbible.com, October 27th 2017

PETER DOCKRILL, “We Now Have an Explanation For That Mysterious Orb of Light Floating Above Siberia”, sciencealert.com, 30 OCT 2017

Will Stewart, “MYSTERY GLOW Mindbending white and green balls of light spotted over Siberia leaving locals terrified…. so what on Earth ARE they?”, thesun.co.uk, 27th October 2017

CBS Miami, strange light in the sky explained,