بقلم: جيثرو آندال
ترجمة: اسامة الاسدي
بوستر: أحمد الوائلي…
———————–

يقول المثل: الحاجة أم الاختراع، على نفس السياق بامكاننا القول بأن الفضول هو أب الاكتشافات العلمية. لم نكن لنحقق كل التقدم العلمي الذي حققناه لولا تلك العقول التي تنظر الى الكون بفضول وتساؤل. قد يقول البعض إن التعليم يتوقف عندما تتخرج من الكلية، أقول لهم: إنه لا يتوقف إلا عندما نتوقف عن تغذية فضولنا ونستقيل من طرح الاسئلة.

الكثير منكم يعرف أينشتاين وأسحاق نيوتن، اللذان يعتبران أهم عالمي فيزياء على مر التاريخ، لكن ما لم يعرفه البعض، او لم يلاحظوه، هو التشابه بالكيفية التي بدأ بها عملهما: “بسؤال واحد”.
يقال أن اسحاق نيوتن كان يتجول في احدى البساتين الخلابة، ولاحظ سقوط تفاحة من الشجرة على الارض، لقد تبادر الى ذهنه في الحال السؤال التالي: “اذا كانت التفاحة قد سقطت، فلماذا لا يسقط القمر أيضاً؟”
هذا السؤال وضع نيوتن على الطريق لتحقيق كافة إنجازاته المستقبلية. هنا استنتج قوة الجاذبية وبيّن إن جميع الكواكب والنجوم تتحرك وفقاً لهذه القوة، ولهذا لقّب بـ”أب الجاذبية”.
من خلال قانونه في الجاذبية الكونية تم الكتشاف عن كوكب اورانوس بسبب تخلخله على مدار نبتون. تبع ذلك العديد من الافكار الرائعة، خصوصاً علم الميكانيكا. ساعدت هذه الاعمال بولادة الثورة الصناعية ووضعت الأسس التي عملت عليها المحركات البخارية والعديد من الاجهزة الاخرى.
قوانين نيوتن مفيدة ودقيقة جداً إذ أنها المعادلات الوحيدة التي تحتاجها المركبات الفضائية للهبوط على سطح القمر، بل أي كوكب اخر. على الرغم من اننا نعلم ان قوانين نيوتن اثبتت عدم كفائتها تحت ظروف خاصة كميكانيكا الكم على سبيل المثال، إلا أن بساطتها قد كفلت ادراجها في كل كتاب مدرسي في الفيزياء في عصرنا الحالي.
كذلك الحال مع البرت اينشتاين، بدأ مشوراه بسؤال واحد فقط: ” ماذا يحدث لو ركبت شعاعاً من الضوء؟!” هذا السؤال وضعه على المحطة ليكتشف بذلك النسبية العامة والخاصة. هذه النظريات التي غيرت تماماً الطريقة التي ننظر بها للزمان والمكان، وقد أكدت هذه النظريات بكل تجربة أجريت لحد الآن!
تتوقع النظريتين شذوذ الوقت، وقد قادتنا هاتان النظريتان الى فهم أمور لم نشاهدها الا في افلام الخيال العلمي، مثل السفر عبر الزمن والثقوب السوداء.ان اهمية النسبية العامة قد اثبت بالعديد من التجارب ولازالت هناك محاولات لتوحيدها مع نظرية الكم لإنشاء “نظرية كبرى لكل شيء”.
وفي الملخص، كما يقول فيليب بليت:” اذا سألك طفل لماذا السماء زرقاء؟ انظر مباشرةً الى عينيه وقل له: بسبب التأثير الكمومي و تشتت رايلي بالاضافة إلى عدم وجود مستقبلات الفوتون البنفسجي في عينيك!”
في نهاية المطاف، يسلط هذا الضوء على اهمية تشجيع الافراد لإكتشاف كيف يعمل الكون؟!
بالفعل، يمكنك إبهار الجميع بأن تقّص لهم قصصاً خيالية عن قوس قزح والسماء وتكوين الكون، لكن من الافضل أن تتحدث عن القوى الهائلة التي تحكم كوننا وتنبيههم إلى ما يمكنهم عمله بهذه المعرفة: يمكنهم أن يصبحو معلمين أو مخترعين، يمكنهم أن يكونو رواد فضاء او علماء الاحياء البحرية، يمكنهم اكتشاف طرق علاجية او اكتشاف اصناف جديدة من الكائنات، او اكتشاف القوى الغامضة في كوننا.
هناك الكثير من الاشياء المدهشة في كوننا، لدينا الثقوب السوداء والنجوم النيترونية وشموس عملاقة التي تجعل شمسمنا في مقام حبة الفول السوداني عند مقارنة حجمها. هذه فقط بداية الدهشة بعجائب الكون، ولا تزال هناك العديد من الاسئلة التي تتطلب اجابات. في نهاية المطاف نحن بحاجة ان نكون فضوليين باستمرار، نريد ان يكون الجيل القادم جيل مخترعين وعلماء، بدون هذا الطموح فان عمل اينشتاين ونيوتن قد ذهب هباءاً، بدون هذا الفضول فإن اسرار هذا الكون ستختفي الى الابد.
فقط ضع في ذهنك امرين، الفضول والطموح ولا تتوقف عن الدهشة بالكون والحياة من حولك، انها حقاً مصدر الهام، فلا تتوقف، لا تتوقف.

المصدر:

http://bit.ly/1d9jGcF