في دراسة مُذهلة تضمنت الحس المرافق (synesthesia)، وجد أن الناس يتوقعون معاني الكلمات الأجنبية بشكل جيد.

دون النظراليها  في كوكل حاول الناس تخمين معاني معاكسات الكلمات tobi  و kekere وهي كلمات مستخدمة لدى اليوروبا وهي لغة منتشرة في غرب افريقيا ولها جذور في العصر الحجري القديم وهذه الكلمات هي مضادات للكلمات الانكليزية  big,small (اكبر واصغر) والان خمن : ماهو المعنى لكل من هاتين الكلمتين؟

الأغلبية سوف يصل لنفس الجواب في الواقع اذا اعدنا التمرين مع مضادات لشكل شدة الصوت او حتى وضوحها في اللغات الاجنبية الاخرى. ميولنا تمسك حتى الكلمات غير الموجودة. في اختبار لغوي مشهور المواضيع غالباً ما تنجذب لمصطلح  balumato والذي يصف الاشكال الدائرية و  takete  للاشياء الكثيرة الزوايا. اذا فكرت بالأمر فهو يبدو كأنه شيء موروث سلفا baluma وحاد وملحوظ حول takete كذلك في مثال عن كلمة اليوروبا tobi  تبدو خياراً مناسب لوصف الاشياء الكبيرة بينما kekere  تلائم بشكل كبير الكيانات الصغيرة . بعبارة أخرى فإن الأبعاد ظاهريا مدمجة في أصوات الكلمات.

لغات الانسان غنية بالكلمات التي تبدو مثل ما يراد لها أن تعني كما أن تجمعات معاني الاصوات رمزية الأصوات متشابهة بشكل كبير عبر اللغات المختلفة. لكن كيف تقوم ادمغتنا بربط الاصوات مع المعاني؟ في دراسة حديثة لعلماء النفس في جامعة رويجيستر (Rochester University)  في نيويورك وجامعة سوسيكس في المملكة المتحدة ظهر ان الاشخاص الذين لديهم حس مواكب محفز لأمر مثل الصوت يستطيعون  استحضار  تصورات غير اعتيادية للالوان والذوق او العطور ويكونون مهرة بشكل استثنائي في ربط الكلمات غير المعروفة والاجنبية مع معانيها. عمل هؤلاء العلماء وفر افكاراً حول أصول الرموز الصوتية ووضح لماذا طورنا حدساً حول معاني الاصوات التي  لم نسمع بها من قبل.

الحس المواكب والذي يقع في حوالي 1% من التجمعات السكانية ويزداد عندما يتصاعد انفصال عدد الالياف العصبية المترابطة في مواقع المخ مسببة امتدادات عابرة بشكل أكثر من المعدل. ذوو الحس المرافق هم اولئك الافراد يعيشون حياة اعتيادية باستثناء انهم يمتلكون احاسيس اضافية  حول لمحفزات الحسية والمعاني. لديهم الوان او اذواق للكلمات ولمس للمعاني. مثلاً رجل بريطاني ذو حس مرافق يبلغ من العمر 56 سنة  يدعى جيمس وانيرتون لديه طريقة متميزة باستحضار الكلمات والاسماء بشكل عفوي عند لفظها بفمه وقد قام بصياغة خريطة خاصة به لانفاق لندن والتي قام فيها بتسمية المحطات بعد ان ما تثيره من طعم على لسانه، تقاطع الملك بالنسبة لذوقه مثل كيك دندي الرطب ويعتقد بوجود نوع من التقاطع بين معالجة الكلام ومركز التذوق في دماغه.

أيضاً الرموز الصوتية يمكن للكلمات أن تجلب الصور لعقولنا،  التفكير  pequeño, petit,او kleine  والتي تعني صغير بخلاف للكلمات grande, grand او gross  والتي تعني كبير. رغم ان الرموز الصوتية اكثر ضمنية و اقل تلقائية من الحس المرافق (نحتاج افكار لنستطيع صنع التخمين الصحيح) وهي فرضية أخرى لتفسير فهمنا لكلمات من لغات لا نعرفها، غير أن التفكير بهذه الفرضية يطرح وجود تقاطع في أجزاء مختلفة من الدماغ.   

في الدراسة الحالية علماء النفس كاتلين بانكيرز و جوليا سيمنر اختبروا فرضية أن قواعد الرموز الصوتية لها نفس التشابكات المتقاطعة في المخ كما يرى في الحس المرافق. العلماء وظفوا اشخاصاً من متكلمي اللغة الانكليزية الاصليين والذين يمتلكون الحس المرافق حيث كاحرف الذين يرون الالوان كاحرف او ارقام ( graphemes) بأعتبارهم وسيلة لأختبار هذه الفرضية على سبيل المثال الحرف c  للون الاصفر ورقم 4 للون الاحمر الى اخره. القائمين بالاختبار سألوا الخاضعين للاختبار أن يستمعوا لتسجيل صوتي ويخمنوا المعاني لمئات الكلمات الاجنبية مع اعطائهم متضادين وكلمات تمتد لاربعة دلالات لفظية بمجاميع مثل كبير/صغير، ساطع/ مظلم ، اعلى/ اسفل ، صاخب/ هادئ وتحتوي مفردات من عشرة لغات مختلفة مثل jhiinu ( Gujarati للصغير) olimikka  ( Tamil للساطع ) neerwaarts  (dutch للاسفل ) بين الاخرين.  

اولا العلماء وجدوا انه مجاميع المشتركين معا كانت جيدة بشكل ملفت للنظرفي فك رموز معاني الكلمات الاجنبية  ولو فقط لكلمات مثل كبير / صغير و هادئ/ صاخب في مجالات الدلالات اللفظية.  ولكن ادائهم كان بالكاد أفضل حظا من فئات الاعلى/الاسفل او ساطع/مظلم. وهذا التناقض يعكس الى حدٍ ما كيف ان الخرائط الصوتية للمعاني في عقولنا. في مجالات مثل صغير كبير والتي تشير الى الحجم من الجوانب التي يمكن ترجمة الرموز الصوتية فيها الى جوانب فيزياوئة من مسار النطق، وتحويل المميزات اللغوية الى معاني.  عندما نقول كبير (grand( french=  large) على سبيل المثال فمنا يمتد كما لو كان يحاكي حجم الاشياء التي نشير اليها بينما عندما نقول petit المسار النطقي يضيق و الكلمة تزرع انطباع لشيء صغير جدا. الكلمات الرمزية للصوت تماثل شدة الصوت لكنها تكون اصعب لتحافظ على التحول من التوقيع الى المعنى عند اتجاهات الدلالة او الوضوح.

تقترح فرضية أن الكلمات ضمن تلك المجالات يتم ترميزها عبر النغمات وطبقات الصوت ولأن الذين تم اختبارهم اختبروا بنغمة صوت محايدة فإنهم لم يستطيعوا تحديد الكلمات بشكل صحيح.

العلماء توصلوا لاحقا الى نتائج مثيرة للاهتمام بشكل كبير. في فئات الكلمة السابقة حيثما براعة المشتركين، اكتشفوا انه ذوي الحس المرافق تفوقت سيطرتهم في تخمين المعاني للكلمات الغير معروفة. وذلك بالتاكيد ليس بسبب انهم لديهم مفردات اقوى فقط او   IQ  خارق فذوي الحس المرافق كانوا فقط جيدين بشكل تقريبي في أمور كالسيطرة في اختبار قوة الكلمات الانكليزية. وبدلا من ذلك هم بدوا أفضل بقدرتهم الجيدة في التقاط تجمعات معاني الاصوات في اللغات الاجنبية. وهي محاولة لافتراض انه الحس المرافق يتزايد مع الرموز الصوتية العملية التي تربط الصوت والمشاهد المرئية والانبثاق من تقاطعات التشابكات المرئية في الحس المرافق.

في الواقع علماء النفس رومك راو ، فياليانور راماجاندران واخرين كشفوا تقاطعات في ارتباطات الدماغ بشكل غير اعتيادي في لدى ذوي الحس المرافق. مستخدمين تقنية تدعى انتشار الصور المتحركة ( تشخيص التغيرات التي تحدث في تراكيب المخ الدقيقة) العلماء تابعوا اتجاه الالياف العصبية لذوي الحس المرافق الذين لديهم اعتلال في اللون وقد وجدوا  ارتباطاً شديداً قرب التلفيف المغزلي والتركيب اللانبوبي للمخ والتي تقع فوق الاذن. الالتفاف العصبي يتضمن موقعاً يًميز الاعتلال المتاخم لمساحة استكمال التلوين V4 .

يجمع العلماء على ان كثافة الاتصالات لدى ذوي الحس المرافق تعزى لتجاوز الألياف حدودها بين موقع حرف معين ومنطقة من مناطق الألوان. ولعى المستوى السلوكي فإن هذه الارتباطات تسبب ادراكات مختلطة تربط الالوان والحروف والارقام.

لدى ذوي الحس المرافق  العلماء في الواقع شاهدوا محاور عديدة لارتباطات متقاطعة في اجزاء اخرى مختلفة للقشرة الدماغية. هناك طريق مثير لابحاث مستقبلية لاكتشاف فيما اذا الرموز الصوتية مثل الحس المرافق تستفيد من واحدة او اكثر من تلك الارتباطات التقاطعية. بالطبع خرائط المعاني الصوتية ليست محصورة بالحس المرافق. اذا اعدنا التجربة، ذوي الحس المرافق تجاوزوا الحواجز في فئات الكلمات حيث تلعب الضوابط دوراً أكبر من الحظ. ويضمن ذلك  اذا ما كان ذوو الحس المرافق قد صنعوا حظوظهم بواسطة متابعة نفس تجمعات معنى الكلمة بواسطة الحظ، أو  بواسطة تشابكات الدماغ ،غير ذوي الحس المرافق صنعوا نفس التجمعات لكن بالاعتماد على معدتهم. وكانوا اقل كفاءة من نظرائهم. وهذا يقودنا لتخمين ممتع وهو أن الارتباطات المتقاطعة التي لوحظت في ذوي الحس المرافق هي طراز خارق من تقاطع الكلام المتأصل بشكل فريد في كل شخص منا.

في دعم هذه النظرية كنز واسع من الادلة من علماء نفس  الطفل واللغويين ويقترح ذلك أننا عندما كنا أطفالاً بدأنا جميعنا مع ادمغة ذات تشابكات متقاطعة بنسبة كبيرة مثل ذوي الحس المرافق متساوي مع جميع اللغات. لكن مع التركيز على اللغة الأم يذبل ذلك الحس المرافق تجاه اللغات الاجنبية . ويسلم العلماء بأن الحس المرافق يستمر مع سن البلوغ نتيجة طفرة تتعارض مع عملية الذبول التي تطال الحس المرافق.

وهذا مايسمى “نظرية الحس المرافق في الصبا” وهي غير مقنعة لانها تعني اننا جميعناً نحتفظ ببصمة لاتُمحى من التشابكات المتقاطعة الابتدائية وذلك بسبب اننا نصنع نفس التجمعات في فترة متاخرة من حياتنا فحسب وكاننا قادرين على تخمين المعاني من الكلمات الاجنبية اليوم واننا قد استخدمنا هذه التنغمات المشتركة للمساعدة في اختراع لغة. ربما هناك مفردات حديثة الولادة مع بدايات اللغة في اسلافنا وهي مختومة في اذهاننا وفي وعينا للغة.

المصدر:

http://www.scientificamerican.com/article/some-rules-of-language-are-wired-in-the-brain/