فرضية سابير-وورف هي فرضية تقول بأن أفكار وأفعال الفرد تقررها اللغة أو اللغات التي يتحدث بها، النسخة المتشددة من هذه الفرضية تنص بأن كل أفكار الإنسان و أفعاله مكبلة بقيود اللغة لكن هذه  النسخة عموما أقل قبولا من النسخة الأضعف التي تقول بأن اللغة تقوم بقولبة تفكيرنا وسلوكنا إلى حدٍ ما.

والاقتباسين التاليين لعالمي اللغويات ادوارد سابير و بنيامين ورف، وهما أول من صاغ هذه الفرضية والتي سميت باسمهما: 

” الكائنات البشرية لا تعيش في عالم متجرد لوحده، ولا تعيش في عالم الفعالية الاجتماعية لوحده أيضاً كما هو متعارف عليه في العادة، بل تعيش تحت رحمة لغة معينة، وتلك اللغة تصبح وسيلة للتعبير في مجتمعاتها. من الوهم تماماً أن نتخيل بأنه يمكن لأحد ما أن يتكيف مع واقعه بشكل أساسي دون استخدام اللغة، وتلك اللغة هي وسيلة عرضية وطارئة لحل المشاكل الخاصة بالتواصل والتفكير. حقيقة المسألة تكمن في أن العالم الحقيقي مبني إلى حد كبير ولا شعوري على الأعراف اللغوية للمجموعة، لا يمكن للغتين متشابهتين بما فيه الكفاية أن تمثلان أو تعكسان الواقع الاجتماعي نفسه. العوالم التي تعيش فيها المجتمعات على اختلافها هي عوالم متباينة أي ليست عوالم متشابهة لها تسميات مختلفة. نحن نرى ونسمع وبطريقة أخرى نعيش تجاربنا على نطاق واسع بالطريقة التي نقوم بها، فقط بسبب الأعراف اللغوية لمجتمعنا التي تجعله عرضة لخيارات محددة للتفسير والتأويل” 

سابير 1969

” نحن نشرح ونحلل الطبيعة في سطور نخطها بلغتنا الأم، وتلك التصنيفات والأنماط التي نعزلها عن عالم الظواهر لا نجدها فيه بسبب وضوحه وتجليه لكل من يراقبه، لكن وعلى العكس تماماً فإن التصنيفات والانماط التي نطلقها تكون موجودة في العالم الذي تقدمه انطباعاتنا المتلونة والاشكالية التي تنظمها عقولنا أو بالأحرى الأنظمة اللغوية في عقولنا. إننا بذلك نحط من قدر الطبيعة، ننظمها ونضعها في قوالب وننسب لها الدلالات والرموز على هذا النحو بسبب أننا ملزمون بما يسمى بالمطابقة، وذلك من أجل تنظيمها كما هي عليها الآن، وهذه المطابقة تحتضن مجتمعنا اللغوي و موجودة ضمن نماذج وتصنيفات، المطابقة هي بالطبع مفهوم ضمني وغير معلن، لكن أحكامه إلزامية بالمطلق. لا نستطيع أن نتحدث إطلاقاً دون اللجوء إلى تلك التصنيفات والتنظيمات للمعطيات التي تلزمنا بها هذه المطابقة” وورف (Whorf) (1940.213-14) 

نقد الفرضية 

بينما يوافق اللغويون بشكل عام على فرضية (سابير-وورف) بإصدارها المخفف أو الضعيف والمعروفة أيضاً باسم النسبية اللغوية، والتي يمكن أن تتبين أنها صحيحة إلى حد ما، بالمقابل توجد انتقادات للنسخة الأقوى لفرضية (سابير-وورف) والمعروفة باسم الحتمية اللغوية، ومن هذه الانتقادات التي تخص تلك النسخة الأقوى لهذه الفرضية نستعرض ما يلي: 

    •  كانت أحد حجج ورف الرئيسية في بحثه فيما يخص فكرة الحتمية اللغوية، مصطلح  يخص الوقت في لغة قبيلة الهوبي (Hopi) في امريكا الشمالية، الذي أعطى فهماً فريداً عن كيفية عمل الوقت عندهم ويرى أنه يختلف عن المفهوم الغربي التقليدي للوقت. يقول ستيفن بينكر (Pinker) (1994): بأن وورف لم يسبق له فعليا أن التقى مع  أي أحد من قبيلة الهوبي، الأمرالذي اكتشفه فيما بعد أحد علماء الأنثروبولوجيا، في الحقيقة،هذا المفهوم لم يكن مختلفاً كثيراً عن الفهم الغربي التقليدي له. 
    • مشكلة القدرة على الترجمة: إذا لكل لغة واقع بارز ومختلف بالكامل ومرمز ضمنها، فكيف يمكن لعمل ما أن يترجم من لغة إلى أخرى، بالإضافة أنه كيف للأعمال الأدبية، دلائل الاستخدام.. وما شابه ذلك أن تترجم بانتظام، والتواصل في هذا الصدد ليس فقط ممكناً، بل ويحدث كل يوم. 

المصدر: “Sapir-Whorf Hypothesis'”, “https:// “https://linguistlist.org/ask-ling/sapir.cfm”cfm“,[13/7/2019]

المراجع المقتبس منها: 

Sapir, Edward. 1958. Culture, Language and Personality. Berkeley: University of California Press.
Pinker, Steven. 1994. The Language Instinct. Harmondsworth: Penguin.
Whorf, Benjamin Lee. 1940. Science and Linguistics. Technology Review (1940) 35: 229-31, 247-8.