إعداد: رؤى الشيخ. لعب الطعام بوصفه من أهم حاجات البقاء دوراً رئيسياً في رسم تاريخ العالم، فهو المحرّك الرئيسي للحروب منذ العصور القديمة وحتى وقتنا الحالي.  وقد نتجت أكبر التبدلات في انتشار البشر في نهاية العصر الجليدي عن إنتاج الطعام بشكل غير متكافئ جغرافياً. هناك الكثير من الفرضيات التي تناقش الهجرات والحروب المتعلقة بالطعام وما رافقها من تحولات في المجتمعات البشرية من الناحية الجينية واللغوية. 
تتناول هذه الدراسة هنا التحقق من أحد الفرضيات تلك وتسلط الضوء على بعض التعقيدات المرافقة لها بالاعتماد على بحث متعدد التخصصات الذي يجمع بين علم الآثار ودراسات المحاصيل والثروة الحيوانية والأنثروبولوجيا الفيزيائية وعلم الوراثة واللغويات.

 تقول الفرضية أنه حتى نهاية العصر الجليدي كان جميع الناس في كل القارات يعتمدون على الصيد وجمع الثمار. لكن في فترات لاحقة بين عام 8500-2500 قبل الميلاد. أصبح إنتاج الطعام يعتمد على بعض النباتات البرية بالإضافة الى تدجين بعض الحيوانات وذلك في تسع مواطن عبر القارات المأهولة باستثناء استراليا. ولأن الزراعة تعود بفائدة أكبر على المزارعين أكثر من جامعي الثمار والصيادين، انتشر السكان المزارعون ونشروا معهم لغاتهم ونمط حياتهم. هذا الانتشار يشكل العملية الأهم في التاريخ البشري في العصر الهولوسيني (Holocene). تقول الفرضية أيضاً أن سبب تفوق المزارعين على الصيادين وجامعي الثمار يعود إلى أسباب عدة: أولها أن الزراعة تسد حاجات الطعام لعدد أكبر من السكان أكثر من الصيد وجمع الثمار؛ والثاني، هو أن سكان المجتمعات الزراعية بسبب استقرارهم وعدم تنقلهم يستطيعون تخزين الطعام الفائض اللازم للتطوير ولظهور الطبقات الاجتماعية وتشكيل الجيوش؛ في حين أن الصيادين وجامعي الثمار كثيراً ما يتنقلون. والسبب الثالث هو اكتساب المزارعين مناعة ضد الامراض المعدية مثل الجدري والحصبة التي انتقلت إليهم عن طريق الحيوانات المدجنة. الامر الذي لم يحصل عليه الصيادون. أدى ذلك الى ازدياد توسع انتشار سكان المجتمعات الزراعية على حساب مجتمعات الصيد وازاحتهم من المواطن التي وصل امتدادهم إليها. 

 أوضح مثالين لدينا يوافق الفرضية هما استعمار بولينيزيا(Polynesia) وميكرونيسيا (Micronesia) من قبل سكان العصر الحجري الحديث الذين كانوا يعتمدون على الزراعة ويتحدثون اللغات الأسترونيزية (Austronesian languages)، وتوسّع المزارعون الذين يتحدثون بلغات البانتو (Bantu languages) خارج موطنهم الزراعي في غرب إفريقيا الاستوائية 1000 قبل الميلاد باتجاه معظم مناطق هطول الأمطار الصيفية في المنطقة شبه الاستوائية بأفريقيا.

لكن هناك ست نقاط أثارت الخلاف حول صحة الفرضية وهي:

1-الخلط الجيني بين المزارعين وبين الصيادين وجامعي الثمار: وصول المزارعين الى مواطن الصيادين لا يعني ابادتهم بالكامل، بل يوجد تزاوج بينهم وخصوصا بين النساء في مجتمعات الصيد والجني مع رجال مزارعين. استمرار هذه الزيجات سيُخفي في مرحلة لاحقة الجينات الأصلية للمزارعين بسبب الجينات الهجينة الناتجة عن ذلك التزاوج. وبسبب هذه الهجرات والتوسع والتزاوج فسر كل من كافالي سفورزا (Cavalli-Sforza) وأميرمان (Ammerman) التدرجات الجينية بين الجنوب الشرقي والشمال الغربي عبر أوروبا. واستنتجوا على سبيل المثال أن الجينات الحديثة لسكان ايرلندا الغربية مشتقة بنسبة 99% من مجتمعات الصيد والجني في أوروبا و1% من المزارعين القادمين من الأناضول، على الرغم من أن اللغة والمحاصيل والماشية والدين والكتابة في ايرلندا مستمدة تقريباً بالكامل منذ عام 1492 م من نماذج شرق البحر الأبيض المتوسط ​​، مع مساهمة ضئيلة أو شبه معدومة من ثقافة الصيادين وجامعي الثمار الأصليين في ايرلندا في العصر الحجري المتوسط (Mesolithic).

2-تبني الصيادين للزراعة: نجح بعض سكان مجتمعات الصيد والجني بتبني أساليب حياة جديدة فرضها مجتمع الزراعة وقام بتدجين الحيوانات وزراعة المحاصيل وصناعة أدوات حضارية مثل صناعة الفخار التي جلبها معهم المزارعون منتجو الطعام، لكن مع محافظتهم على جيناتهم ولغاتهم. أوضح دليل على ذلك هو تطور الرعي بين بعض السكان الأصليين في جنوب إفريقيا كشعوب خويسان (Khoisan peoples) الذين اكتسبوا أسلوب تربية الماشية وصناعة الفخار من منتجي الأغذية المنتشرين جنوباً في إفريقيا تقريباً قبل 2000 عام. هناك أمثلة أخرى تشمل شعوب نافاجو(Navajo) في جنوب غرب أمريكا الذين اعتمدوا الرعي بين عام 1650 -1700 قبل الميلاد. بالإضافة إلى مجموعات أباتشي(Apache) الذين تبنوا زراعة الذرة الصفراء. 

3-عودة المزارعين الذين توسعوا وغزوا أراض أخرى إلى الصيد: عندما وصل المزارعون إلى أراض غير صالحة للزراعة، اضطروا للعودة إلى نمط حياة الصيد والجني لضمان البقاء والأمثلة التي لا تقبل الشك على ذلك هي أصول الصيادين في بولينيزيا (Polynesia) في جزر تشاتام (Chatham Islands) والجزيرة الجنوبية لنيوزيلاندا (New Zealand’s South Island) من المزارعين الأسلاف البولينيزيين. وأصول صيادو البونان (Bunan) في الغابات المطرية في بورينو (Borneo rainforests) يعود إلى المزارعين الاسترونيزيين (Austronesian farmers).

4-تغير اللغة على يد سكان المناطق الأصليين: الاختلاف بين توسع الجينات وتوسع اللغات، هو أن اللغة قد تُفرض أو يتم تبنّيها من قبل السكان الأصليين لموطن ما؛ بينما الجينات قد لا تفرض من قبل المستعمرين الجدد. وخير مثال على ذلك هو تبني اللغة الإنجليزية في بابوا غينيا الجديدة رغم أن سكانها ظلوا من السكان الأصليين الغينيين مع خليط ضئيل من الجينات الأوروبية. وهناك أمثلة تاريخية ممكنة مثل فرض اللغة التركية والمجرية من قبل الغزاة في العصور الوسطى على الهنغاريين والأناضوليين. ومع ذلك تعود الأصول الجينية عند الهنغاريين فقط بنسبة 10% الى الغزاة فقط، وعند سكان الأناضول بنسبة 30%. ومن الأمثلة الأخرى ما قبل التاريخ هي تبني اللغات الأسترونيزية من قبل الناطقين بلغات بابوا في الجزر الغربية لميلانيزيا (Melanesia) ولغات عيتا (Agta Negritos) في الفلبين.

5-استبدال لغة المزارعين الغزاة بلغة المستوطنات الأصلية: إذا كان هذا ما حصل فإن توزيعات اللغة الجديدة قد تتعارض مع الأدلة التي تم تجميعها من مصادر أخرى مثل الجينات وعلم الآثار والهياكل العظمية. ربما تفتقد المواطن الأصلية الآن إلى الأسر اللغوية للمزارعين الغزاة الذين أتو اليها او ربما تتبنى فرعاً منها مقارنة بفروع أخرى في عصر ما قبل التاريخ. الأمثلة المقترحة في هذه الحالة مثيرة للجدل، إلّا أنها على الرغم من ذلك تعتبر أدلة مُرضية لتفسير بعض الحالات. على سبيل المثال، اللغات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسترونيزية لا تستخدم في موطنها النهائي في جنوب الصين بسبب التوسع التاريخي للغات السنية (Sinitic languages) وكذلك الهندو اوربية في الاناضول بسبب توسع التركية، واليابانية في موطنها النهائي كوريا بسبب توسع الكورية. اكتشاف الوثائق المكتوبة تؤكد الوجود المسبق للغة الحيثية (Hittite) وبعض اللغات الهندو أوربية المنقرضة الآن في الأناضول.

6-توسع الصيادين وجامعي الثمار: ليس فقط المزارعون قد توسعوا، بل يمكن أيضاً للصيادين أن يتوسعوا على حساب صيادين آخرين، مما ينتج عنه توافق الجينات ولغات بدون وجود محاصيل. والامثلة على ذلك توسع شعب الانويت ( (Inuitأو ما يسمى بالأسكيمو شرقا عبر أرخبيل القطب الشمالي الكندي، وتوسع الأثاباسكانيين (Athabaskan) جنوباً الى جنوب غرب الولايات المتحدة الامريكية في الألفية الماضية.

أصول الأسر اللغوية وانتشارها حسب الفرضية

بما يخص أصول الأسر اللغوية تقول الفرضية أن مواطن الزراعة كانت مواطن لتقاطع العديد من الأسر اللغوية الكبرى مع بعضها جغرافياً بسبب تفوق مجتمعات الزراعة على مجتمعات الصيد والجني. بينما المواطن التي لا تسود فيها الزراعة سيكون فيها تنوع أقل للأسر اللغوية. لكن في نفس الوقت لا يجوز تعميم تلك الفرضية بأن المجتمعات التي بها تنوع لغوي يجب أن تكون مواطن للزراعة. وخير مثال: كاليفورنيا في الفترة التي كان يسكنها الأمريكيون الأصليون لم تكن موطنا للزراعة رغم التنوع اللغوي بسبب مكوث الصيادين فيها لمدة طويلة دون هجرتها. 

أمثلة عن العائلات اللغوية

ندرس الآن كيف تسلط الفرضية الأساسية الضوء على تواريخ انتشار بعض العائلة اللغوية: 

1-لغة البانتو، الأسرة النيجرية الكونغولية (Bantu (Niger-Congo family)): بدأت عام 2000 قبل الميلاد. توسّع المزارعون في المواطن الزراعية الأفريقية الغربية الاستوائية في شرق نيجيريا وغرب الكاميرون إلى الشرق ومن ثم الى الجنوب والذين كانوا يتحدثون البانتو مستبدلين بذلك اللغات الاصلية. كما أنهم تزاوجوا مع السكان الأصليين من شعوب البيغمي (Pygmy) أي الأقزام وشعوب خويسان. لغة البانتو الفرعية هي فقط واحدة من 177 مجموعة لغوية فرعية في أسرة النيجرية الكنغولية. 

2-  لغة الأرواك (Arawak) : حوالي 400 قبل الميلاد قام سكان نهر أورينوكو (Orinoco ) جنوب أمريكا باستيطان الهند الغربية وازاحة السكان الأصليين منها الى سلسة جزر الانتيل والباهاما. وبذلك أصبحوا أسلاف شعب التاينو (Taino) الذين يتحدثون اللغات الأروكانية. الأدلة التي تدعم هذا التخمين متوفرة بكثرة وهي من اللغويات، وصناعة الفخار، وتدجين الحيوانات. لكن الأدلة الجينية ضعيفة نوعاً ما لأن القليل من شعب التاينو قد نجا بعد الغزو الأوروبي. 

3- اللغات الأسترو-آسيوية (Austroasiatic languages): هناك الكثير من الأدلة المستقلة التي تؤكد انتشارها من مواطن الزراعة في الصين في فترات مختلفة إلى غرب وجنوب الصين وشبه الجزيرة الهندية وشبه جزيرة ملايو. 

4-اللغات اليوتو الأزتيكية (Uto-Aztecan): زراعة الذرة الصفراء والفاصولياء والأدلة اللغوية هي أدلة قوية تشير إلى انتشار الزراعة وتدجين الحيوانات المكسيكية ووصولها إلى جنوب غرب أمريكا على يد المتحدثين بلغات اليوتو الأزتيكية. الخلاف الرئيسي هو أن المجموعات الشمالية منهم هم من صيادي الصحراء في الحوض الكبير وجنوب كاليفورنيا، مما أدى إلى الافتراض السابق بأن لغات Uto-Aztecan نشأت بين الصيادين وجامعي الثمار في الصحراء الشمالية الذين انتشروا جنوباً وأصبحوا مزارعين. 

5- اللغات الأوتو مانغوية (Oto-Manguean) وميكسي زوكيو (Mexi zoque) ولغة شعب المايا(Mayan): لديها أوسع نطاق جغرافي أكثر من أي عائلة لغوية داخل الموطن الزراعي لأمريكا الوسطى، ممتدة على مسافة 1300 كم من أمريكا الوسطى إلى الحد الشمالي الغربي للحدود الجنوبية الشرقية. وقد انتشرت بين 3000-1500 سنة قبل الميلاد. إعادة ترميم تلك اللغات بالإضافة الى أدلة زراعة الذرة الصفراء تدعم فرضية التوسع الزراعي.

6- لغات مرتفعات غينيا الجديدة: أعظم تنوع لغوي في العصر الحديث هو في جزيرة غينيا الجديدة، ويصل إلى 1000 لغة من أصل 6000 لغة. وعشرات الأسر اللغوية المنعزلة والتي لا تربطها أي علاقة مع بعضها البعض أو مع أي لغة خارج غينيا الجديدة. تقترح الدراسات اللغوية الحديثة أن نصف عدد اللغات التي تصل الألف تعود لأصول مجتمعات الزراعة في مرتفعات غينيا الجديدة. 

7- اللغة اليابانية: حوالي 400 قبل الميلاد، ظهرت زراعة الأرز بشكل مكثف وأنماط الفخار الجديدة على طراز النماذج الكورية في أقصى جنوب غرب جزيرة كيوشو اليابانية بالقرب من كوريا وانتشرت شمال شرق البلاد. مما يدل أن اليابانيون الحديثون قد نشأوا كجماعة هجينة من مزارعي الأرز الكوريين القادمين والسكان اليابانيين السابقين.

8- اللغات الأسترونيزية: الأدلة الأثرية تدل على استعمار تايوان بزراعة الأرز وصناعة الفخار من قبل المزارعين من جنوب الصين قبل 3000 قبل الميلاد. تلا ذلك انتشار الزراعة وصناعة الفخار والأدوات الحديثة في الفلبين (2000-1500) قبل الميلاد. ثم الجنوب الغربي إلى البر الرئيسي لجنوب شرق آسيا وإلى مدغشقر، ثم شرقًا عبر إندونيسيا والمحيط الهادئ إلى جزر بولينيزيا، وفي النهاية إلى نيوزيلندا حوالي 1200 م.

9-اللغات الدرافية (Dravidian): وصل إنتاج الطعام إلى جنوب الهند حوالي 3000 سنة قبل الميلاد وحصل ذلك بشكل جزئي من خلال انتشار تدجين الحيوانات في الهلال الخصيب والساحل الافريقي عبر وادي السند.

10- اللغات الأفرو آسيوية (Afro-Asiatic): تتألف هذه الأسرة اللغوية من ست فروع. خمسة منها تضم اللغات المصرية القديمة وهي محصورة في شمال افريقيا؛ والفرع السادس يضم اللغات السامية التي انتشرت في العصور القديمة إلى جنوب غرب آسيا. يدل هذا التوزع على الأصل الأفريقي لتلك الاسرة التي تتضمن الفرع السامي. لكن الأدلة الأثرية بالمقابل تؤكد أن انتقال زراعة المحاصيل وتدجين الحيوانات ابتداءً من العصر الحجري الحديث وصاعداً كان من جنوب غرب آسيا إلى مصر وإلى إثيوبيا عبر شبه الجزيرة العربية. أي الانتقال كان من آسيا إلى أفريقيا وليس العكس. هناك فرضيتين متضاربتين حول أصول اللغات الأفرو آسيوية؛ الفرضية الأولى والتي تعتمد على إعادة ترميم مفردات بدائية ذات صلة بمراجع ثقافية وبيئية تفترض الموطن الأصلي هو بلاد الشام في أوائل العصر الحجري الحديث والذي تشعب منه نوعين من الهجرة وذلك قبل 5000 سنة قبل الميلاد، وتؤكد الأدلة الأثرية ذلك بشكل كبير. أحدهما انتقال الزراعة الى مصر وشمال افريقيا عبر النيل ونشوء فرعي اللغة المصرية والامازيغية (التابعين للأسرة الأفرو آسيوية). أما الهجرة الثانية هي هجرة الرعويين الذين يربون الماعز والخراف من جنوب شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر وصولاً إلى أثيوبيا والسودان والذين كانوا سبب نشوء اللغات الكوشية والأموتية والتشادية (انتشرت السامية في أوقات لاحقة إلى أثيوبيا). الأصل اللغوي الذي يعود إلى جنوب غرب آسيا قد اُستبدل بلغات أخرى وهي الفرع السامي للغات الأفرو-آسيوية والتي تتضمن الأكادية والبابلية والآرامية والعربية.

 الفرضية الثانية تفترض أن الموطن الأصلي للغات الأفرو آسيوية هي الشمال الشرقي لأفريقيا، وقد انتقلت قبل الزراعة إلى مواطن أقل جفافاً واكثر مطراً وذلك في العصر الهولوسيني. لكن لا توجد أدلة أثرية تدعم ذلك.

11-اللغات الهندو أوروبية: رغم الدراسة المكثفة لتلك اللغات إلى أنها ظلت الأكثر تعقيداً وتمرداً. المشكلة اللغوية التاريخية هي أن اللغات الهندو أوروبية انتشرت قبل حقبة بعيدة من ايرلندا شرقاً الى شبه القارة الهندية وغرب الصين. على خلاف الأسرة النيجرية الكنغوية والأسرة الأسترونيزية التي تتألف من آلاف اللغات التي تندمج جغرافياً، فإن الأسرة الهندو أوروبية تتألف فقط من 144 لغة مختلفة وهي متمايزة لدرجة كبيرة. 

وفي النهاية، لحل كل هذه الخلافات، لا بد من أدلة جديدة في كل الميادين: الأدلة الأثرية للمزارعين الأوائل، أدلة جينية، أدلة عن نشوء الزراعة بشكل مستقل في أثيوبيا والساحل الافريقي و أفريقيا الغربية الاستوائية والأمازون وجنوب الهند. هناك حاجة أيضاً إلى مزيد من الدراسات حول اللغات نفسها. حيث لم تحظى بعد المئات من اللغات المهمة تاريخياً بوصف ودراسة جيدة. 

الدراسة:

Diamond, J. “Farmers and Their Languages: The First Expansions.” Science, vol. 300, no. 5619, 25 Apr. 2003, pp. 597–603, 10.1126/science.1078208. Accessed 12 Jan. 2020.