من موقع قاموس المشكك لروبرت ت. كارول. ترجمة: محمد الشب. يعتمدُ السحر الودي على الاعتقاد الميتافيزيقي (Metaphysics) – وهو فرعٌ من الفلسفة يدرسُ جوهرَ الأشياء، يشملُ ذلك أسئلةَ الوجود والواقع -الذي من خلاله يؤثر شيءٌ على شيءٍ يُشبهه. السحر الودي هو الأساس لمعظم أشكال العرافة. يُعتقَد أنِّ الخطوط والأشكال والأنماط المُرتسمةَ على الأمعاء، والنجوم، والقاذورات المُلقاة، وثنيات الجلد على راحةِ اليد (كلما طالَ الخطُ المُمَثلُ لحياة الإنسان، كلما طالت حياته)، وما إلى ذلك، مُرتبطةٌ بصورةٍ سحريةٍ بالعالم التجريبي -الماضي والحاضر والمستقبل. وهو أيضاً الأساس لممارساتٍ مثلَ غرز الإبر في تماثيل تمثل الأعداء، كما هو الحال في الفودو (Voodoo)-وهي ديانةٌ مُتأصلةٌ في جنوبِ أفريقيا-.من المُفترضِ أن تُسببَ الدبابيسُ والإبرُ المغروزَةُ في الدمية بطريقةٍ سحرية، الألم والمعاناة في الشخص الذي تمثله الدمية.

 السحرُ الودي هو أساس قياس العمليات النفسية (psychometry)، كما يدعي المحققون النفسيون أنَّ لمس غرضٍ مملوكٍ من قبلِ الضحية يعطي اتصالاً سحرياً مع الضحية. يعتقد باري بايرشتاين (Barry Beyerstein) أنَّ السحر الودي هو الأساس للعديد من مفاهيم العصر الجديد (new age) مثل “الصدى”، وهي الفكرة التي ترى أنه إذا كان من الممكن ربط الأشياء عقلياً، فيمكنها التأثير بصورةٍ سحريةٍ على بعضها البعض. يشرح بايرشتاين أيضًا العديد من مفاهيم علماء الخطوط  (Graphologists) على أنها أكثر من مجرد سحر ودي، على سبيل المثال، الفكرة القائلة بأنَّ ترك مسافاتٍ واسعةٍ بين الأحرف يُشيرُ إلى قابليةٍ العُزلةِ والوحدة لأنَّ المسافات الواسعة تُشيرُ إلى شخصٍ لا يختلطُ بسهولةٍ وغير مرتاح للقرب من الآخرين. يدعي أحد علماء الخطوط أنَّ الشخص يخون طبيعته السادية إذا شطب خطه بخطوط تشبه السياط.

ربما يكون السحر الودي هو الأساس لمفاهيم مثل القدر، والتزامن، وأكل قلب عدو محارب شجاع مهزوم، ورمي الرماح على الحيوانات المرسومة على جدران الكهوف، وارتداء قرون حيوان الرنة قبل الصيد، وممارسة طقوس الاغتصاب لزيادة خصوبة المحاصيل، أو أخذ العشاء المقدس لغرس الإلهية في المشارك. السحر الودي بالتأكيد أساس المعالجة بالمواد الطبيعية والشفاء عن بعد.  

يعتبر علماء الأنثروبولوجيا (Anthropologists) -اختصاصيون في علم الاجتماع والأجناس –التفكيرَ السحري مُقدمةً للتفكيرِ العلمي. إنه مُؤشرٌ على وجودِ اهتمامٍ بالسيطرةِ على الطبيعة عن طريقِ فهم السبب والنتيجة. ومع ذلك، فإن طرق السحر، مهما كانت تجريبية، ليست علمية. قد يبدو مثل هذا التفكير ساحراً عندما قام به أسلافنا الذين عاشوا منذ آلاف السنين، ولكن مثل هذا التفكير اليوم قد يشير إلى جهل عميق أو لامبالاة تجاه العلم وفهم قابل للاختبار للعالم. لا شكَ في أن معظمنا من وقتٍ لآخر، ينزلقُ إلى هذا النمطِ البدائي من التفكير، ولكنَّ القليلَ من التفكير يجبُ أن يُوقظنا على حقيقةِ أن المحار ليس مُحفزاً على الشهوة الجنسية، وأنَّ وجودَ القليلِ من الحظِ الجيد ليس هو السببَ في الفوزِ باليانصيب في ذلكَ اليوم، وأنَّ طعنَ صورةِ العدو لن يؤذيها. قد يكون صحيحاً أن فركَ التميمة التي قدمها لك حُبكَ الحقيقي يجعلكَ تشعر بوجودها، لكن مهما بدا هذا الشعورُ سحرياً ً فإنَّ له علاقةً بالبيولوجيا وعلم النفس أكثر من علاقتهِ بالميتافيزيقيا.

المقال الأصلي:

Sympathetic magic, skeptic dictionary