ظهر مرض ألزهايمر قبل أكثر من 100 سنة مع ألويس ألزهايمر، وهو مرض عصبي إزديادي. وعلى الرغم من أن البوادر الأولى لهذا المرض مماثلة لتلك التي تظهر جراء الشيخوخة الطبيعية، إلا أن الأعراض في هذه الحالة سرعان ما تتطور: ارتباك وتقلب في المزاج والسلوك والتباس شديد في الأزمنة والأمكنة وفقدان للذاكرة وصعوبة في الكلام والبلع والحركة.

ويصيب هذا المرض عدداً كبيراً من الناس حول العالم (نحو 28 مليون حسب منظمة الصحة العالمية). ورغم كثرة الأبحاث في هذا المجال، تظل أسباب مرض ألزهايمر غير محددة.

وتطرقت دراسة في السنوات الأخيرة لتأثير البيئة على تطور الأمراض العصبية المستفحلة، بما في ذلك تأثير المجالات الكهرومغناطيسية ذات التردد المنخفض للغاية الناتجة عن إنتاج أو نقل أو استخدام الكهرباء والمعدات (شبكات الكهرباء والأجهزة الكهربائية، المحركات، الخ). وتجدر الإشارة إلى أن تردد التيار هو 50 هرتز في أوروبا و 60 هرتز في الولايات المتحدة.

ويعرض مقال نشر في وقت سابق من هذا العام من قبل فريق من الباحثين البلجيكيين (مايس وآخرون) دراسة تحاول إيجاد علاقة بين التعرض لمجال مغناطيسي 50 هرتز وظهور علامات مرض ألزهايمر .

إستخدم الباحثون من أجل ذلك خلايا من ورم في الكبد البشري، هذه الخلايا تعرضت لدرجات مختلفة لشدة المجال المغناطيسي (5 و 10 و 50 و 100 و 500  ميكرو تسلا)، ومن ثم تم تحليل النواة التي تحتوي على الحمض النووي للخلايا بواسطة المجهر. وقد أظهر الباحثون زيادة طفيفة في وتيرة الخلايا من حيث عدم الاستقرار الكروموسومي (الصبغي) في الخلايا المعرضة لحقل ≥ 50 ميكر تيسلا. إن وجود النويات هو ما نسميه في هذه الدراسة عدم الاستقرار الكروموسومي (بالإضافة إلى النواة الحالية التي عادة توجد في الخلية ،هناك  نويات أخرى تحتوي على الصبغيات أو قطع من الصبغيات والتي يمكن أن تحدث أثناء الانقسام الخلوي).

وبالرغم من كل ذلك فإن عدم الاستقرار الكروموسومي ليس مؤشرا حيويا على مرض ألزهايمر ، ويظل ذلك محط نقاش على الدوام . ويبدو أن المجتمع العلمي متفق على حقيقة أنه إذا كان عدم استقرار الكروموسومات في خلايا الدماغ لدى المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر، فمن شأن الكروموسوم 21 أن يكون المسؤول عن ذلك. في حين أن  دراسة أخرى لمايس وآخرون لم تجد هذا الكروموسوم بشكل محدد. وجه آخر لهذه الدراسة يفيد أن استخدام الخلايا السرطانية (اللاعصبية) أكثر عرضة لعدم استقرار الكروموسومات. وهكذا، فإن دراسة سابقة لهذا المختبر بينت أن اضطراب الكروموسومات غير مرتبط بالتعرض للحقل المغناطيسي 50 هرتز وذلك في نوع آخر من خلايا الجهاز المناعي والتي تسمى الخلايا اللمفاوية. ويظل الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة حذرين في استنتاجاتهم ويشيرون إلى أنه “من المهم التأكيد على أن نتائج بعض الدراسات التجريبية التي أجريت على المجال المغناطيسي منخفض التوتر و ألزهايمر تبعث على الاطمئنان نوعا ما. لهذا، نتائجنا لا تثبت أي شيء. إنها تشير فقط  إلى أن المزيد من الدراسات في هذا المجال أمر ضروري”. وفي دراسة مماثلة صدرت في شهر ماي تظهر ملاحظة تأثير الحقل المغناطيسي 50 هرتز على عدم الاستقرار الكروموسومي للقرنيات الظهارية. إذ لاحظ الباحثون عدم وجود فروق بين الخلايا المعرضة للمجال المغناطيسي وخلايا المراقبة.

وأظهرت دراسات أخرى عدم وجود صلة بين تأثير الحقل المغناطيسي 50 هرتز وتطور مرض ألزهايمر . في حين ذهبت بعض الدراسات إلى تأكيد وجود خطر تطور المرض عند التعرض للحقل المغناطيسي 50 هرتز… هل الحقول المغناطيسية إذن، نافعة أم ضارة أم محايدة؟ يظل السؤال مفتوحا وتظل الحاجة إلى أبحاث أخرى أمرا ضروريا  للإجابة عنه.

رابط:

Juliette Le Douce, Champs électromagnétiques et maladie d’Alzheimer, pseudo-sciences.org, juillet 2016

تدقيق: الطيب عيساوي