بقلم: ليزا وينتر

ترجمة: نور العبيدي

تصميم بوستر: بهاء محمد
قبل بضعة أيام جلبتُ لكم قصة عن طريقة جديدة لتطوير لقاح, إستناداً إلى الأجسام المضادة التي ينتجها حوالي 20% من الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV). ومع ذلك, ليست هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للجسم البشري بواسطتها الوقاية من العدوى بفيروس نقص المناعة (HIV), فقد أجريت دراسة جديدة في مختبر في جامعة ولاية بنسلفانيا وفيها تم إجراء أول تجربة بشرية لتعديل الجينات وخلق خلايا مناعية معدلة وراثياً والتي تعتبر حماية ضد فيروس نقص المناعة (HIV). وترتكز أساساً على الطفرات الجينية الموجودة. وتم نشر النتائج في مجلة (New England) الطبية.
ركزت الدراسة على إستخدام تقنية تعرف بتعديل الجينات لتغيير تشكل المستقبلات من النوع5 (C-C chemokine recptor type 5-delta32) أو اختصاراً (CCR5) وهو بروتين موجود على سطح أحد أنواع كريات الدم البيضاء والتي تعرف بـ(T-cell) يستخدمه فيروس نقص المناعة للإرتباط  أو الإمساك بالخلية وأصابتها. إذا تم تغيير هذا البروتين ولو قليلاً فإن الفيروس لن يكون قادراً على التقدم, مع ذلك فإن هذه الطريقة لن تقضي على الفيروس. إنها تقمع قدرة الفيروس على التكاثر , تماما مثل الأدوية الحالية التي يأخذها المصاب بفيروس نقص المناعة , من دون أي تكلفة أو آثار جانبية سيئة .
جزء صغير من سكان العالم يحملون (an allele) وهو أشكال بديلة من نفس الجينات أو نفس المواضع الوراثية والتي تسبب تكوين التغييرات في بروتين (CCR5-delta32) بشكل طبيعي, مع ذلك فإن الشخص بحاجة إلى وراثة نسخة من كلا الوالدين لكي يحصل على الحماية ضد فيروس نقص المناعة , مع إن ما يصل  نسبته إلى 14% من المصابين الذين هم من أصول أوروبية قد يكونوا يحملون (allele) ونادراً ما يوجد في سكان الأفارقة أو الآسيويين  ليصل بذلك الإجمالي العالمي إلى حوالي 1%. هذه هي الطفرة التي كانت بمثابة الإلهام لهذه الدراسة.
مع مرور الوقت, ستة مرضى أظهروا نوع من المقاومة للفيروس وتوقفوا فعلا عن أخذ أدويتهم اليومية المضادة للفيروسات, مع ذلك فان أثنين منهم يجب أن يعودوا لأخذ الأدوية. وذلك لأن متوسط عمر الخلايا المناعية هو ستة أسابيع, لا يزال من الممكن الكشف عن الخلايا المعدلة في أشهر لاحقة, وفي أماكن مثيرة جدا للاهتمام: القناة الهضمية . وقد أشارت الأبحاث الحديثة أن الفيروس يستهدف الخلايا المناعية الموجودة في الأمعاء في بداية العدوى.
من المهم أن نلاحظ بأن هذه التعديلات على الخلايا لم تستأصل الفيروس من الجسم, بل هي تشكل فقط خلايا منيعة ضد الإصابة بالفيروس. وبالتالي, وعلى الرغم من إن ثلث المشاركين في الدراسة كانوا قادرين على التوقف عن تناول الأدوية اليومية ولكن أجسامهم لم تشفى تماما إنه مجرد قمع لتكاثر الفيروس يمكن تشبيهه بحبوب منع الحمل  .
بالرغم من أنه قد لا يبدو جديرا بالذكر إن ثلث المشاركين في هذه الدراسة حققوا نتائج جيدة , وكان هذا البحث  الأول من نوعه . وسيتم استخدام المعلومات التي تم جمعها في هذه الدراسة للتخطيط من أجل التجارب المقبلة و القادمة , وسيتم الاستمرار بأجراء مثل هذه التجارب حتى يتم المصادقة عليها للاستخدام السريري للتكملة , من أجل القضاء عليه والحاجة إلى تناول أدوية باهظة الثمن بشكل يومي .
المصدر:

http://www.iflscience.com/health-and-medicine/genetically-modified-immune-cells-protect-against-hiv