ترجمة: احمد ابراهيم

تُعتبَر اللدونة العصبية حقيقة علمية مُثبتة وتُستخدم حالياً في برامجَ إعادة التأهيل. حيث أثبتت الأبحاث والتَّجارب أنَّه باستطاعة الدماغ البالِغ أنْ ينمو خلايا عصبية جديدة، بل ويُمكنه أيضاً أنْ يُعيد توصيل نفسه ليعمل بطرقٍ جديدة. في الآونة الأخيرة، عُرِض عليَّ في رسالة بريد إلكتروني إجراء مقابلة مع أدورا وينكوست لمعرفة المزيد عن اللدونة العصبية. رفضت المقابلة. فقد كان هناك الكثير من الهراء والمزاعِم الواهية في الدعوة، ناهيك عمَّا في الموقع الإلكتروني لأدورا، حيث أدركتُ أنني لن أتعلم منها شيئاً مفيداً بشأن اللدونة العصبية.

تَتَمثَّل أهم خمس نصائح لها لتحسين اللدونة العصبية في الزيوت العطرية، التأمل، الأنظمة الغذائية، التَّمارين الرياضية، وأخيراً الموسيقى. فعلى الرَّغم من أنَّه تُوجَد بعض الأدلة على أنَّ بعضاً منها يُمكنه تعزيز اللدونة العصبية بالفعل، لم تستشهد أدورا في أي مكان بالدليل أو العلم. نشرت أدورا كتاباً جديداً مؤخراً بعنوان: تَخلَّص من السموم، غَذِّ، ونَشِّط: المداواة بالنباتات والذبذبات من أجل الطَّاقة والمزاج والحب. هناك بالفعل كلمتان طنانتان ورائجتان للطب البديل في هذا العنوان، التَّخلُّص من السموم والمداواة بالاهتزازات، ومع ذلك يزداد الطِّين بلةً. حيث تمكنت أدورا من حزم عددٍ هائل من الإدعاءات والسَّخافات الفارغة. وبالتَّزامن مع الإعلان عن جوائز نوبل، تستحق أدورا أيضاً جائزة من نوعٍ آخر، وذلك للاستخدام الغزير والكثيف للمزاعِم الفارغة التي تُشير إلى هراء الطب البديل.

تُعتبَر أدورا المؤسِّس لمعهد الرَّوح، ومُبتكرة في مجال العلاج بالطَّاقة والروائح العطرية، بالإضافة إلى كونها «عرَّافة ومُتبصِّرة بمجال السِّيمياء (الكيمياء القديمة) الكمية، وهو مسار تطوري للتحول باتجاه ضبط النَّفس والسِّيادة الذَّاتية والذي يُسهِّل من عملية الشِّفاء على مستوى الحمض النَّووي باستخدام مزيج من النَّباتات والذَّبذبات». يُعدُّ منتجها الأول، «رايمون إينرجي اسينشلز»، من أوائل المنتجات التي جمعت بين العلاج بالطَّاقة والروائح العطرية. وقد قامت بإنشاء أدورا-ثيرابي، وهي علامة تجارية للعلاج بالروائح العطرية حائزة على جوائز. تدعم أدورا النِّساء في رحلتهن لإيقاظ الجانب الأنثوي من القوة الإلهية. تقوم بتعليم المحاربين القدامى كيفية صنع الأدوية الخاصة بهم باستخدام الأعشاب، الزيوت العطرية، وتقنيات اليقظة. تَعتبَر أدورا نفسها عالمة سيمياء حديثة وخبيرة في البلورات. وقد ابتكرت إعادة التَّشكيل العصبي العطري لإعادة ربط وتوصيل الدِّماغ من أجل توقُّع نتائج إيجابية. 

قدَّمت أدورا عدداً من الإدعاءات المشبوهه والمثيرة للشك دون تقديم أي دليل: 

  • يؤدي تناول التوت البري إلى التَّخلص من السُّموم، وبإمكانه أيضاً أنْ يُحافِظ على خلايا الدماغ، بل وينميها.
  • يُمكِن أنْ يُؤدِّي التَّوتر والإجهاد إلى إتلاف وتمزيق الخلايا العصبية وإطلاق السموم التي تُدمِّر الوصلات العصبية.
  • إذا استمعت إلى مقطوعتك الموسيقية المفضلة لمدة عشر دقائق يومياً ولمدة أسبوع، فستلاحظ تغيُّرات في نظرتك واستجابتك العقلية والعاطفية.
  • يُعتبَر الكركم والغوجي من «الأغذية الخارقة».
  • تحتوي الزيوت العطرية على مجموعة كاملة من الذبذبات والهندسة المقدسة.
  • تُعتبَر الزيوت العطرية أكثر أشكال السِّيمياء فعاليةً، فهى مُشفَّرة ومُرمَّزة بترددات أرضية وكونية قديمة، تعطيها القدرة على تطهير وإيقاظ وتنسيق وتنشيط قدرتنا الفطرية الشَّافية في جميع أنحاء الحمض النَّووي.
  • تعمل هذه الزيوت بصورة تآزرية ومجسمة مع الجهاز العصبي لإزالة الصَّدمات.
  • هناك مجالاً من الهالات.
  • يحمل زيت الأوكالبتوس ذبذبات التَّمدد والحرية. وهو أحد أفضل الزيوت للتخلُّص من ركود الطَّاقة والعواطِف.

هذه ليست لغة العلم أو الواقع. إنَّ هذه العبارات أكثر من كافية لإقناع أي شخص مُفكِّر بأنها تعيش خارج عالَم العلِم، في عالم من الفنتازيا، والخيال الجامح، وأضغاث الأحلام. وعلى الرغم من أنَّها لم تصطدم بكل المزاعِم الفارغة الممكنة، إلَّا أنها تمكنت من الاصطدام بالكثير. وبما أنني أدافِع عن الطب القائم على العلم، فإنَّ اهتمامي الوحيد بها يِكمُن في أنها تُعتبَر مثالاً سيئاً. إذا كان فهم ما ليس طباً قائماً على العلم يُمكن أنْ يُساعِد النَّاس على فهم الماهية الحقيقية للطب القائم على العلم، فقد يكون مثالها مفيداً. حيث تُعتبَر مثالاً للطب غير القائم على العلم. ولعمري هل تعلم حتَّى ما يعنيه العلم!

الخلاصة: رؤية أدورا وينكوست للدونة العصبية غير موثوقة

قد تسميها فنتازيا، خيال، أو أضغاث أحلام. أياً يكن، فلا علاقة له بالأدلة أو العلم، وبالتَّالي لا يُمكِن الوثوق به.

  المقال الأصلي            

Harriet Hall, Neuroplasticity Nonsense Is Full of Red Flags | Science-Based Medicine, October 11, 2022

راجعت المقال لغويا ريام عيسى وتم نشره في مجلة العلوم الحقيقية العدد 52 شهري نوفمبر-ديسمبر 2022