فيروس زيكا تفشي وبائي يهدد الأجنّة، مرة جديدة يعود البعوض لجلب المتاعب، هذه المرة بفيروس زيكا. 

مؤخراً ظهر تفشي فيروسي جديد في أمريكا الجنوبية، يسمى فيروس زيكا (Zika) وقد إنتشر في أنحاء القارة خلال السنتين الفارطتين.
وبينما يحاول العلماء فهم كيفية تأثير الفيروس على الجسم، واصل زيكا انتشاره حتى بلغ أمريكا الشمالية، وبعد ظهوره في بويرتو ريكو، حدث أول تشخيص إصابة بهذا الفيروس في الولايات المتحدة في تكساس.

سبب تسمية هذا الفيروس بزيكا نسبةً إلى غابة زيكا في يوغندا وهي أول مكان إستطاع العلماء فيها التعرف على الفيروس سنة 1947.
منذ ذلك الوقت إستطاع العلماء معرفة كيف يعمل هذا الفيروس. ينتشر زيكا عن طريق عضات البعوض، مع أعراض مثل الحمى أيضاً تسمى ” الحمى المكسرة للعظام”. لكن في حالة الإصابة بالزيكا فقط واحد من أصل خمس مصابين بالفيروس تظهر عليهم الأعراض، حتى الذين يصابون بها تختفي في غضون أسبوع واحد ويعودون إلى حالتهم الطبيعية.
حتى الأن لم تسبب زيكا أي حالة وفاة. أيضاً لا يوجد أي علاج أو تلقيح ضدها. المصابون فقط يحتاجون إلى شرب الماء، أخذ الأسبرين والخضوع للكثير من الراحة.

ومع ذلك وجد الباحثون أثاراً جانبية مقلقة. ففي أكتوبر، بينما كان علماء أوبئة يدرسون التفشي الحالي في البرازيل، لاحظوا تأثيراً كبيراً على ظاهرة تسمى microcephaly، وهي حالة عصبية نادرة حيث يولد الأطفال برؤوس أصغر من الرؤوس الطبيعية وعقول غير كاملة النمو.
هذه الظاهرة عادةً نادرة لكن في مناطق كانت زيكا شائعة بها، ارتفعت هذه الظاهرة عدة مرات عما كانت عليه في السنوات الأخيرة الماضية. في تصريح رسمي من منظمة الصحة العامة في البرازيل يشير إلى أن في 2015
ولد 3000 طفل بهذه الحالة (microcephaly) مقارنةً بعشرين حالة في السنة التي قبلها.
وقد لاحظوا كون أكثر أطفالاً مصابين بهذه الحالة قد ولدوا من أمهات مصابات بزيكا، حتى وإن لم يظهر عليهم اية أعراض.

الباحثون ليسوا متأكدين بعد كيف أدت زيكا إلى هذا النمو الكبير في حالة microcephaly. لكن مجرد إرتباط زيكا بهذه الحالة سبب ذعرا لدرجة أن حكومة البرازيل أخبرت النساء في الشمال الشرقي للبلاد (أينما ضربت الظاهرة بقوة)، أخبرت النساء بعدم الحمل.

ما هي التوقعات؟

الوباء على الأغلب سيواصل انتشاره في أمريكا الجنوبية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي في الأشهر القليلة القادمة.
الأوبئة الأصغر التي حدثت سابقاً في المحيط الهادئ في جزيرتي (ياب في ميكرونيزيا، وبولينيزيا الفرنسية) انتهت عندما تمكنت نسبة كبيرة من الناس هناك من تطوير مناعة بعد أن أصابوا بالعدوى.
لكن في مناطق ذات كثافة سكانية أكبر بكثير، لا يمكن أن تكون هذه الطريقة قادرة على كبح الوباء هذه المرة.
بدون لقاح متوفر، يعمل مسؤولون على تجنب اصابات جديدة بالعدوى بتحذير الناس من خطر هذا الفيروس. في المقابل علماء أوبئة هم الآن بصدد دراسة كيفية إنتشار الوباء بينما علماء اخرون يحققون في ارتباطه بال microcephaly.

في هذه اللحظة الأخصائيون لديهم اسئلة أكثر من الأجوبة وهم يعملون على حلها.
أيضاً منظمات الصحة العامة في المناطق المتعرضة للوباء حذرت المواطنين من التعرض إلى عضات البعوض وشجّعت على استخدام طارد الحشرات.