ترجمة:علي صلاح
_______________

طور باحثون في الولايات المتحدة تقنية جديدة لتمييز خلايا الاورام
السرطانية من الخلايا السليمة في الدماغ بالاعتماد على تقنية مطياف استطارة رامان ) Raman-scattering spectroscopy (, هذه التقنية ستساعد بشكل كبير وتسرع نسبة كشف وازالة الاورام السرطانية من الدماغ.

العملية الجراحية لازالة الاورام من الدماغ تبدأ بالرنين المغناطيسي للتكهن بمكان الورم. خلال اجراء العملية الجراحية تعود عملية تحديد الخلية المصابة من الخلية السليمة للجراح حيث تكون هذه الخلايا مختلفة بالشكل وذات لون مغاير. لكن في الغالب تكون هذه الاختلافات طفيفة ولهذا السبب فأن ازاله الورم بكامله هو عملية صعبة وهذا ما يحدث مع ما يقارب ال 57 % من المرضى حيث لا تتم عملية الازالة بشكل كامل ودقيق.

مع المجال الكبير للتقدم استغرق علماء الطب عدة عقود لتطوير تقنيات افضل واكثر تقدما لتشخيص وتمييز الخلايا المصابة من الخلايا السليمة.

واحدة من الطرق الدقيقة والمكلفة هي وضع جهاز الرنين المغناطيسي داخل صالة العملية لتزويد الجراح بصور محدثة خلال اجراء العملية توضح ما تبقى من الخلايا المريضة.

واحدة من الطرق الاخرى وهي الاكثر شيوعا واستخداما وتتم بواسطة تطبيق حامض معين يتفاعل ويتفلور مع الخلايا السرطانية فقط, المشكلة في هذه التقنية انها تعمل فقط مع ما يسمى بالاورام الدبقية من الدرجة العالية.

الطريقة الاحدث للتشخيص هي بأستخدام استطارة رامان والتي طوّرت بواسطة الكيميائي Sunney Xie في جامعة هارفرد, كان يعتقد بأن هذه التقنية هي الافضل بين جميع الطرق الموجودة. في تقنية طيف استطارة رامان فأن وجود جزيئات مادة معينة يمكن اثباته بتسليط ضوء الليزر وملاحظة الزحف الحاصل في الطول الموجي للضوء المستطار حيث تسمح هذه الطريقة للشخص بالكشف عن بعض مركبات الكيميائية لهذا النموذج.

تقنية اخرى افضل من هذه السابقة هي ما يعرف بطيف استطارة
رامان المحفز SRS حيث يتم استخدام ليزرين بطولين موجيين مختلفين حيث يكون الفرق بين تردديهما مضمن ليناسب ذبذبات المادة ولان المستخدم يعرف عن ماذا يبحث فأن هذه التقنية توفر صور اسرع واقوى.

Xie مهّد الطريق لتطوير هذه التقنية في السنوات القليلة الماضية والان قام مع مساعديه بتحويل هذه التقنيه الى جراحة لازالة اورام الدماغ. استغلت هذه التقنية حقيقة ان المادة او الورم السرطاني يحتوي على كمية كبيرة من البورتين والقليل من المواد الدهنية, بينما تكون الخلية السليمة غنية بكليهما. لذلك قام الباحثون بتوليف ترددات الليزر لمعرفه هاتين المادتين )البورتينات والدهنيات(. ثم قامو بأستخدام هذا النظام على ادمغة الفئران التي عانت من اورام الدماغ.

وجد الباحثون ان صورهم اضهرت بوضوح الخلايا السرطانيه من الخلايا السليمة حيث ظهرت الاورام باللون الازرق بينما ظهرت الخلايا السليمة باللون الاخضر. وتمكنت ايضا من اكتشاف المناطق المصابة بالسرطان والتي كانت تظهر سليمة بالعين المجردة. “في
الحد الفاصل بين الاورام والخلايا السليمة شاهدنا خلايا من المحتمل ان تكون خلايا سرطانية متخفيه بين خلايه الدماغ السليمة.” على حسب قول احد القائمين على هذا البحث وهو داننيل اورينجر في جامعة ميشكن.

واضاف “هذه الخلايا لا يمكن تحديدها اليوم الا من خلال هذه الطريقة.” قال الفيزيائي نيك ستون في جامعة ايكسيتر في المملكة المتحدة :”في المستقبل القريب ستعطي هذه التقنية صورا دقيقة جدا تمكننا من رؤية تركيبة بناء الانسجة.” يعتقد ستون بأن هذه التقنية من السهل تحمل تكاليفها على عكس نظام الرنين المغناطيسي داخل غرف العمليات.

الخطوة القادمة في هذه التقنية ستكون في العام المقبل على حسب قول اورينجر حيث سيقوم فريق الباحثين بجمع صور للاورام في الدماغ البشري واذا ما نجحت هذه العملية فأنهم سيقومون بتطوير النظام ليكون نظام سهل الاستخدام. “نعتقد بأن اول عملية سريريه تعمل بهذا النظام ستظهر يوما ما في السنوات الخمس القادمة.”

المصدر:

http://physicsworld.com/cws/article/news/2013/sep/06/laser-imaging-spots-brain-cancer