الاستراتيجية الجنسية المثلى في قرود الريسوس تختلف عند الذكور المسيطرة عن باقي أعضاء المجموعة. فالذكور المسيطرة تريد الإناث أن تتزاوج معهم فقط، في حين يستفاد الإناث والذكور الأخرى من الاختلاط. فالخيانة الزوجية هي استراتيجية يستخدمها الذكور الأقل مرتبة من الذكور الرئيسية والإناث لمواجهة سيطرة الذكور المسيطرة على المجموعة.

استراتيجية التزاوج المتضاربة

هل تعلم أن في الفئات الاجتماعية من القرود، فإن استراتيجية التزواج عند الذكور المسيطرة تتعارض مع الاستراتيجية المثلى للذكور والإناث الأخرى.

فالذكر المهيمن يريد الإناث له فقط، لكي يتزوج منهن ويضمن ذريته. ولضمان ذلك، فإن الذكور المهيمنة تحرس الإناث وتقطع أي تزاوج بينهن وبين الذكور الأخرى.
وفي المقابل فإن الذكور الأقل مرتبة تريد التزاوج وإنتاج الذرية كذلك، لكن كيف تحقق ذلك؟

فوائد الاختلاط

ففي حين أن الذكور المسيطرة تريد أن تصبح الإناث أحادية الزوج، لكن الإناث لا ترغب ذلك لأنهن يستفدن من الزواج المختلط. فوجود عدد من الشركاء في الزواج يقلل من فرصة مهاجمة ذريتها وقتلهم، فالذكور لا تهاجم ذرية شريكتهم في الزواج.

وكذلك ترغب الإناث من خلال التزاوج مع شركاء مختلفين أن تزيد من كمية الأشياء التي تحصل عليها من الذكور وكذلك زيادة عدد الذكور التي تحرس المجموعة. لذا فإن الإناث تحاول الهرب من سيطرة الذكور المسيطرة في ما يخص الزواج. ولكن كيف؟

هل هناك علاقات سرية بين القردة؟

في مقال نشر مؤخراً في المجلة الأمريكية لعلم الرئيسيات (American Journal of Primatology)، أوليفردين دي فريس (Overduin-de Vries) وآخرون، تفترض أن الإناث والذكور الأقل مرتبة تمارس الجنس بعيداً عن أنظار الذكور المسيطرة.

فقد درس الباحثون ما إذا كان التزاوج بين الإناث والذكور الأقل مرتبة يحدث كثيرا في غياب الذكور المسيطرة مما في حضورها. بالإضافة إلى ذلك فقد نظروا إذا ما كانت رتبة الذكر في المجموعة مؤثرة على وجودهم عند حدوث التزاوج بين الإناث والذكور الأخرى.

وقد استخدم الباحثون مراقب XT عند بحثهم في علم السلوك حيث وجد أن هنالك جدول لكافة مراحل التزاوج بين الذكور الأخرى والإناث، وهي مشفرة بالدرجات التالية:

  • دعوة إلى التزاوج
  • قبول أو رفض هذه الدعوة
  • محاولة الجماع
  • متصاعد
  • دفع
  • جماع

مواجهة الذكور المسيطرة للزواج السري

أن وجود الذكور المسيطرة يؤثر على الزواج السري بين الذكور الأخرى والإناث. وأن غياب أو وجود الذكور المسيطرة يكون العامل ذا التأثير الأكثر.
فقد جامعت الإناث والذكور الأقل مرتبة بشكل أكبر وأمضت الكثير من الوقت في الجماع معهم عندما يكونون بعيدين عن الذكور المسيطرة. وبهذه الطريقة تتجنب الإناث الجماع العدواني مع الذكور الأخرى.

وبالتالي، فإن الذكور المسيطرة تبذل قصارى جهودها لاحتكار مجموعة الإناث لأنفسهم، والإناث تواجه هذه الاستراتيجية عن طريق الجنس السري والخيانة الزوجية.

وهنا يثار سؤال من المسيطر على المجموعة، الذكور المسيطرة أم الإناث؟

المصدر

Olga Krips, “Secret sex and promiscuity – Mating behavior of Rhesus monkeys“, info.noldus.com, Apr 26, 2012