كتبه سام ونغ (من موقع نيو ساينتست). الاياهوسكا هو نوع من الأدوية المخدرة المستخلصة من نبات الاياهواسكا والذي يزرع في امريكا الجنوبية ويعطي تأثيراً مشابهاً لتجربة الاقتراب من الموت، حسب ما لاحظته إحدى الدراسات.

وقد بين الباحثون أن ادعاءات الخروج من الجسد أو الاقتراب من الموت والتي يتم ربطها بتجارب مهددة للحياة يمكن تفسيرها ببساطة من خلال معرفة التغيرات في طريقة عمل الدماغ، ولا تعتبر دليلاً على ظواهر خارقة.

تعتبر مادة DMT (مختصر لثنائي مثيل التريبتامين)  المادة الفعالة الرئيسية في الاياهواسكا، ويتم استخدامها في الطقوس الدينية  من قبل بعض قبائل حوض الأمازون (في أمريكا الجنوبية)، وقد وصف الأشخاص الذين قاموا بتجربتها شعورهم  انهم غادروا أجسادهم وانتقلوا إلى عالم آخر.

ولاختبار ذلك قام كريس تيمرمان وزملاءه في الكلية الملكية في لندن بإعطاء 13 متطوعاً مادة DMT عن طريق الوريد، وطُلب منهم ملء استبيان لتقييم تجارب الاقتراب من الموت. وفي جلسةٍ اخرى، تم إعطاء المتطوعين نفسهم حقنة وهمية في الوريد ايضاً، ولم يتم إخبارهم حول الجلسة التي كانت تحتوي على الدواء الحقيقي.

وبعد جلسة DMT  ملء جميع المشاركين 13 نتائجهم في الاستبيان، وقد سجلوا انهم شعروا وكأنهم دخلوا “بيئة غريبة” وشعروا “بالسلام أو السعادة المذهلة”، والوحدة مع الكون.

عندما تمت مقارنة نتائجهم مع نتائج مجموعة أخرى من 13 شخصاً أبلغوا أنهم قاموا بتجارب فعلية للاقتراب من الموت، ولم يكن هناك فرق كبير بين المجموعتين.

انحلال الذات

لايعرف الكثير من الناس  عما يحدث في الدماغ عندما يقوم شخص ما بتجربة الاقتراب من الموت، ويشير التشابه مع نتائج استخدام DMT إلى أن المخدرات يمكن أن تسلط بعض الضوء على هذه الظاهرة، كما يقول تيمرمان.

تعمل الأدوية المخدرة مثل DMT بشكل رئيسي من خلال التأثير على نظام عمل هرمون السيروتونين في الدماغ. على الرغم من أن هذه الدراسة لم تقم بقياس نشاط الدماغ، “يمكننا أن نتوقع أن شيئاً مشابهاً يحدث أثناء تجارب الاقتراب من الموت”، كما يقول تيمرمان.

قد يرتبط الشعور بمغادرة الجسد بظاهرة انحلال النفس، أو فقدان الشعور بالذات، وهو سمة شائعة لتجارب التخدير. تظهر دراسات تصوير الدماغ أن شبكة الوضع الافتراضي، وهي مجموعة من المناطق في الدماغ المرتبطة بحسنا الذاتي، تصبح أقل تماسكاً تحت تأثير الأدوية المخدرة، وهذا قد يفسر شعور البعض بأنهم نجوا من الموت.

بشكل مثير، وجدت كميات قليلة من DMT في الدم والبول، ولكن لم يتم تحديد مصدر هذه المادة داخل الجسم، يفترض البعض أنه يتم إنتاجها في الدماغ عندما نواجه الموت، ولكن هذا رأي تخميني.

يقال ان تجارب الاقتراب من الموت تُستخدم في بعض الأحيان لإعطاء الناس نظرة مختلفة عن الحياة، وقد تكون مفيدة في الحد من خوف بعض الأشخاص من الموت أو زيادة القلق عند البعض الآخر. وسجلت عدد من الدراسات آثار إيجابية على رفاهية المرضى الذين يعانون من سرطان يهدد حياتهم بعد استخدام هذه الأدوية.

المصدر:-

Sam Wong, “Why taking ayahuasca is like having a near-death experience”, New Scientist, Newscientist.com, 15 August 2018