تأثير التحديق النفسي أو ما يسمى ( Psychic Staring Effect) هو ادعاء القدرة النفسية على معرفة إذا كان احدهم بدأ يحدق بك، حيث يدعي الكثير من الناس أنهم بالرغم من أنهم لا يرون من يحدق بهم إلا أنهم”يشعرون بهم”. يدّعي البعض الآخر يقدرون على جعل الشخص يستدير ببساطة عند التحديق إلى رقبته من الخلف، وقد وجدت الدراسات أن حوالي 90٪ من الذين سُئلوا عن هذه الظاهرة يعتقدون أنهم يستطيعون الإحساس بوجود أشخاص يحدقون بهم من غير رؤيتهم يفعلون ذلك (Hood 2009, ch. 9).
كانت الدراسات العلمية الأولى حول موضوع (PSE) في عام 1898م على يد عالم النفس البريطاني إدوارد برادفورد تيتچينر (Edward B. Titchener) وكانت جميع نتائج بحوثه سلبيه فلم يكن يتضمن تقريره عدد التجارب التي تم انجازها وكيفية إنجازها. غضَّ تيتچينر النظر عن التخاطر (telepathy) قائلا إن “عالم النفس ذوالعقل العلمي” لن يتقبَّل الفكرة. وأدرك أن التجارب تعتبر تضييعاً للوقت من بالنسبة للكثير من العلماء لكنه برر أنها لا تستطيع تضعيف انتشار الخرافات العميقه. يبدوأن تيتچينر قد تم إثبات خطئه، هذه الخرافة والكثير غيرها من الخرافات المنتشره الأخرى فشلت في إثبات صحتها كتجارب علمية موثوقة، لكن إلى الآن نجد أن التصديق بها شائع ومستمر في المعتقدات الشعبيه بلا هواده.
إن من الاعمال التي يتفق عليها العامه هي أعمال روبرت شيلدريك (Rubpert Sheldrake) والذي أعد دراسات منها الرسمي ومنها غير الرسمي والتي حسب ظنه تثبت صحة (PSE).
من الصعب تكرار أعمال شيلدريك، ولكن عندما يكون هناك عملية عشوائية مع السيطره على بعض المتغيرات تكون النتيجة سلبية حيث نُقِد شيلدريك من قبل مارك وكولويل (Mark and Colwell 2000) وأيضا هوود (Hood 2009) والذين شككوا في أن نتائجه تكون إيجابيه لأنه لا يستخدم أي تسلسل عشوائي في اختباراته.
إن مايحدث هو أن العديد من المتطوعين يتعلمون كشف التسلسلات غير العشوائية وأن إعطاء المشاركين نتائج الاختبارات غير العشوائية يزيد الأداء أيضا. بروجر وتيلور (2003 Brugger and Taylor) جادلوا في أن الكثير من نتائج ESP (أو مايدعى التنبؤ فوق الطبيعي) كان المشاركون يلاحظون أنماط مخفية (تعلم ضمني للمتسلسلات) وقد أشار العالمان مارك وكولويل بأن عدم عشوائية المتسلسلات يتيح كشف النمط ليحصل بين بعض المشاركين وهذا فقط هو ما سبب النتائج الحسابية الإيجابية.
أضاف مايكل شيرمر (Michael Shermer) إلى قائمة الأخطاء في أعمال شيلدريك بادعائه أن شيلدرك متهم بتحيز التأكيد confirmation bias وتحيز صاحب التجربة experimenter bias.
هناك مشكلة كبيرة مع علماء التخاطر في توثيق الخرافات المنتشرة ألا وهي أن المصدقين بالخرافات يركزون على مـا يحكى أكثر مما هومعقول علمياً. إن علماء النفس التخاطري هم يشبهون مايسمى دعاة الطب البديل التي تستند إلى النتائج دون الرجوع إلى ماهو علمي، حيث أن علماء التخاطر يدخلون العلم في كثير من تجاربهم السريرية لكنهم لا يركزون بشكل دقيق على المشاكل الموروثة في تجاربهم التي تشمل الناس، خاصة أولئك المتشوقين لمعرفة نتائج للدراسات.
تقوم وسائل الإعلام بشكل روتيني بعمل نتائج مثل هذه البحوث كنوع من الدعم القوي لإثبات فعالية مثل هذه الأمور كالدُّعاء، الطب البديل، ذاكرة الماء، التغطيس، التواصل مع الموتى، وما شابه.
إن التجارب العشوائية الخاطئة هي واحدة من العديد من المشاكل كما يقول كيمبل اتود (Kimball Atwood) عن التجارب السريرية: “إن التجارب السريرية ليست بتلك القوه وخاضعه للعديد من مصادر الخطأ:
- الانحيازات سواء كانت بقصد أم بدون قصد، وسواء تسببت أو نتجت عن تجارب وفئات تحكُّم control groups غير قابلة للمقارنة،
- تلقين المشاركين،
- التحاليل بعد إجراء التجربة post-hoc analyses،
- العديد من أخطاء الاختبار،
- العديد من النتائج المربكه من بعض المشاركين لأسباب شخصية،
- العمليات الحسابية غير المناسبة،
- الاستنتاجات التي لا تستند إلى نتائج التجربة،
- التجميع غير المناسب لبعض البيانات الغير مفيدة من دراسات صغيره لتكوين مجموع كبير يبدو أنه دالٌّ إحصائيا، مزوَّر… والكثير”.
المصدر :
Robert T. Carroll, psychic staring effect (scopaesthesia), Skeptic dictionary, 26 / October/ 2016
تدقيق: رمزي الحكمي