كيف يمكننا تعريف النجم؟

بإمكانِنا تعريفها على أنها كرة عملاقة متوهجة من الغاز شديد الحرارة. تقوم النجوم بإنتاج الضوء والطاقة الخاصة بِها عن طريق عمليةٍ تدعى بالإنصهار النووي. يحدث هذا الإنصهار عندما يتم دمج العناصر الأخف مع بعضِها لكي تصبِح عناصِر أثقل. عندما يحدث هذا، يتم خلق كمياتٍ هائِلة من الطاقة، مِمّا يتسبب في سطوع النجمةِ وإرتفاع درجة حرارتِها. تأتي النجوم بمختلف الأحجام والألوان. فشمسُنا على سبيل المثال نجمةٌ مائِلة للصفرة، متوسطة الحجم. إن النجوم الأصغر من شمسِنا يكون لونها مائِلاً للحمرة، وتكون النجوم الأكبر منها زرقاء.

مِمَّ تتكون النجوم؟

تتكون النجوم من الغاز شديد الحرارة. يتكون هذا الغاز بغالبيتِه من الهيدروجين والهيليوم، وهما أخف عنصرين. تسطع النجوم عن طريق حرق الهيدروجين والهيليوم في ألبابِها، وتخلق فيما بعد عناصر أثقل. تمتلك معظم النجوم كمياتٍ ضئيلة من العناصر الأثقل كالكاربون، النيتروجين، الاوكسجين والحديد، والتي كوّنتها نجوم سابِقة. عندما يستهلك النجم كل وقودِه، يقوم بقذف الكثير من موادِه إلى الفضاءِ مرةً أخرى. تتكون نجومٌ جديدة من هذِه المواد. لِذا بإمكانِنا القول بأنه يتم تدوير المواد الموجودة في النجوم.

كم تبعد النجوم؟

لا تبعد النجوم كلها عنّا بنفس المسافة، فبعض النجوم قريبة مِنّا وبعضها الآخر بعيدةٌ أكثر. كلما تكون نجمة ما قريبةً مِنّا، كلما ظهرت بسطوعٍ أشد. أيضاً، تأتي النجوم بمختلف الأحجام ودرجات السطوع. عادةً ما تسطع النجوم الأكبر بدرجة سطوعٍ أشد من درجة سطوع النجوم الأصغر حجماً. إذاً، يعتمد مدى سطوع النجوم في سماء الليل على حجمِها وأيضاً المسافة التي تبعد بِها عنّا. تبعد أقرب النجوم عنّا بمسافة 25,300,000,000,000 ميلاً (39,900,000,000,000 كيلومتراً)، بينما تبلغ المسافة بيننا وبين أبعد النجوم بلايين أضعاف هذِه المسافة.

أيُّ النجوم أقرب إلينا؟

إن أقرب النجوم إلينا هي في الحقيقةِ شمسُنا، والتي تبعد بمسافةٍ تقدر بـ 93,000,000 ميلاً (150,000,000 كيلومتراً). ثاني أقرب نجم إلينا بعد الشمس هو بروكسيما سينتوري (Proxima Centauri)، والتي تقع على مسافة 4.3 سنة ضوئية أو ما يقارب 25,300,000,000 ميلاً (حوالي 39,900,000,000,000 كيلومتراً). ستستغرق سيارةٌ تسير بسرعة 60 ميلاً في الساعة أكثر من 48 مليون سنةٍ للوصول إلى هذِه النجمةِ الأقرب إلينا. إن النجم بروكسيما سينتوري هو في الحقيقةِ جزءٌ من نظامٍ نجميٍّ ثلاثي، والذي يتضمن أيضاً  ألفا سينتوري أ (Alpha Centauri A) و ألفا سينتوري ب (Alpha Centauri B). إن هذِه النجمة هي نجمة صغيرة حمراء، يبلغ حجمها عُشر حجم شمسِنا.

هل الشمس أكبر النجوم؟

بالرغم من أن الشمس تظهر لنا وكأنها أكبر من أي نجمةٍ أخرى، إلى أنه توجد العديد من النجوم التي هي أكبر بكثير مِنها. تظهر الشمس بهذا الحجم الكبير مقارنة ببقية النجوم لأنها أقرب إلينا من كل النجوم الأخرى. إن الشمس ما هي إلا نجمة متوسطة الحجم فحسب. مثالاً على نجومٍ أكبر، توجد أدناه قائمة بأسماء بعض أكبر النجوم في مجرتِنا، ومقارنتها بحجم الشمس:

    • ميو سيفياي (Mu Cephi) – أكبر بـ 1500 مرة من الشمس
    • منكب الجوزاء (بيتل جووس) (Betelgeuse) – أكبر بـ 900 مرة من الشمس

 

  • أنتاريس (Antares) – أكبر بـ 530 مرة من الشمس

 

  • دينيب (Deneb) – أكبر بـ 145 مرة من الشمس

كم يبلغ عدد النجوم؟

لايعلم أي أحدٍ عدد النجوم الموجودة في الكون بشكلٍ دقيق. إن النجوم كثيرةٌ (يوجد البلايين والبلايين منها) جداً إلى درجة أنه من غير الممكن القيام بعدِّها كلها. تمتلك مجرتنا، درب التبانة، بضعة مئات البلايين من النجوم. توجد بلايين من المجرات الأخرى في الكون، والتي تمتلك نفس عدد النجوم أو أكثر.

كم عدد النجوم التي بإمكانِنا رؤيتها ليلاً؟

يبلغ عدد النجوم التي بإمكانك رؤيتها في ليلةٍ صافية (عديمة البدر) في منطقةٍ مظلمة (بعيداً عن أضواء المدينة)، حوالي 2000 نجمة. عموماً، كلما ازدادت السماء ظلمةً، كلما زاد عدد النجوم التي بإمكانِك رؤيتها. ينير القمر المكتمل (البدر) السماء أكثر من الهلال، أو نصف البدر. كما وتقوم الأضواء الصناعية أيضاً بتقليل عدد النجوم التي بإمكانِك رؤيتها. في المدن الكبيرة ذي الأضواء الساطعة الكثيرةِ ليلاً، قد تكون قادراً على رؤية دزينةٍ النجوم الأسطع فقط. عِندما تصبح السماء أكثر سطوعاً، تختفي النجوم الباهِتة كثيراً أولاً. إن أكبر المشاكل بالنسبة للفلكيين الذين يعملون من على الأرض هو ما نطلق عليه بـ “التلوث الضوئي” (Light Pollution) – وهو الزيادة في عدد مصادر الضوء بشرية الصنع، والتي تؤثر بدورِها على الأرصاد التي تجري على السماء ليلاً.

ما هي الكوكبات النجمية؟

الكوكبة  (Constellation) هي مجموعة من النجوم التي تصنعُ شكلاً تخيلياً في سماء الليل. غالِباً ما تتِم تسميتُها تيمّناً بأسماء شخصيات، أشخاص، حيوانات وأشياءَ أسطورية. قام الناس في أنحاءٍ مختلفةٍ من العالم بتخيّل وصنع أشكالٍ مختلفةٍ للمجاميع نفسِها من النجوم الأسطع. الأمر أشبه بلعبة توصيل النقاط بخط. في الماضي، كان صنع صورٍ تخيلية من النجومِ أمراً مفيداً للتنقّل والسفر ليلاً، وأيضاً لتتبّع الفصول. بِما أن المسافات بين كل النجوم مختلِفة، فإن شكل الكوكباتِ سيبدو مختلِفاً كلياً لسكّانِ كوكبٍ آخر، يدور حول نجمٍ آخر.

لماذا تظهر النجوم ليلاً فقط؟

إن النجوم موجودة في السماء نهاراً ومساءاً. خلال فترة النهار، تقوم النجمة الخاصة بِنا، الشمس، بإنارة سمائِنا إلى الحد الذي يمنعنا من رؤية النجوم ذي السطوع الأخفت. أما مساءاً وعندما تكون السماء مظلمة، من الممكن رؤية أضواء النجوم.

لِماذا تتلألأ النجوم؟

في الحقيقة لا تتلألأ النجوم، بل تبدو وكأنها تومِض عندما نراها من على سطح الأرض. تومض النجوم في السماء ليلاً بسبب تأثيرات غلافِنا الجوي. عندما يخترق ضوء الشمس غلافنا الجوي ويدخله، يتأثر بالرياح والمناطق مختلفة درجات الحرارة والكثافات داخل الغلاف الجوي. هذا ما في تلألأ الضوء القادم من النجوم عندما نراها من على الأرض.

لِماذا تكون بعض النجوم ساطعةً وبعضها الآخر خافِتاً؟

لا تبعد النجوم كلها عنّا بنفس المسافة، فبعض النجوم قريبة مِنّا وبعضها الآخر بعيدةٌ أكثر. كلما تكون نجمة ما قريبةً مِنّا، كلما ظهرت بسطوعٍ أشد. أيضاً، تأتي النجوم بمختلف الأحجام ودرجات السطوع. عادةً ما تسطع النجوم الأكبر بدرجة سطوعٍ أشد من درجة سطوع النجوم الأصغر حجماً. إذاً، يعتمد مدى سطوع النجوم في سماء الليل على حجمِها وأيضاً المسافة التي تبعد بِها عنّا.

هل سنقوم يوماً ما بالسفر نحو النجوم؟

إن السفر إلى النجومِ صعبٌ جداً لكونِها بعيدةً جداً. إن أقرب النجوم إلينا تبعد 25,300,000,000,000 ميلاً (حوالي 39,900,000,000,000 كيلومتراً = 39.9 تريليون كيلومتر). سيستغرق الأمر آلاف السنين لكي تصِل أسرع الصواريخ التي نمتلِكها إلى أقرب النجوم. إن احتمالية إيجاد البشر لطريقةٍ للسفر إلى النجوم مستقبلاً هي أمرٌ وارِد دائِماً، لكنّنا لا نمتلك ذلِك النوع من التكنولوجيا حالياً.

المصدر:
http://coolcosmos.ipac.caltech.edu/asks