يقول دوردو غوني وهو أستاذ مساعد في قسم الهندسة الكهربائية والكومبيوتر في جامعة ميشيغان للتكنولوجية و صاحب الموديل الجديد للعدسة المثالية التي تعمل بواسطة تقنية الميتا ميتال : ان العدسة المثالية ستسمح لنا بمشاهدة فيروس في بقعة دم صغيرة وستفتح الباب امام صناعة الكترونيات تمتاز بقلة الاسعار ورخصها مما يفتح المجال اما العدسات فائقة الدقة ان تدخل سوق المجاهر والكاميرات بل وحتى الهواتف المحمولة
قد تساهم تقنية ‘ما بعد المادة’ أو ‘ميتاماتيريال’ القائمة على مواد من صنع الإنسان في ابتكار آلات تصوير قادرة على الرؤية عبر الجدران والملابس. وتستطيع هذه المواد أن تستخدم ترددات التيراهيرتز، وهي عبارة عن حرارة منخفضة ناتجة عن حركة الجزيئيات يصعب تحديدها، غير أن استخدامها قد يؤدي إلى صناعة آلات تتمتع بقدرات هائلة. ونقل موقع ‘لايف ساينس’ عن الباحث ريتشارد أفيريت ان المواد التي تحفزها ترددات التيراهيرتز قادرة على امتصاص الطاقة وإعادة إنتاجها بطرق معينة خالقة بصمات يستطيع الباحثون استخدامها لتحديد تلك الترددات. وقال أفيرت إنه في حال تمكن الباحثون من إدخال موجات التيراهيرتز وإخراجها من الرزمة سيتمكنون من رؤية المواد الكيميائية داخل صندوق ما. واشار إلى أن ذلك غير ممكن حالياً، إلا أن الأبحاث مستمرة في هذا الإطار، كما أوضح أن أجهزة المسح في المطارات تستخدم ترددات أقل بقليل من ترددات التيراهيرتز، كما تقدم هذه الترددات فرصة لتطوير صور الأشعة الطبية للكشف عن الأورام.
حتى الان لم يصنع احد العدسة المتكاملة حيث تعتمد العدسات الحالية على الضوء العادي لذا حتى ارقى العدسات الاعتيادية لا تستطيع ان تشاهد صورة اقل من مئتان نانوميتير . اما المجاهر الالكترونية تستطيع ان تلتقط صور لما دون هذا الصغر لكن المشكلة انها مكلفة جدا وثقيلة الوزن وتحتل مساحة كبيرة ولا يمكن جعلها محمولة
الان قام العلماء بخطوة مهمة نحو الامام باتجاه صنع العدسة المتكاملة حيث قام غوني باستخدام الضوء المرئي لرؤية الأشياء صغيرة لبعد اصغر من 100 نانومتر . السر يكمن في تذبذب البلازمونات وتغير شحناتها بالقرب من سطح معدن الفيلم والمتكون من هيكل نانوي معد بصورة خاصة
عندما يثار الحقل الكهرومغناطيسي تتجمع موجات الضوء القادمة من كائن معين وتنكسر بطريقة عجيبة لم ترى في الطبيعة سابقا مما يتيح للعدسة ان تتغلب على حد الانكسار بحيث يمكننا ان نرى اشياء اصغر من واحد على الف من سمك شعرة انسان
في السابق كان الباحثون قادرين على تجنب الانكسار لكن ليس مع الضوء الاعتيادي فمع الاشعة فوق البنفسجية استخدمت تلك الطريقة لانتاج الرقائق الالكترونية والتي ظلت صناعتها مكلفة نوعا ما
نموذج غوني القادر على التعامل مع الضوء الاعتيادي سيتيح تقنية رخيصة تمكننا من ان يتم تركيب عدساتها على الاجهزة المحمولة