لو اعطيتك قطعة من النقود وسألتك ان كانت قطعة صحيحة (اي لها وجهان مختلفان، لنسميهما الف وباء) او انها قطعة مزيفة (كلا وجهاها الف او كلاهما باء) بشرط انك تنظر لوجه واحد في ان واحد. فكم من المحاولات تحتاج كي تعرف حقيقة القطعة النقديه؟ هل تستطيع ذلك في محاوله واحده؟ اذا وجدت ان الوجه الاول هو الف فالوجه الثاني قد يكون ايضا الف (مزيفة) او قد يكون باء (صحيحة) .. وبهذا تحتاج الى محاولة ثانية.. اي انك تحتاج الى ان تقلب القطعة النقدية لتعرف الوجه الثاني هل هو الف ام باء. نفس الامر اذا كانت نتيجة المحاوله الاولى هو الوجه باء. في عالمنا الكلاسيكي تحتاج الى محاولتان متتاليتان لمعرفة حقيقة قطعة النقود، اذا قمت بكتابة برنامج في كومبيوتر المنزل فلن تستطيع الخلاص من هاتين المحاولتين. في عالم الكم تحتاج الى محاولة واحدة فقط، اي اننا اختصرنا الزمن الى النصف. لكن كيف يتم ذلك؟ في الكم قطعة النقود ستكون صغيرة جدا وبالتالي تُحكم بقوانين الكم الغريبة عن عالمنا .. هناك ستعيش قطعة النقود في الحالتين معا .. اي انها ستفضي عن وجهيها الف وباء في ان واحد وبالتالي يمكن التعرف على حقيقتها بضربة كميه واحده. هذه الضربة الكمية هي ما يقوم به الكومبيوتر الكمي الذي يرى كل الحالات في ان واحد. في عام 1992 وضع العالم ديفيد دويتش الرياضيات الللازمه لعمل هذا الكومبيوتر الكمي البسيط، ليس له فائدة تذكر لكنه يبين الفرق بين عالم الكم وعالمنا اليومي … في عام 1998 تمكن سيث للويد من اجراء التجربة بنجاح باستخدام ذرات الهيدروجين والكاربون في جزيئة الكلوروفورم CHCL3 .. ورغم اننا نعلم مسبقا انها حقيقة، لكن ان تراها تتراءا امامك لهو انجاز عظيم حقا.
لماذا يتفوق الكومبيوتر الكمي على الكلاسيكي بالسرعة
بواسطة المشروع العراقي للترجمة | يناير 6, 2014 | الفيزياء, تقنیات واختراعات, فيزياء الكم | 0 تعليقات