الكوارتز (Quartz) أو المرو هو ثاني أكسيد السيليكون، إذ يتكون من السليكون ومن الأكسجين وهو من أكثر المعادن انتشارا على الأرض. اكتشفه الفرنسيان بيير و جاك كوري أثناء دراستهما لعيّنة من الرّمل سنة 1880.
مليارات من الناس يستخدمونه كل يوم، لكن معظمهم يجهلون ذلك لأنّ تلك البلورات الصغيرة مخفية داخل ساعاتهم اليدوية أو الساعات الحائطية.
تمتلك بعض المواد القدرة على توليد تيار كهربائي عند تعريضها لجهد ميكانيكيّ، منها البلورات، بعض المواد السيراميكية والكوارتز. عند تطبيق ضغط عليها، تتقارب الشحنات الكهربائية فيها مولّدة على طرفيها جهدا كهربائيّا. تسمّى هذه الخاصية بالكهرباء الانضغاطية (Piezoelectricity).
وبالعكس عندما تتعرّض بلورة الكوارتز إلى مجال كهربائي، تتذبذب بتردد معيّن وبمعدل شديد الانتظام وعالي الدقة. حسب حجم البلورة، يتمّ احتساب عدد الذبذبات في الثانية الواحدة، ومن خلال ذلك يتمّ احتساب عدد الدقائق والساعات. تتذبذب معظم البلورات حوالي 32768 مرة في الثانية الواحدة. تقوم تلك الذبذبات بتنشيط محرّك صغير يقوم بدوره بتحريك عقارب الساعة.
ظهرت أول ساعة كوارتز سنة 1967 في مركز الساعات الالكترونية بسويسرا، ولكونها أكثر دقة من الساعات الميكانيكية، انتشر استعمالها بسرعة حيث تجاوز نصيبها في صناعة الساعات 85% من سوق الساعات العالمية. وتقنية الكوارتز هي حاليا أكثر تقنيات قياس الوقت انتشارا في العالم، ولا يقتصر وجودها في الساعات اليدوية فقط بل حتّى الحواسيب وأجهزة الراديو…
رغم كون بلورات الكوارتز جميلة جدّا، إلا انّ معظم الكوارتز المستعمل في الأجهزة الالكترونية ليس طبيعيّا، بل هو مصنّع حسب الطلب لتكون ذبذباته ذات تردّد محدّد مناسبة لاستعمالات معيّنة.

ترجمة: أميرة كرايمية