فحوصات الدماغ تشير إلى أدلة على قدرة الشخص الطبيعية لتعلم اللغات، وتساعد الأقل حظا في الطريقة التي تمكنهم من التعلم بشكل أفضل.

كثيرا ما تكون قابلية الأطفال على اكتساب اللغات محل حسد من البالغين الراغبين بتعلم لغات جديدة. مع ذلك، يمكن لبعض البالغين اكتساب لغات جديدة بسهولة مفاجئة. أظهرت بعض الدراسات إن من الممكن توقع قابلية الشخص على تعلم اللغات من خلال تركيب أو نشاط دماغه ــ والتي يمكن استخدام نتائجها لمساعدة من يعانون من صعوبات في تعلم اللغات.

في إحدى هذه الدراسات، التي نشرت في دورية اللغويات العصبية ( Journal of Neurolinguistics) ، نظر الباحثون إلى تركيب ألياف عصبية في المادة البيضاء ل 22 طالب من دارسي اللغة الصينية (الماندرين). ووجد العلماء بان أولئك الذين كانوا يملكون ألياف عصبية مصفوفة مكانيا اكثر من الاخرين في الفص الأيمن من الدماغ، استطاعوا الحصول على درجة أكبر في الاختبار الذي جرى بعد اربعة اسابيع من الدراسة. يمكن تشبيه هذا بالطريق السريع، فوجود الألياف المصطفة بشكل أكبر يعتقد أنه يساهم بنقل المعلومات بصورة أسرع في الدماغ. ويقترح مؤلف هذه الدراسة زنغهان شي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على الرغم من ان اللغة عادة ما تكون مقترنة بالفص الأيسر من الدماغ بينما يبدو ان الفص الايمن يكون متعلقا اكثر بالتمييز في حدة الصوت وبالتالي التمييز بين نغمات اللغة الصينية الماندرين.

موصَل للتعلم. ان قدرتك على تعلم لغة جديدة قد تكون مرتبطة بتوصيل الألياف العصبية في دماغك. فصور الرنين المغناطيسي الموزونة لانتشار الماء لأشخاص لغتهم الام الانجليزية ويتعلمون الماندرين الصينية تكشف ان الأشخاص الذين يتعلمون بصورة أفضل لديهم ألياف عصبية مرتبة أكثر (تظهر بألوان دافئة) في منطقتين من الفص الأيمن (A) و (B) ففي هذه الحالة فإن الشخص الثاني الذي يمتلك ألياف عصبية مرتبة أكثر كان أكثر نجاحا في التعلم من الشخص الأول*.

في دراسة أخرى نشرت في شهر حزيران/يونيو لعام 2016 في دورية الدماغ واللغة (Brain and Language)،  كشفت فحوصات تخطيط الدماغ قبل كورس دراسي مكثف لتعلم اللغة الفرنسية ان هناك أنماط من الأنشطة الموجية الدماغية في حالة الاسترخاء والراحة توافقت مع اكمال الكورس بسرعة وبسهولة.

تقول شانتيل برات، وهي متخصصة في علم النفس من جامعة واشنطن والتي قادت هذه الدراسة، “لقد لاحظ الباحثون في الماضي هذا النوع من النشاط عندما يصيغ الأشخاص العبارات معًا”.  وتشير إلى أنه في هذه الحالة، فان هذا النشاط قد يكون انعكاسا لقابلية ال16 مشترك في التجربة على التركيز واتباع التعليمات أو خاصية أخرى تسهم في تعلم اللغات. وتهتم برات في دراسة فيما إذا كان الارتجاع العصبي ـ وهو ان يرى الاشخاص صور متحركة (كأن تكون ألعاب الكترونية) تعكس نشاط تخطيط الاعصاب لتدريبهم على أنواع معينة من النشاط الدماغي ـــ ممكن ان يساعد الاشخاص في تعلم اللغات بصورة أفضل. وتقول برات “آخر ما اريده هو ان يفكر شخص: اوه، هل هكذا يبدو دماغي… ما الفائدة؟ لا استطيع التعلم.”

ان ماهية القدرة اللغوية وكيف تتجلى في الدماغ من الأسئلة الصعبة التي تلامس طبيعة الانتباه وحتى الوعي. تقول برات: “اعتقد ان اللغة هي الإنجاز الأكثر اعجاباً للدماغ البشري” وتكمل “عندما تحاول ان تتعلم لغة جديدة، ستفهم كم ستكون تحديًا”.

المصدر

Veronique Greenwood, “Some People’s Brains Are Wired for Languages”, scientificamerican.com, Scientific American Mind January 2017 Issue

*“White-Matter Structure in the Right Hemisphere Predicts Mandarin Chinese Learning Success” by Zhenghan Qi et al., in Journal of Neurolinguistics, Vol. 33; February 2015