كيف يَعمَلُ العِلم؟، لِمَ العُلماء عُلمَاء؟ بغض النظر عن كونهم تَعَلَّموا العلم أم لا، فطُلاب العِلم كثيرون لكن مَنْ يَتَّبِع منهج العلم قليل. وما المنهجُ العِلمي أصلاً؟، ولِمَ هو مُهم كُل هذه الأهمية؟
تخيَّل معي أَنَّك واجهت أمراً مُحيّراً وأنت بحاجة لتفسيره أو مُشكلةً بحاجةِ للحل. حسناً، إليك الآتي:
“اطْرَح سؤالاً للتحقيق في هذا الأمر، وبُناءاً على خلفيتك العلمية وخبرتك قُم بتعريف افتراض مُتعلِّق بالسؤال، ثُم فكِّر في التنبؤات القابلة للإختبار جَرَاء هذا الإفتراض، ومِنْ ثَمَّ صَمِّم تجربة للإجابة على السؤال عن طريق إخضاع الافتراض للإختبار والتَحَقُّق من التنبؤات. الآن، بَقى أن تَجْمَع البيانات الناتجة عن التجربة وتقوم بتحليلها وتحديد صلاحيتها ورؤية ما إذا كانت تدعم إفتراضك أم لا.”
هذا هو المنهج العلمي الذي ينتهجُه العُلماء. هذه هي أكثر الطُرق فاعلية في يد البشرية جمعاء. المنهج العلمي قائم على البحث، وبطبيعة الحال عندما نُواجه سُؤالاً أو مُشكلة فإننا نقوم بالبحث. قد نَظُن أننا بالفعل نعرف إجابة السؤال بل قد نشعُر أنه إحساسُ شائع، لكن تظلُ مَعرفتُنا أقرب ما يكون للتخمين حتى نُخْضِع السؤال للفحص العلمي الدقيق والمُنظَّم. كما أنَّ الإفتراض العلمي يؤدي إلى تَنبؤُات يُمكن إختبارها إما بالمُلاحظة أو بالتجربة، وشريطة أن يكون إفتراضاً علمياً هو أن يكون قابلاً للإختبار، وقد يكون لِللإفتراض أكثر من بديل ليحل محله، ومَعرُوفٌ أن الفَشلَ في إثبات خطأ الإفتراض لا يعني أنه صحيح.
إن الباحثين والعُلماء يأخذون فقط خمس قواعد بسطية بإهتمامٍ بالغ لتطبيق المنهج العلمي على أكمل وجه
أولاً: شَكٌ بالسُلّطَة، فليسَ أى فكرةٍ صحيحة لأن أحدهم قال ذلك بما في ذلك أنا.
ثانياً: فكِّر بنفسك، واسأل نفسك، ولا تُصدِّق شيئاً لأنك تُريدُ ذلك وحسب، فتصديقُ الشيء لا يجعلُه حقيقية.
ثالثاً: اختبر أفكاراً بدليلٍ كَسِبتَهُ من التجربة والخبرات. وإن فَشِلَت فكرةٌ مُحَبَّبة بإختبارٍ مُعَدٍّ جيداً فهُناك خطأ، تَقبَّل ذلك.
رابعاً: اتْبَع الدليلَ أينما يَقُودك. وإن لمْ يَكُن لَديك دليلُ، فلا تَتسرع بالحُكم.
خامساً: دائماً تذكَّرْ، رُبَما تكونُ مُخطِئً. فـحتَّى أفضل العُلماء كانوا مُخطئين بشأنِ بعض الأمور، نيوتن وآينشتين وجميعُ العُلماء العِظَام في التاريخ ارتبكوا الأخطاء. بالطبع، فهُم بشر.
إن العِلمَ طريقةُ تجعَلُنا نَكُف عن خِداعِ أنفُسِنا وبعضنا البعض. والعِلمُ -كما حال جميع الأدوات التي نملكها- يُساءُ استخدامُه؛ ولهذا لا نستطيع تحمُّل تكلفة ترك مثل هذه الأداة العظيمة بِـيد أقلية قوية. فكُلما أصبَحَ العِلمُ مُتاحاً لنا جميعاً، كُلما قَلَّت فُرصةُ إساءة إستعماله. وبذلك نصل إلى الهدف الأسمى للعلم وهو إكتساب وتطبيق المعرفة من أجل مُساعدة الناس، النباتات، الحيوانات، والبيئة عن طريق مُحاولةٍ جريئةٍ لفَهم الطبيعة.
المصادر:
University of California, Berkley: What is Science?
Campbell Biology, (Textbook).
PBS: Nature and Process of Science.
University of Waikato: Scientific Hypothesis.
Neil G. Tyson, (The Odyssey of Cosmos). Reviewed and coordinated at November 2017.
“What is the scientific process as described by Richard Feynman in 1964 lecture.” Reviewed at November 2017.