Podcast: Play in new window | Download
كيف أثر ظهور الدول على صفات البشر وعلى تغير أمر مثل المساواة التكاثرية؟ وكيف أثرت القدرة على تخزين المواد على نشوء الدول؟ ثم كيف ظهرت النزعة الذكورية التسلطية بأشكال متطرفة جداً بعد الزراعة؟ والسؤال الأهم الذي يناقشه الدكتور رياض عبد في بحثه حول المساواة التكاثرية: كيف تؤثر المساواة التكاثرية على ظهور الأمراض النفسية لدى المجاميع البشرية؟
لمشاهدة اللقاء على اليوتيوب:
عمر: في كتاب أقرأه حالياً بعنوان “لعنة جالوت” (Goliath’s Curse) يتحدث عن أن 5% فقط من البشر عاشوا ضمن دول، وحتى في فترات حديثة عاش البشر بدون دول. كما أن الكتاب يذكر أهمية فائض الإنتاج والموارد القابلة للتخزين في تطور المجتمعات، مشيراً إلى أن بعض المنتجات مثل الموز كانت غير قابلة للتخزين حتى في بعض الإمبراطوريات. سؤالي هو: كمحصلة، هل أصبح تعدد الزوجات أقل أم أكثر بعد الزراعة؟
د. رياض: مرت البشرية بفترات مختلفة. كانت هناك حقبة ما بعد الزراعة لكن قبل الدولة، حيث ظهرت إمكانية هيمنة بعض الرجال على موارد كبيرة وأصبح بإمكانهم احتكار عدد كبير من النساء، وهو ما لم يكن ممكناً قبل الزراعة. ثم بعد نشوء الدولة، حصلت مرحلة أخرى من ظهور رجال استطاعوا الهيمنة على موارد ضخمة.
شكراً على إثارة موضوع التخزين، لأنه من خصائص مجتمعات ما قبل الزراعة أنها لم تكن تمتلك أنظمة تخزين. ما كانوا يجمعونه اليوم كانوا يستهلكونه خلال يوم أو يومين. إذا تم اصطياد فريسة كبيرة، كانت تؤكل خلال أيام قليلة. من هنا تظهر القيمة التطورية للكرم، حيث كان أهم طريقة للاستفادة من فائض اللحم هو إطعام الآخرين، لأن “بطون الآخرين” كانت بمثابة بنك للتوفير، حيث سيطعمونك عندما لا يكون لديك موارد من اللحم. إذا لم يفعلوا ذلك، فإن اللحم سيتلف دون فائدة.
بعد ظهور الزراعة ونشوء الدولة، حصلت فترات كان فيها تمادي في الهيمنة على الموارد واحتكار النساء. لكن يبدو أن هذه كانت مراحل مؤقتة، وعاد النظام البشري إلى طبيعته، وهي أن الغالبية العظمى من الرجال والنساء موجودون في علاقات أحادية – وليس بالضرورة أن تكون مدى الحياة – لكنها علاقات أحادية في أي وقت من الأوقات. إذا أجرينا مسحاً لأي مجتمع، نجد أن حوالي 80% من الأفراد في علاقات أحادية. هذا يعني أن التباين التكاثري، رغم اختلافه في بعض الحقب، بقي أقل منه عند الشمبانزي أو الغوريلا، حتى مع وجود تلك الظواهر الاستثنائية.
عمر: نقطة أخرى قد لا تكون غطيتها بشكل كاف، وهي العلاقة بين المساواة التكاثرية والمساواة المجتمعية. إذا كان هناك ناشط لحقوق الرجل أو المرأة عند الشمبانزي، فكيف سيرون واقعهم بالمقارنة مع البشر؟
د. رياض: هناك موضوعان هنا: موضوع الخصائص الجوهرية للنظام التكاثري البشري، وموضوع الوضع المجتمعي بعد الزراعة وبعد الدولة. الخصائص الجوهرية للنظام التكاثري البشري تتسم بمساواة عالية، وتعتمد على وجود رابط بين المرأة والرجل، حيث يستثمر الرجل وقته وإمكانياته في إعالة المرأة المرتبطة به وأطفالها.
هذا يعني أنه يهتم بمعرفة “أبوة” أطفاله، أي في التأكد بأنهم من نسله. هذا المفهوم – الاهتمام بالنسب – غير موجود في الأصناف التي لا يوجد فيها رابط ثابت بين الذكر والأنثى. على سبيل المثال، ذكر الشمبانزي قد يشاهد الأنثى التي تزاوج معها قبل ساعة تتزاوج مع ذكر آخر، وهو لا يمانع ذلك. المسألة ليست أنه يتوقع أن يحتكر التزاوج مع أي أنثى، بل هو فقط يحاول أن يحتكر فترة زمنية من فرص التزاوج، أو أن يكون الأول في التزاوج. لكن ليس له أي رابط أو مسؤولية تجاه الوليد، فهو لا علاقة له به.
هذا ليس الحال عند البشر. عندما يكون هناك رابط بين رجل وامرأة – والزواج هو ظاهرة بشرية عامة في كافة المجتمعات، رغم اختلاف أشكاله – فإن هذا يولد عاطفة “الغيرة الجنسية”. الغيرة الجنسية هي عاطفة بشرية هدفها الأساسي التأكد من أن الطفل من نسل الرجل. يمكن أن تكون الغيرة من الطرفين، لكن هدفها مختلف. هدف غيرة الرجل الجنسية هو التأكد من أن الأطفال من نسله. بينما هدف غيرة المرأة هو ضمان أن جهود وإمكانيات الرجل تتركز في مصلحتها ومصلحة أطفالها، وليس لمصلحة امرأة أخرى. في بعض المجتمعات التي يقبل فيها تعدد الزوجات، قد ترضى المرأة بالأمر الواقع أو تنفصل.
بعد نشوء الزراعة والدولة، ومع إمكانية هيمنة بعض الرجال على موارد ضخمة، ظهرت “ذكورية مفرطة” وتسلط ذكوري. هذه الذكورية المتطرفة – مثل فرض قيود على حريات المرأة – هي ظاهرة ما بعد الزراعة وليست سابقة لها. هذه الممارسات تسلطية تدعمها سلطة الدولة والقانون. قبل الزراعة، لم تكن مثل هذه الهيمنة المفرطة ممكنة. عندما أتحدث عن الزراعة، فأنا أقصد أيضاً تربية الحيوانات، فبدو الرعي هم أيضاً من مجتمعات ما بعد الزراعة لأن حياتهم تعتمد على تربية المواشي، أي تسخير كائن آخر لتوفير الغذاء للإنسان.
عمر: يعني بالحديث عن النزعة الذكورية التسلطية، يمكننا القول إن شخصاً مثل صدام حسين أو ستالين يتفوق في تسلطه على أي حيوان، لأنه لم يتسلط فقط على نساء مجموعة، بل على الرجال وعلى رقاب الناس وكان لديه سجون.
د. رياض: هذه من خصائص الدولة. يمكن القول إن الدولة نشأت من هيمنة نخبة على الأغلبية، وهذا ما لم يكن ممكناً قبل الزراعة.
قبل الزراعة، لم تكن هناك إمكانية لبناء دولة، لأن الهيمنة تتطلب أن تتمكن النخبة من السيطرة على الموارد أولاً. الدولة لا تبنى على فراغ. فوجود جيش أو كهنوت يحتاج إلى مكافآت ونظام للثواب والعقاب، وهذا بدوره يحتاج إلى موارد. قبل الزراعة، لم يكن بمقدور شخص واحد أن يهيمن على موارد تمكنه من منح ثواب للآخرين كي يطيعوا أوامره. يمكن أن يكون كريماً، لكن كرمه سيكون محدود المدى لأنه لا يملك موارد غير محدودة. بينما بعد الزراعة، أصبحت الفوارق في الموارد كبيرة نسبياً.
عمر: يعني دكتور، ألخص كلامكم بأن المساواة بين الجنسين هي جزء من صورة المساواة بشكل عام. فإذا كانت هناك سلطة دكتاتورية في بلد ما، كما في حالة فرانكو في إسبانيا، نجد أنه فرض قيوداً على النساء أيضاً. وبالتالي، إذا زادت المساواة بشكل عام، فستنعكس إيجاباً على المساواة بين الرجل والمرأة. هل ممكن قول ذلك؟
د. رياض: هذه تفريعات مما حصل بعد نشوء الدولة. بعد نشوء الدولة حصلت تغيرات كثيرة، لكن هذا لم يؤثر على السياق العام لموضوع التكاثر البشري. السياق العام يبقى أن منظومة التكاثر البشري هي منظومة مساواتية، لأن كلفة وصعوبة تربية طفل بشري واحد من الولادة إلى الاستقلال كبيرة جداً، وهي أكثر مما تستطيع امرأة واحدة تحمله بمفردها.
الشمبانزي الأنثى أو الغوريلا الأنثى تربي طفلها من الولادة بمفردها دون أي مشكلة، لأن الكلفة الغذائية وغيرها منخفضة ومتوفرة وليست صعبة المنال. بالنسبة للغوريلا، طعامها هو أوراق الأشجار المتوفرة في كل مكان. لكن عند البشر، الكلفة عالية جداً من ناحية الجهد المطلوب.
عمر: دكتور، ذكرتم النقد وذكرتم تقسيم العمل بين الجنسين. نأتي إلى فترة ما بعد النقد والزراعة، أي القرن التاسع عشر مع ظهور الآلات ومن ثم التكنولوجيا. بطبيعة الحال، التوزيع الجنسي للعمل تغير بفعل التكنولوجيا والأدوار في المجتمع، ناهيك عن أن تنوع المجتمع من حيث الخصائص أصبح أكبر. هل يمكن أن نقول إن أموراً مثل هذه يمكن أن تزيد من المساواة التكاثرية بين البشر مع ظهور الآلات والتكنولوجيا؟
د. رياض: طبعاً، ما بعد الثورة الصناعية والتحضر وانتشار المدن – حيث يعيش الآن غالبية البشر في المدن، وهو شيء غير مسبوق – هذا الاتجاه يتوافق في رأيي مع الطبيعة البشرية الأساسية. أعني الطبيعة البشرية كما نعرفها من عصور ما قبل الزراعة، حيث كانت الفوارق الحقوقية بين الرجل والمرأة قليلة وليست كثيرة. هذه الفوارق زادت جداً بعد ظهور الزراعة، وزادت أكثر بكثير بعد ظهور الدولة.
دعني أتحدث قليلاً عن تبعات هذه النظرية على الطب النفسي. هذه مجدداً افتراضات من عندي، وإيجاد أدلة عليها سيكون صعباً جداً. لكنني أفترض أنه بسبب المساواة العالية والتباين المنخفض في النجاح التكاثري، ولأن السمات السلوكية تنتقل إلى الأجيال الأخرى عند البشر بشكل أكبر من الأصناف الأخرى، فإن هذا يؤدي إلى تباين أكبر في السمات الشخصية.
أفترض أن هذا يجعل البشر أكثر عرضة من الأصناف الأخرى من الحيوانات للأمراض النفسية. لماذا؟ لأنه عندما يزيد مدى التباين في السمات (مما يمكن تمثيله بمنحنى الجرس الإحصائي). الأفراد الموجودون في هذه الأطراف المتطرفة هم الأكثر عرضة للإصابة بحالات نفسية غير متكيفة مع البيئة المحيطة. بمعنى آخر، الحالات التي تواجه صعوبة في التكيف ستزداد بسبب كون التوزيع الإحصائي للسمات الشخصية أعرض عند الإنسان مقارنة بالحيوانات الأخرى التي لديها نظام تباين مختلف.
هذا الافتراض يشكل جوهر النظرية التي أحاول إثباتها، وهو مهم جداً لفهم سؤال جوهري: هل البشر معرضون للأمراض النفسية أكثر من غيرهم؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا؟ هذه النظرية تقدم إطاراً للإجابة على هذا السؤال، أو على الأقل تقدم جزءاً من الجواب.
من الواضح أن هناك العديد من الأمراض العقلية والنفسية، مثل الفصام أو التوحد أو اضطرابات الطعام أو اضطرابات الشخصية أو الإدمان، التي لا نجد ما يعادلها بوضوح في الحيوانات الأخرى. حتى القلق والاكتئاب، رغم وجود سلوكيات قد تشبههما عند الحيوانات، فإنه من المشكوك فيه أن تكون متماثلة تماماً مع ما يعانيه البشر. فالسؤال “لماذا؟” يبقى قائماً، وهذه النظرية تقدم مدخلاً لدراسة هذه المعضلة المتعلقة بالطبيعة البشرية الفريدة.
عمر: دكتور، قد يتساءل البعض عن إمكانية دراسة هذه الفرضيات من خلال مقارنة المجتمعات ذات التباين التكاثري المرتفع والمنخفض. على سبيل المثال، مقارنة قبائل صغيرة لا تمارس تعدد الزوجات مع مدن أوروبية كبيرة. فهل توصلتم أو حاولتم البحث في هذا الاتجاه؟
د. رياض: مقارنة مجتمعات بشرية صغيرة بمجتمعات كبيرة الحجم موضوع شاق. المجتمعات الصغيرة لا توفر عينة كافية لرصد حالات الأمراض النفسية النادرة، مثل الفصام الذي تبلغ نسبته حوالي 1% أو أقل. وهكذا الحال مع حالات الانتحار – فمثلاً في بريطانيا تحدث 10 حالات انتحار لكل 100,000 شخص سنوياً، وفي العراق 2-3 حالة انتحار لكل 100,000 نسمة – دراسة مجتمعات صغيرة بعدد 200-500 أو حتى 1000 شخص لا يمكن أن تعطي نتائج ذات دلالة إحصائية في حالات نادرة كهذه.
مع ذلك، من الممكن نظرياً دراسة الفروق في السمات الشخصية في مجتمعات ذات تعدد زوجات عالٍ مقارنة بمجتمعات ذات علاقات أحادية (حيث أكثر من 80% من العلاقات أحادية). نظريتي تتوقع أن المجتمعات ذات نسبة عالية من تعدد الزوجات ونسبة عالية من الرجال الذين لا ينجبون – لأنه إذا احتكر رجل واحد عدداً كبيراً من النساء، فسيكون هناك رجال بدون زواج – سيكون لديها تباين تكاثري مرتفع، وبالتالي تباين أقل في السمات الشخصية والسيكولوجية.
لكن هذا يتطلب أن يكون نظام تعدد الزوجات مستمراً لأجيال عديدة وليس لجيل أو جيلين فقط، حتى يكون له تأثير على “المجمع الجيني” (Gene Pool). من الناحية النظرية ممكن إجراء دراسة كهذه إذا وُجد مجتمع كهذا، لكنه صعب عملياً. ربما في المستقبل، مع تقدمنا في فهم الجينات وربطها بالسمات السلوكية، يمكن اختبار هذه الفرضيات.
الاختلاف الشكلي بين الجنسين
عمر: سؤال آخر: من خلال الدراسة، هل صحيح أن التشابه الشكلي بين الرجل والمرأة عند البشر أكبر منه في الكائنات الأخرى؟ وهل البشر هم الأكثر تشابهاً من هذه الناحية؟ وما هي ميزات هذا التشابه؟
د. رياض: نعم، هذا صحيح. هناك مفهوم تقني يسمى “الاختلاف الشكلي بين الجنسين” (Sexual Dimorphism). عند مقارنة البشر مع القردة العليا الأقرب لنا، نجد أن الاختلاف في الحجم والهيكل بين الذكر والأنثى عند البشر أقل وضوحاً.
يُقاس “الاختلاف الشكلي بين الجنسين” (Sexual Dimorphism) عادة بمقارنة متوسط وزن وقامة الذكور بمتوسط وزن وقامة الإناث. إذا فحصنا ذكر الغوريلا المهيمن (Silverback)، نجد أن حجمه ووزنه وطوله تبلغ اكثر من ضعف حجم الأنثى، لدرجة أن المرء قد يظن أنهم ينتمون إلى فصائل مختلفة من الحيوانات. عند الشمبانزي، الفرق أقل، حيث يبلغ حجم الذكر حوالي مرة ونصف حجم الأنثى. أما عند حيوان البونوبو، فإن الفرق طفيف جداً ويكاد يكون معدوماً.
أما عند البشر، فإن الفرق في الطول يتراوح بين 8% إلى 10%، والفرق في الوزن حوالي 1512-%. معظم هذا الاختلاف يعود إلى كتلة العضلات الأعلى عند الرجل مقارنةً بنسبة الأنسجة الدهنية الأعلى عند المرأة. هذه الاختلافات تعتبر واضحة، لكنها أقل حدة مقارنة بالأنواع الأخرى. من المثير للاهتمام أن البونوبو، وهو نوع من الشمبانزي، يتمتع بمساواة كبيرة بين الجنسين، بل وإن الإناث هي التي تهيمن فيها ولكن دون قسوة، على عكس الشمبانزي حيث الذكر هو المهيمن و بشكل قاسٍ وعنيف.
مع ذلك، فإن الفروق السلوكية بين الذكر والأنثى في جميع المجتمعات البشرية واضحة، وهي تنبع غالباً من الخصائص البيولوجية للثدييات، مثل الحمل والولادة والرضاعة. هذه الاختلافات البيولوجية لها تبعات سلوكية مهمة، وتؤثر أيضاً على نمط الإصابة بالأمراض النفسية. على سبيل المثال، الرجال يرتكبون حوالي 9080-% من الجرائم في جميع المجتمعات، وتصل هذه النسبة إلى 95% وأكثر في جرائم القتل الخطيرة، حيث يكون الضحايا غالباً من الرجال أيضاً. ندرة الجرائم التي ترتكبها النساء تعود أيضاً إلى تلك الفروق السيكولوجية بين الجنسين.
عمر: أذكر مثالاً على الغربان، وهي كائنات ذكية مقارنة بغيرها من الطيور، يقال إنه لا يمكن التمييز بين الذكر والأنثى إلا إذا أصبح الذكر مهيمناً. ليس لدي أسئلة أخرى إلا سؤال ختامي: ماذا ستقدم هذه النظرية للبحث في علم النفس التطوري والطب التطوري بشكل عام؟ وما الفرق بينها وبين النظرة السائدة للجنس في علم النفس التطوري، إذ أن هذا المنظور يبدو جديداً من خلال قراءاتي؟
د. رياض: أهمية هذه النظرية أنها تقدم مدخلاً للمهتمين بالفهم التطوري لسيكولوجية البشر واحتمالية تعرضهم للأمراض النفسية. إنها تقدم إطاراً لفهم الخاصية الفريدة فيما يخص التركيب السيكولوجي لكل شخص. فبدون فهم الخصائص الفريدة للبشر، لن نتمكن من تحقيق تقدم حقيقي في فهم سبب تعرضنا للأمراض النفسية بهذا الشكل، أو في فهم جذور الاختلافات الشاسعة في الشخصيات بين البشر، وما إذا كانت هذه الخاصية فريدة للإنسان أم لا.
نظريتي تشير إلى اتجاه وتساعد في الإجابة على أسئلة بالغة الأهمية تتعلق بفهم السيكولوجية البشرية، وفهم سبب كوننا معرضين للأمراض العقلية والنفسية بالشكل الذي نراه. وكأي نظرية علمية، هي تثير أسئلة أكثر مما تعطيه من إجابات في البداية. أنا مقتنع بأنها تستند إلى أدلة صلبة من دراسات رصينة، وقمت باستنتاجات من هذه الدراسات لم تكن موجودة من قبل. وهذه الاستنتاجات هي ستكون محل تقييم العلماء الآخرين، ليُظهروا إما أنها غير مفيدة أو أن لها فائدة وتتبعات مهمة.
عمر: جزيلاً شكراً لكم دكتور، ونأمل أن نرى آلاف الاقتباسات للورقة البحثية المهمة هذه، وأن نكون قد ساهمنا في نشرها أيضاً باللغة العربية. شكراً لكم.
د. رياض: شكراً لك أستاذ عمر على جهودك، وأتمنى لـ “العلوم الحقيقية” دوام التوفيق والنجاح. شكراً لكم.
