ما هو طعام المستقبل
يبلغ عدد سكان العالم اليوم (7,439,599,222) نسمة كما يخبرنا العداد العالمي المباشر لعدد سكان العالم. حيث بلغت نسبة الولادات هذه السنة (82,390,242) نسمة وماتزال في تزايد، اما نسبة الوفيات فتبلغ (34,503,052) نسمة. تتصدر الصين والهند والولايات المتحدة الامريكية وأندونيسا والبرازيل وباكستان بلدان العالم من حيث عدد السكان.
تشير الاحصاءات والدراسات الى أننا نواجه تزايد كبير في عدد السكان، يشير العلماء الى أن عدد سكان العالم سيصل الى 11 بليون نسمة في نهاية القرن الحالي. حيث أن المزيد من البشر يعني الحاجة الى المزيد من الغذاء والماء والوقود، يعني المزيد من القمامة والمخلفات البشرية.
يتفق الخبراء بأن كوكب الأرض يمكن أن ينتج ما يكفي من الغذاء ل 11 بليون نسمة، ولكن هل سيكون بأمكاننا أنتاج هذا الطعام بشكل مستمر؟ وهل سيتحمل البشر هذا الغذاء؟ لنلقي نظرة عن الغذاء المقترح مستقبلاً .
الحشرات
يقول ارناولد فان هويس (Arnold van Huis) المختص في علم الحشرات ومؤلف كتاب ( Edible Insects ) الحشرات الصالحة للأكل: ” أنها غذاء ممتاز للنساء الحوامل والأطفال دون سن المدرسة وخصوصا اولئك الذين يسكنون في المناطق المدارية أو الذين يعانون من مرض فقر الدم أو نقص الزنك”.
لكن المشكلة هي كيف سيعتاد الناس على تناول الحشرات كطعام، أكد تقرير منظمة الأغذية العالمية أنه يمكن أن يعتاد الناس على تناول الحشرات كطعام وذلك بدمجها مع الأطعمة التقليدية وخير مثال على ذلك هو مشروع (WinFood) الذي سعى الى تحسين تغذية الأطفال وذلك من خلال أنتاج مواد غذائية مصنوعة جزئياً من الحشرات.
 
 
اللحم الإصطناعي
يقول برينت تايلور (Brent Taylor) مؤسس شركة بيوند مِيت (Beyond Meat) التي تنتج لحوم ذات أصل نباتي : ” أن تجنبنا أنتاج اللحوم عن طريق الحيوانات والبحث عن وسائل أخرى يؤدي الى طرق أنتاج اخرى للبروتين تساعد على تنمية وتطوير الأقتصاد النامي. حيث أن انتاج لحوم الحيوانات في البلدان النامية يتطلب الكثير من المال ومساحات من الأرض. علاوة على أن هناك البلدان تستورد اللحوم كبعض مناطق جنوب صحراء أفريقيا، حيث أن أنتاج اللحوم والبروتينات من النباتات يوفر الأكتفاء الذاتي لذلك”.
يقول تايلور تستطيع المنظمات غير الحكومية الأستفادة من التكنولوجيا من خلال التعاون مع القطاع الخاص. في عام 2013، أستطاع العلماء من صنع برغر في المختبر بتكلفة ($250,000) اي مايعادل (£148,520). أن كانت اللحوم الإصطناعية هي غذاء الشعوب النامية، فأن المنظمات غير الحكومية ستقوم بشراءه من المنتجين وهذا هو السيناريو المتوقع.
على سبيل المثال، تبيع شركة بيوند ميت الدجاج بسعر (5.29 $) وهي تعتبر أرخص الحيوانات المنتجة وذلك لأن الدواجن هي الأقل كفاءة لتحويل البروتين النباتي الى البروتين الحيواني. وفيما لو أنخفض السعر كلما تطورت التكنولوجيا، فأن المنظمات غير الحكومية ستشتري بكميات أكثر وهذا من شأنه أن يحسن من جهودها لتوفير العناصر الغذائية المطلوبة.
ويقول راشيل كير (Rachel Kerr) عامل الإغاثة الذي يعمل على برامج التغذية في شرق أفريقيا: ” لايستهلك الكثير من النساء والأطفال اللحوم وهم بذلك يفقدون الكثير من البروتينات المهمة والأملاح. يمكن أن تحل اللحوم الاصطناعية قضايا كثيرة، ربما سيتردد الناس لتناولها وهو بدوره سوف يعتمد على الطريقة التي سيعرض بها عليهم. أن ما يقلقني كيف سيتم التعويض عن كمية البروتين الموجودة في اللحم الحيواني وان تم أستبدالها هل سيكون ذلك مستساغاً”.
الأعشاب البحرية
يقول الدكتور كريغ روز (Craig Rose) المختص في علم الأحياء البحرية ومؤسس مؤسسة صحة الأعشاب البحرية (Seaweed Health Foundation): “تعد الأعشاب البحريه مصدر غذاء مستدام حيث لاتحتاج الماء العذب أو أرض خصبة لزراعتها او أسمدة زراعيه حتى تنمو، وهي ليست حساسة للتربة السيئة. كذلك أن الأعشاب البحرية مغذية جدا لكونها تحتوي على العديد من الأملاح والعناصر المهمة ومجموعة من الفيتامينات والبروتينات”.
 يعتقد روز بأن هناك فرصه للبلدان الناميه أن تتطور، وذلك من خلال الأعتماد على زراعة الأعشاب البحرية. تستفيد المجتمعات الساحليه في آسيا وأفريقيا من زراعة الأعشاب البحرية منذ سنوات عديدة ولكن في صراع من أجل العيش. تشجع بعض المنظمات من زراعة الأعشاب البحرية كمنظمة كوست تراش (Coast Trust) في بنغلادش وذلك من خلال تدريب السكان المحليين ليصبحوا مزارعين.
أفادت منظمة الأغذيه والزراعة (FAO)، بأن زيادة عدد الأشخاص الذين يتناولون الأعشاب البحرية يتطلب زيادة في أنتاجه لكي يصبح متاح أكثر لهم. وهناك حاجة ماسة لتنبيه المجتمعات التي لاتدرك أهمية القيمة الغذائية للأعشاب البحريه ونفي أي أفتراضات ّتدعي كون الأعشاب البحريه هي قوت الناس الفقراء.
 
الأغذية المطبوعة ثلاثياً
ربما أعتدنا على وجود بعض الأجهزة الكهربائية أو غيرها في المطابخ، لكن سيكون علينا مستقبلاً  أفساح مجال أكبر لآلة تطبع الطعام ثلاثياً. سوف تحدث هذه الطابعة ثورة في طريقة تحضير الطعام وهي مشروع تصميم لطلاب طوره فريق من جامعتي ناشينوال في إيرالندا (National University of Ireland Galway) وجامعة كونسيرن وردوايد (Concern Worldwide) لمساعدة بعض الفلاحين في تحسين الزراعة وأنتاج الطعام المحلي. في مكان اخر، بالتحديد في هولندا يبحث مجموعة من العلماء عن مواد أساسية كالطحالب والحشرات لأستخدامها في صنع طعام جديد وتراكيب غذائيه جيدة.

نموذج من الطعام المطبوع ثلاثياً

 

لن تستبدل طابعات الطعام هذه طرق الطبخ التقليدي، وهي لن توفر جميع أحتياجاتنا الغذائية ولكنها سوف تصنع لنا أطعمة صحية حسب الطلب. وبإمكانها أيضا تحويل الوصفات الرقمية عن طريق برامج الى وجبات صحية بأستخدام مكونات جافة أو سائلة أو حتى هلامية تسد أستهلاكنا الغذائي اليومي.
يثق الباحثون من أن استخدام تكنولوجيا الغذاء ثلاثي الأبعاد يمكن أن يساعد في تطوير البلدان بفاعلية أكبر.  اذ كان من الممكن طباعة المواد الغذائية بسرعة، فأن ذلك سيكون له تأثير حقيقي على معالجة سوء التغذية في مخيمات اللاجئين حيث لا يتم تلبية كميات الغذاء الكافية.
المصادر :
ترجمة : نورس حسن