حالما تقترب قليلاً من علم الأعصاب كهاوي ومطلع لابد أن تمر باسم العالم الهندي فيلايانور سوبرامانيان راماتشاندران (Vilayanur Subramanian Ramachandran) الملقب بـ في أس راماتشاندران (VS Ramachandran) وصندوقه السحري الذي نقصد به ما يُعرف بصندوق المرايا (Mirror box) وفكرة العلاج بالمرأة المطبقة حالياً للمبتورة أطرافهم ويعانون مما يعرف بالطرف الشبح (اقرأ في العلوم الحقيقية عن الطرف الشبح إعداد حلا الرفاعي).
ولد راماتشاندران في ولاية تاميل نادو في الهند عام 1951 لأم درست الرياضيات وأب مهندس عمل في التنمية الصناعية وعمل كدبلوماسي. ودرس في كلية ستانلي الطبية في مدينة مدراس عاصمة ولاية تاميل نادو في الهند. منذ ذلك الحين كتب راماتشاندران بحثه الأول الذي نشر في مجلة نيتشر عام 1972 حينما كان طالباً للطب[1]. بعدها درس الدكتوراه بكلية ترينيتي جامعة كامبرج في المملكة المتحدة عام 1978. ثم انتقل الى معهد كاليفورنيا للتكنلوجيا ثم الى جامعة كاليفورنيا حيث ترقى من أستاذ مساعد الى بروفيسور في العام 1998 بقسم علم النفس.
عرف راماتشاندران بنظرته الغريبة تجاه تقنيات التصوير الدماغي ولجوءه الى أدوات بسيطة كالمرايا والنواظير وصرح لمجلة فرونتلاين في العام 2006 بأن أدوات التصوير الدماغي الحديثة أحياناً ما تعطي شعوراً زائفاً بأننا نفهم ما يجري، لذا فإن بعدم حيازتها يمكن أن نعتمد أحياناً على البديهية بشكل أكبر في اجراء التجارب البسيطة بينما قد نكون أقل إبداعاً حينما نعتمد على التكنلوجيا المعقدة.
اشتهر بكتابه أشباح في الدماغ (1998) (Phantoms in the brain) الذي شرح فيه نظريته حول الأطراف الشبح. تتلخص فكرة الطرف الشبح بأن آلاماً تحدث في الأطراف المبتورة نتيجة ردود فعل عصبية توهم بأن الطرف ما زال موجوداً. وقد عالج راماتشاندران هذه الحالة لدى الكثير من المرضى بتقنية صندوق المرايا الذي يتلخص بوضع مرآة في منتصف الجسم والنظر الى الطرف السليم ثم القيام بحركات معينة بحيث يرى المريض في المرآة وكأنه يمتلك الطرف المبتور، بشكل مذهل ويصعب تفسيره تنجح هذه التقنية في علاج آلام الطرف الشبح لدى كثير من المرضى!
يرى راماتشاندران أن آلام الطرف الشبح تظهر عندما تتداخل إشارات الطرف المبتور مع إشارات أجزاء أخرى من الجسم وأن وهم صندوق المرايا يكون تضارباً في المعلومات القادمة من التحسس والمعلومات القادمة من الإبصار مما يحل المشكلة التي تحدث بسبب التحسس. ورغم نجاحه في علاج الكثيرين غير أن تفسيره للأمر كان عرضة للشك من قبل كثيرين في ظل مبدأ اللدونة العصبية (Neuroplasticity)، الذي ينص على أن الخلايا العصبية والدماغ ليسا أجزاءاً جامدة أو ثابتة. أي أن شرح راماتشاندران الذي يستند إلى نجاح علاجه تتخلله بعض الفجوات في نظر بعض علماء الأعصاب. [2]
في كتابه المعروف الآخر الدماغ الواشي (2010) (The tell-tale brain) ناقش الأطراف الشبح وطرح آراءه وأبحاثه حول وهم كابغراس وحول الخلايا المرآتية التي تعرضت آراءه فيها الى النقد العلمي وأيضاً حول رأيه مع باحثين آخرين حول الصلة بين التوحد والخلايا المرآتية.
كان راماتشاندران أول من قدم تنظيراً حول الحس المرافق والذي يتمثل بظاهرة يحدث فيها تفعيل متقاطع بين أجزاء مختلفة في الدماغ مما يؤدي الى ترافق في الشعور تجاه شكل ولون مثلاً. وقد درس راماتشاندران الحس المرافق مع أحد طلبته بواسطة الرنين المغناطيسي الوظيفي.
راماتشاندران متزوج من زميلته العالمة في مجاله ديان روجرز راماتشاندران (Diane Rogers-Ramachandran) التي ساهمت في كتابة العديد من الكتب معه. وله منها ابنان.