متابعة / سيف البصري
عندما تترك الغُرفة أحياناً، تنسى ما أردت القيام به… هذا الشيء يحدث تقريباً لكل شخص. لكن وحسب آخر ماتوصل له العُلماء، فإن هذا ليس دليلا على الخرف. بل إستراتيجية مكتشفة حديثاً من الدماغ المسؤول عن هذه الظاهرة. الدماغ يربط غالباً الفكرة مع الغرفة التي ولِدت فيها. لذلك، فإنه من الصعب أحيانا أن نتذكر شيئاً ما قمنا به في غرفة أخرى. والسبب: إن الدماغ يجمع بين حُزم الذاكرة – ولكن ليس بالضرورة وفقا للمحتوى. ولذلك فلبُنية الذاكرة تكون الظروف المكانية بالغة الأهمية في كثير من الأحيان. ” تأثيرالتحديث المكاني” Spatial updating effect
وطلب الباحثون في جامعة نوتردام في ولاية إنديانا من الولايات المتحدة لثلاث تجارب، لكل تجربة حوالي 60 شخصاً، من المُشاركين في التجربة خوض تمارين الذاكرة. من بينها، طُلِبَ منهم تخزين أشياء مُعيّنة في صناديق مختلفة، وتذّكّر مكانها في وقت لاحق – هناك بعض المواد في غرفة واحدة، والبعض الآخر في الغرفة المجاورة. وأظهر الاختبار: الأبواب يمكن أن تكون قاتلة للذاكرة. من بين المشاركين الذين كان عليهم أن يمرّوا من خلال الباب، كانت ذاكرتهم تتلاشى بسرعة اكبر من الذين بقوا في نفس الغرفة. الباحثون سمّوا هذه الظاهرة “تأثيرالتحديث المكاني” Spatial updating effect ولا حتى العودة للغُرفة نفسها تُساعِد الذاكرة بشكل يُذكر تأثيره، وقد أظهرت التجارب أن الدماغ يُغيّر ترتيب الأفكار المُتعلِّقة بالغُرفة على عتبة عبور الشخص للباب التي تقود خارج الغُرفة. رُغم أن الدماغ يقوم بأرشفة هذه المعلومات، لكن إسترجاعها من جديد ليس سهلاً