تطور براعة يد الإنسان تستكشف في دراسة عن الشمبانزيالشمبانزي يستعمل براعته اليدوية في تقييم واختيار ثمار التين، المصدر الحيوي عندما تكون هنالك شحة في طعامه المفضل، طبقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة انترفيس فوكس Interface Focus. ان هذا السلوك يشبه سلوك الانسان عند شرائه الفاكهة، كما اظهرت الدراسة فوائد الاصابع عند القيام بالبحث عن الطعام ودقة الامساك اليدوي، او فعل القبض على الأشياء المحمولة بدقة. تلك النتائج سلطت الضوء على الأصول البيئية للايادي مع السيطرة الحركية الدقيقة، السمة التي مكنت أسلافنا من صناعة واستعمال الأدوات الحجرية.

“ان البراعة الفائقة لِيَد الانسان غير موجود منها عند باقي الثدييات، الحقيقة انها ترتبط عادة بالاستعمال المبكر للأدوات”، نيثنيل دوميني استاذ في علم تطور الانسان وأستاذ مساعد في العلوم البيولوجية في دارتموث يقول ” المشكلة اننا نعرف القليل عن دور الضغوط الانتقائية التي ساهمت في تقدم المهارات اليدوية للشمبانزي والقرود الاخرى. تلك المهارات مثلت الأساس المعرفي لأصل الايادي الغير عادية التي نمتلكها اليوم، الميزة التي صنعت كل هذا الاختلاف”

في تلك الدراسة، راقب دوميني وزملائه سلوك البحث عن الطعام للشمبانزي، قرود كولوبس البيضاء والسوداء، كولوبس الحمراء وقرود حمراء الذيل في متنزه كيبال الوطني في أوغندا. تلك القرود تعتمد في أكلها على التين، مع ان ثمار التين تلك تكون ناضجة ضمن مدى متنوع من الألوان، فان الكثير منها يبقى اخضر اللون خلال فترة النمو وكل مرحلة من مراحل النمو تكون متمثلة على الشجرة، مما يصعب امر تمييز الثمار الناضجة من غير الناضجة بالاعتماد على اللون فقط. ولتحديد اذا ما كانت الثمار الخضراء قابلة للاكل او لا، يتسلق الشمبانزي الأشجار ويقوم بسلسلة تقييم حسي- ينظرالى لون الثمرة، يشم الثمرة، الجس اليدوي او لمس كل الثمرات (مستعملاً راحة الإبهام وجانب إصبع السبابة) لتقييم مرونة الثمار او يقوم بِعض الثمرة لتحديد مدى صلابتها. قرود الكولوبس لا تمتلك ابهام لذا تستخدم أسنانها الأمامية لتقييم نضج ثمار التين.

قام الفريق باختبار الصفات الكيميائية والميكانيكية والطيفية، وقد تضمن ذلك عمل ثقب داخل الثمرة لتقييم مرونة الثمرة واستخلاص محتوى الثمرة وتقدير المحتوى الغذائي كالسكر داخل الثمرة. قام الباحثون بمراقبة الثمار التي لم يتم اختيارها، التي تم رفضها والتي تم أكلها من قبل القرود، وجمعوا عينات من الثمار التي: تم تجنبها؛ تم لمسها ورفضت؛ لمست، تم عضها ورفضت؛ والقابلة للاكل والتي كانت نسبتها اقل من ٥٠٪‏ من الفاكهة المتروكة. ايضاً يستعمل الشمبانزي حاسة الشم لتقييم ثمار التين؛ مع ذلك فان تلك الدراسة لم تكن معدة لالتقاط الغازات الطيارة. استناداً الى البيانات الحسية المتحصلة من تلك الدراسة، استنتج الفريق وجود قدرة تنبؤية تستند الى المعلومات الحسية يستخدمها الشمبانزي عند القيام بتقييم نضج ثمار التين.

تحسس ثمار التين لتقييم نضجها كان أسرع من قطع وعض الثمار بمقدار اربع مرات، وهذا يشير الى ان الشمبانزي ربما يمتلك ميزة أساسية عند بحثه عن الطعام تفوق ما لدى القرود والطيور، والتي تعتمد قدراتها على المعلومات البصرية والشفوية. قدمت الدراسة رؤيا جديدة عن الكيفية التي يزامن بها الشمبانزي عمل المعلومات البصرية مع الحركة الجسدية خلال عملية البحث عن الغذاء وبشكل أوسع سلطت الضوء على تطور حركة القوائم الأمامية.  

المصدر:

https://www.sciencedaily.com/releases/2016/04/160422075146.htm