الحس المرافق لمسة المرآة والشعور الفعلي بالآخرين . العقل وبشكل غريب من الممكن ان يكون انطباع على شكل قول “انا اعرف كيف تشعر”، هذا يحدث حرفياً عند الأشخاص شديدي التعاطف مع الآخرين وهم أشخاص يشعرون باللمس مثلاً عندما يشاهدون اخرين تم لمسهم.
هذه الحالة تعرف بأنها حس لمسة المرآة المرافق (mirror-touch synesthesia) (حالة يشعر فيه الفرد بنفس المشاعر التي يشعر بها شخص اخر بمجرد النظر اليه)، يرتبط هذا الشعور بنشاط الخلايا العصبية المرآتية (mirror neurons) هي خلايا اكتشفت حديثاً والتي لا تنشط وتشتعل فقط عندما تقوم بعض الحيوانات ببعض التصرفات مثل تسلق شجرة، وإنما تنشط أيضاً عند مشاهدة حيوان اخر يقوم بنفس الفعل. بالنسبة للحس المشترك (synesthesia) فان تلك الخلايا العصبية المرآتية تكون في حالة نشاط مفرط.
“نحن عادة نفزع عند مشاهدة احدهم يضرب ذراعه، وقد تكون تلك النوع البسيط من انواع الحس المرافق (synesthesia) “، جامي وورد أخصائي علم الاعصاب من جامعة كلية لندن.
اما الان فان الحس المرافق يمثل قابلية غير اعتيادية للتعاطف مع الآخرين. ويمكن لأبحاث مستقبلية عن تلك الحالة ان تسلط الضوء على جذور التعاطف، والتي ممكن ان تساعد في فهم أفضل للتوحد، انفصام الشخصية، الأمراض العقلية واضطرابات اخرى ترتبط مع التعاطف.
خبرات ممزوجة
في الوضع الطبيعي يكون الشعور بالأحاسيس بشكل منفصل لكن في الحس المرافق (synesthesia) يتم المزج بين تلك الأحاسيس. وفي اكثر انواع تلك الحالة شيوعاً هو ما يعرف الحس المرافق لألوان الحروف (color-grapheme synesthesia) وفيها يختبر الشخص الشعور بألوان معينة عن الاستماع او قراءة الكلمات. اخرون يمتازون بقدرة تذوق الكلمات.
في حالة حس لمسة المرآة المرافق (mirror-touch synesthesia) فعندما يلمس احدهم فان الشخص الذي يعاني من تلك الحالة يشعر كأنه تم لمسه هو أيضاً. سارة جين بلاكمور (Sarah-Jayne Blakemore) عالمة الاعصاب من جامعة كلية لندن (University College London ) اكتشفت تلك الخلايا العصبية المرآتية بضربة حظ عام ٢٠٠٣.
“كنت اتحدث وأشرت في حديثي لتلك الحالة، وكان هنالك تواتر للتقارير عن بعض الأشخاص الذين يشعرون باللمس عند المشاهدة لآخر يلمس، وكانت هنالك امرأة مع الجمهور سئلت، أليس كل الناس كذلك؟ أليس ذلك بالأمر الطبيعي؟” الكلام لبلاكمور.
حتى تلك المرحلة، فان تلك المرأة (٣٩سنة) لم تدرك بان حس لمسة المرآة المرافق (mirror-touch synesthesia) الذي كان لديها هو حالة غير اعتيادية. “انه شي كانت تمتلكه دائما”، صرحت بذلك بلاكمور لـ LiveScience. أيضاً كان هنالك احد أقربائها من يعاني من نفس الامر، وهذا يفترض ان الامر يسري في العوائل.
عندما واجهت تلك المرأة شخص يتم لمسه في خده الأيسر، شعرت هي باللمس في خدها الأيمن. من ناحية اخرى، اذا وقفت الى جانب شخص يُلمس في جانبه الأيمن فإنها تشعر باللمس في جانبها الايمن.
الالم في أفلام الرعب
حاليا كشف مايكل بانسي (Michael Banissy) طالب الدكتوراه عن عشر حالات من حس لمسة المرآة المرافق (mirror-touch synesthesia) والتي تم اكتشافها بين طلاب جامعة كلية لندن، بالاضافة الى أشخاص اخرين يمتلكون انواع اخرى من الحس المشترك.
قام الباحثون باستبيان خاص بحس لمسة المرآة المرافق والذي صمم لقياس درجة التعاطف. على سبيل المثال، تم سؤال المشاركين للموافقة او عدم الموافقة على التصريح التالي “انا يمكن ان اتناغم مع مشاعر شخص اخر بشكل سريع وبديهي”.
طبقاً لهذا الاستبيان فان الأشخاص الذين يعانون حس لمسة المرآة المرافق (mirror-touch synesthesia) سجلوا أرقاماً اعلى مقارنة مع اخرون لا يعانون من تلك الحالة، تم ذكر النتائج تفصيلياً في شهر تموز عام ٢٠٠٧ في مجلة نيتشر للعلوم العصبية (Nature Neuroscience).
في احد انواع حس لمسة المرآة المرافق mirror-touch synesthesia ، ذكرت أليس ” لم افهم حتى الان كيف يستطيع الناس الاستمتاع بمشاهدة أفلام السفاحين ومتعطشي الدماء، او الضحك على سوء الحظ الذي يسبب الالم للآخرين بينما أنا أعاني من نفس شعور الشخص المتألم”. اخرى، ذكرت جين بأنها “تمتلك حسا مشتركاً فذلك امر ايجابي لانه يجعلها اكثر مراعاة لمشاعر الآخرين”.
النشاط المفرط لتلك المرايا
صرح بانسي لـ LiveScience “عند مشاهدتنا لشخص اخر يُلمس، فإن مناطق في دماغنا تنشط تكون مشابهة لتلك التي تنشط عندما يقوم شخص بلمسنا نحن مادياً”. في حالة حس لمسة المرآة المرافق mirror-touch synesthesia فان نظام المرايا ينشط بشكل مفرط. ان نتاج هذا المستوى العالي من التعاطف الذي يظهر، يدعم مفهوم ان الناس تعلموا التعاطف مع الآخرين عن طريق وضع انفسهم مكان الآخرين.
“انه استثنائي ان تفكر بان بعض الناس يعانون اللمس لأبدانهم بمجرد ان يشاهدون شخص اخر يتعرض للضرب او اللكم. لكن، تلك ممكن ان تكون مبالغة في آلية الدماغ والتي نعاني منها جميعاً الى درجة معينة،” الكلام لوورد.
أخصائي في علم الاعصاب ماركو ياكوبوني من UCLA، يُبين فهم أفضل لنظام المرايا هذا والتي قد يساعد في علاج التوحد” والذي يعرف بانه عدم القدرة على فهم الحالات العاطفية للآخرين”. بلاكمور اضافت كتلك الأبحاث التي قد تساعد في علاج المرضى النفسيين، “في حالات التعاطف الخاطئة ويكون تعاطف الناس مع الآخرين بطريقة غير طبيعية”.
وعلى المستوى الأساسي، فان ڤيتوريو گاليس أخصائي علم الاعصاب الإدراكية من جامعة بارما، اقترح ان هذا النظام ربما يكون ذو صلة مع القابلية على استضافة مفهوم تجريدي للمس، مثل بناءا على مشاهدة الأجسام تلمس بعضها البعض”.
http://www.livescience.com/1628-study-people-literally-feel-pain.html