إن قدرة الخلايا السرطانية على الحركة هي ما تجعل السرطان قاتلاً. وقدرة الأطباء على احتواء السرطان وحماية الأجهزة الحيوية في الجسم من التأثر يجعل السرطان أقل فتكاً.

وهكذا فإذا استطاع الاطباء تحديد الخلايا السرطانية إيقاف مساراتها حرفيا، فإنه سيقطع شوطا كبيرا في العلاج.

وقال الدكتور ريان بيتري (Ryan Petrie) أستاذ مساعد في كلية دريكسل للفنون والعلوم، أن “العلاج هو منع الحركة الغير طبيعي لخلايا الورم النقيلي (metastatic tumor cells) يستخدم في العلاجات الكيميائية لزيادة فرص نجاة المريض”.

فقد قاد بيتري محاولات بحثية كانت قادرة على تحديد بعض الخلايا السرطانية (الليفية) غير القادرة على أداء نوع معين من التحركات، منها الحركة في المناطق الضيقة والحركة في البيئة ثلاثية الأبعاد.
حيث أن نوى الخلايا كبيرة وجامدة ومن الصعب أن تحشر في الهياكل ثلاثية الأبعاد. فعند مواجهة مثل هذه البيئة (أو المصفوفة كما تسمى على المستوى الخلوي)، يمكن للخلايا الطبيعية أن تتحول إلى شكل من أشكال الحركة مثل توليد فرق في الضغط الداخلي للخلية على طريق تحريك نواتها، مثل المكبس في المحرك.
ولكن أبحاث بيتري وجدت أن الخلايا الليفية لا يمكن أن تقوم بحركة المكبس، بل تقوم بحشر نفسها عند وجود بعض الإنزيمات البروتينية النشطة. وبالتالي فإن هذه الخلايا السرطانية تسبب الضرر للمصفوفة عند المرور من خلالها، بينما تستخدم الخلايا العادية المحركات الجزيئية قوية عن المرور وتترك المصفوفة سليمة.

وقال بيتري “أن حركة الخلايا السرطانية تعتبر هي السمة القاتلة في الأورام النقيلي (metastatic tumors)، حيث تبدأ الخلايا الخبيثة بالتحرك بشكل غير طبيعي وتنتشر خلال الجسم لتشكل أورام ثانوية. وللفهم الكامل للآليات التي تحرك الخلية الطبيعية والخلية المرضية، يجب علينا أن ندرس حركة الخلايا في البيئات ثلاثية الأبعاد، مثل تلك التي توجد في أنسجتنا”. فالبحث له أهداف أبعد من قتل الخلايا السرطانية.

وأوضح بيتري “يمكن تعزيز حركة الخلايا الليفية في أنسجة ثلاثية الأبعاد محددة مثل الأدمة (الجلد) والغضروف يساعد على التئام الجروح التي يصعب علاجها”، وأضاف “ولفهم الأساس الدافع لحركة هذين النوعين من الخلايا سيكون من الضروري وضع استراتيجية علاجية عقلانية في المستقبل”.

تحديد الأساليب المختلفة في التنقل بين الخلايا الطبيعية والسرطانية مهم، ولكنه يحتاج إلى المزيد من الأبحاث التي يتعين القيام بها لمعرفة بالتحديد أين يكمن الفرق.

وقال بيتري “ستكون الخطوة التالية هي فك مسارات الإشارات بين الخلايا التي تملي سلوك الخلية، لكي نفهم بالتحديد لماذا الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية تتحرك بشكل مختلف في نفس البيئة ثلاثية الأبعاد. فنحن نعتقد أن إشارات هذه المسارات توفر أدوية أفضل تهدف إلى تعزيز أو تقليل حركة أي خلية في المستقبل”.

المصدر:

Drexel University. “The way you move: Tumor cells move differently than normal ones.” ScienceDaily. ScienceDaily, 20 December 2016.