تتعدد الأسباب التي تؤدي الى حدوث حالة التثدي لدى الرجال وهو تضخم حجم الثدي وهذا على غير العادة وضمن حالة غير طبيعية، فهل هناك من غذاء يساعد في إزالة أو تخفيف هذه الحالة؟ 

يجري ترويج وجود أغذية “مضادة للأستروجين” حيث يُزعم أن هناك أنواع من الأطعمة تؤدي إلى خفض مستوى الأستروجين في أجسام الذكور وبذلك يزول التثدي لدى الرجل، وهذا زعمٌ خاطئ لا يستقيم، فالأستروجين – وهو هرمون الأنوثة- موجود بنسب معينة في جسم الذكر، ولا يتقابل الأستروجين مع التستوستيرون أو يتعارضان بالنسب، أي؛ لا يقل نسبة أحدهما أو يزيد على حساب الهرمون الآخر، ومن وجه آخر فإن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التثدي لدى الرجال غير ارتفاع نسبة الأستروجين.

ومن أعراض ارتفاع الأستروجين هي: 

  • التثدي. 
  • صعوبة الانتصاب. 
  • العقم. 

طبيعياً؛ يحتوي جسم الذكر البالغ على نسبة قليلة من هرمون الأنوثة- الأستروجين- ومن الضروري الحفاظ على التوازن بين هرموني الذكورة والأنوثة، فانخفاض التستوستيرون يؤدي إلى مشاكل صحية جمّة من بينها التثدي لدى الرجال.

ولو افترضنا أن السبب الوحيد للتثدي هو ارتفاع الأستروجين فهل يستطيع أي ‏رجل أن يُخفض مستوى الأستروجين؟ 

تُروج العديد من مواقع الإنترنيت ادعاءات يتناقلها مروجي الطب البديل عن إمكانية خفض مستوى الأستروجين بتناول أطعمة معينة، لا توجد دراسات كثيرة حول هذه الادعاءات؛ وهناك بعض الدراسات تقترح بأن بعض الأغذية ربما تؤثر في ارتفاع أو انخفاض مستوى الأستروجين، ألا أن هذا لا يدل على قدرة بعض الأغذية على معالجة هذه الحالة المرضية، حيث تختلف معالجة الغذاء من جسم لآخر، والأفضل استشارة الطبيب المعالج قبل البدء بتناول هذه الأغذية او الامتناع عن بعضها فالصلة بينها وبين التثدي قد لا تكون مباشرة. 

هل هناك أغذية معينة تخفض ‏الأستروجين؟ ‏

تنبع هذه المقترحات من دراسات رديئة النوعية أو إنها كانت تدرس تأثير هذه الأغذية في الحيوانات لا البشر؛ أدناه الأغذية التي من المفترض أن تُخفّض الأستروجين: 

  • منتجات الصويا

تتفرد منتجات الصويا بإحتوائها الغزير من مركبات تُدعى؛ الفيتوستروجينات  (Phytoestrogenes)، وهي مشابهة في التركيب البنائي للاستروجينات، تُشير بعض الدراسات إلى أن هذه المركبات تؤدي إلى رفع مستوى الأستروجين في الجسم، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنها تُخفض الأستروجين؛ بالرغم من هذا التناقض، فإن كلا الإدعائين صحيح! 

حيث تحتوي الصويا على الايزوفلافونات (Isoflavones) وهو نوع من الفيتوستروجينات، حيث يعمل الايزوفلافين كمعدل انتقائي لمستقبلات الأستروجين، بمعنى؛ أن تأثيره يتنوع حيث يمكن أن يرفع من مستوى الأستروجين أو يخفض منه، أو قد يسلك سلوك حيادي عند ارتباطه بمستقبلات الأستروجين، وبسبب هذا التنوع في التأثير يصعُب تحديد فائدته الصحية لأن استعماله ينتج عدة استنتاجات متناقضة.

  • الخضراوات الصليبية:

يحتوي هذا النوع من الخضروات على مركب كيميائي اندول-3-كاربانيول (Indole-3-Carbaniol)، وهذا المركب ربما يحتوي على تأثير مضاد للإستروجين؛ مما يعني أنه ممكن أن يسبب بخفض مستوى الأستروجين في جسم الذكور. 

ولكن لا توجد دراسة تثبت أن تناول هذه الخضراوات تؤدي إلى خفض مستوى الأستروجين؛ تشمل هذه الخضراوات كل من:- 

  • القرنابيط
  • الملفوف الصيني
  • البروكلي 
  • كرنب بروكسل
  • بعض أنواع الفِطر:

يحتوي المشروم المحاري على مواد قد تحجب تأثير انزيم الاروماتيز (Aromatase)؛ وهو إنزيم يحوّل التستستيرون إلى استروجين؛ لذلك من المُحتمل أن يُخفض تناول هذا النوع من الفطر مستوى الأستروجين في جسم الذكور . 

كذلك تحتوي بعض أنواع الفِطر الطبي على الهسبولون (Hispolon)، والذي ربما يحجب تأثير إنزيم الاروماتيز، لكن أثبتت دراسات أخرى أنه يرفع من مستوى الاسترادايول (الأستروجين الموجود في الجسم البشري)، لذلك من الأفضل إجراء بحوث مستفيضة عن علاقة الفِطر بالأستروجين. 

  • الكركم:

يحتوي الكركم على مركب كيميائي يسمى الكركمين. 

في عام 2013 أجريت دراسة توضح احتمالية أن يقوم الكركمين بخفض مستوى الأستروجين، ولكن الدراسة أجريت مختبرياً وعلى المستوى الخلوي، حيث من غير الواضح فيما إذا كان لهذه المادة نفس التأثير لدى البشر. 

وفي عام 2014 أشارت دراسة إلى أن الكركمين يرفع من مستوى التستوستيرون لدى الفئران؛ لذلك فإننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات حول تأثير الكركمين في هرمونات الأنوثة والذكورة. 

طرق أخرى لخفض مستوى الأستروجين:

  • تقترح دراسات بأن هناك طرق أخرى لخفض نسبة الأستروجين منها الطرق الطبيعية والتي تقترح اللجوء إلى التمارين الرياضية والتي أدت إلى خفض مستوى الأستروجين لدى النساء، بينما لم تثبت التمارين خفض الأستروجين لدى الرجال.
  • مواد كيمياوية مصنعة مثل الزينوستروجين (xenoestrogens) وهي مركبات تحاكي هرمون الأستروجين. ولكن أجريت دراسات على المستوى الخلوي أن استخدام هذه المواد يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالسرطان واضطرابات الغدد الصماء، لذلك فإننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات حول هذا الاستخدام على الجانب البشري.

على مَن يقلق مِن ارتفاع مستوى الأستروجين في جسمه أن يصحح نمط حياته، واتباع الأساليب الآتية:- 

  • تقليص كمية السعرات الحرارية.
  • الحصول على ساعات نوم اكثر.
  • القيام بتمارين رياضية بانتظام.

الإيجاز

يُعتبر الأستروجين من الهرمونات المهمة في جسم الذكر، لكن الزيادة منه تؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، بعض الأطعمة تؤثر في مستوى الأستروجين، ولكن لا نمتلك سوى قدر ضئيل من الأبحاث المتعلقة بشأن تأثير الأغذية المتنوعة على المستوى الهرموني.

لذلك يُنصح لمن لديه مخاوف حول التغيرات المرتبطة بالعمر أو الاختلال الهرموني، عليه أن يراجع طبيباً مختصاً يقوم بفحصه وإجراء التحاليل المختبرية اللازمة مع إعطاء العلاج اللازم وترتيب نظام غذائي مناسب لكل حالة. 

المصدر: 

Can some foods reduce estrogen in men? Medical News Daily