أشترك في القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية: 

 

القفز بالحبل وتأثيره على المزاج

بواسطة | أكتوبر 31, 2025 | الطب وبيولوجيا الانسان | 0 تعليقات

يتميّز القفز بالحبل بعدة خصائص مقارنة بأنواع أخرى من التمارين الهوائية وتمارين الكارديو. سواء بالحبل الطويل (بمشاركة آخرين) أو الفردي. من ميزاته أنه يمكن ممارسته في مساحة صغيرة، ما يجعله مناسبًا للمناطق الجافة والحارة حيث يتواجد الناس في مساحات مكيفة. كما يمكن ممارسته دون التعرض لنظرات الآخرين أو الحاجة إلى أماكن عامة مفتوحة وصعوبة التحرك في الشوارع المزدحمة أو حتى المخاطر الأمنية التي قد تطال من يفضلون ممارسة الركض في بعض الأماكن. ناهيك عن الصعوبات الإضافية التي تواجه النساء في بعض البلدان عند ممارسة الركض أو ركوب الدراجات. لكن الميزات الأساسية هي ما دعت بعض الباحثين من دول عديدة لاختبار أثره على المزاج والصحة النفسية.

3-ميثوكسي-4-هيدروكسي فينيل غلايكول المعروف اختصاراً (MHPG) هو ناتج استقلابي لتحلل النورإبينفرين وفي الدماغ. حين تزداد هذه المادة نستدل من ذلك على زيادة النورإبينفرين. قام باحثون يابانيون[1] بدراسة أثر القفز بالحبل الطويل (long-rope jumping) على زيادة هذه المادة عبر إجراء فحوص للعاب والبول فضلاً عن المادة الأخرى التي تنتج من استقلاب السيروتونين 5-hydroxyindoleacetic acid (5-HIAA).  وجد الباحثون زيادة هاتين المادتين في البول بعد إجراء التمرين. تشير النتائج إلى وجود علاقة بين ارتفاع MHPG وتحسن الانتباه أثناء قفز الحبل الطويل، مما يُقترح أن هذه الرياضة تُحفّز نشاط الجهاز النورإبينفريني المركزي وتساعد على الحفاظ على الانتباه.

يعمل النورإبينفرين في الدماغ على زيادة اليقظة والتنبيه، ويُعزّزُ التيقّظ وتكوين واسترجاع الذاكرة، ويُركّز الانتباه. نعلم أن النورابينفرين يزيد القلق ايضاً لكن نجد في الدراسة زيادة في السيروتونين ايضاً. لم ننته بعد فهناك المزيد من الدراسات. من الخطأ استخلاص استنتاجات عامة استنادًا إلى ناقل عصبي أو هرمون واحد فقط.

تحسين المهارات الادراكية وجدته دراسة أخرى أجريت على 26 طالباً في قفزوا لمدة ثلاثة دقائق من تمارين القفز بالحبل.[2] وفي دراسة أخرى استخدم الباحثون تقنية تخطيط الدماغ EEG بعد التمرين عبر نمط قفز متنوع لدراسة أي تأثيرات محتملة مرتبطة بحالات دماغ مقترنة مع وضع افضل للتعلم. وجد الباحثون أن ثلاثة دقائق من القفز بالحبل فقط كانت كافية لإحداث تأثير كهذا. [3]

دراسة أخرى على طلبة المدارس الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD في الصين[4] أوجدت انخفاض معدلات التوتر وزيادة كل من السعادة وتقدير الذات وفق استبيانات ومعاييراً اتخذتها الدراسة. لكن عدا تلك المعايير فقد قاس الباحثون معدل الكورتيزول في اللعاب ووجدوا انخفاضاً فيه بعد ممارسة 30 دقيقة من القفز بالحبل ثلاثة مرات بالإسبوع. انخفض الكورتيزول بمستوى ملحوظ بعد تمرين القفز بالحبل.

وأخيراً دراسة من إندونيسيا[5] أجريت على 32 طالباً تم تقسيمهم إلى مجموعتين إحداهما أدت القفز بالحبل لمدة ستة أسابيع واستخدموا معاييراً لقياس اضطرابات المزاج قبل وبعد الدراسة وتوصلوا إلى أن أداء التمارين يؤدي إلى تحسن ملحوظ في المزاج. التمارين كانت تصل إلى سبع دقائق ونصف وتتضمن ثلاثين ثانية من القفز ثم دقيقة استراحة.

ما يميز القفز بالحبل كما نرى في الدراسات هو أن فترة القيام بالتمرين كانت في أكثر من تجربة فترة قصيرة للقيام بالتمرين. هذا الأمر لا نجده في دراسات الركض التي تتراوح بين 50 إلى 150 دقيقة في الأسبوع و30 إلى 60 دقيقة للحصة التدريبية الواحدة. يرجع ذلك إلى أن تمارين القفز بالحبل تعتبر تمارين عالية الشدة مقارنة بتمارين الكارديو الأخرى فضلاً عن حاجتها للتنسيق بين حركة اليدين والرجلين. ولفتت الدراسة اليابانية انتباهنا إلى نقطة مهمة في التأثيرات الإيجابية أن هناك 14 من أصل 15 و12 من أصل 15 قد لوحظ فيهم الزيادة الملحوظة في النواقل العصبية. ماذا عن الآخرين؟ يبقى التباين الفردي في الاستجابة للتمارين موضوعًا يحتاج إلى مزيد من البحث.

[1] Yamashita, Masatoshi, and Takanobu Yamamoto. “Impact of long-rope jumping on monoamine and attention in young adults.” Brain sciences 11.10 (2021): 1347

[2] Burdack, Johannes, and Wolfgang I. Schöllhorn. “Cognitive enhancement through differential rope skipping after math lesson.” International journal of environmental research and public health 20.1 (2022): 205.

[3] John A and Schöllhorn WI (2018) Acute Effects of Instructed and Self-Created Variable Rope Skipping on EEG Brain Activity and Heart Rate Variability. Front. Behav. Neurosci. 12:311. doi: 10.3389/fnbeh.2018.00311

[4] Huang, Ziyun, et al. “Effects of rope skipping exercise on working memory and cardiorespiratory fitness in children with attention deficit hyperactivity disorder.” Frontiers in Psychiatry 15 (2024): 1381403.

[5] Jufril, Nazilla, et al. “The Effect of Jump Rope Training on Mood Among Senior High School Students.” Jurnal Kedokteran Diponegoro (Diponegoro Medical Journal) 11.5 (2022): 263-267.