قدرة القراءة لدى الأطفال بين الجينات والمدارس : الجينات تستطيع ان تعطي الطفل مميزات كبيرة في مجال التعلم، لكنها غير كافية اذا كانت المدرسة غير جيدة. هذا ما توصلت اليه دراسة أجريت في جامعة فلوريدا، حيث كان هدف الدراسة معرفة اذا كانت الوراثة ام المدارس صاحبة التأثير الأكبر على قدرة الطفل على القراءة. وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة العلوم التنموية (journal Developmental Science).
حيث أشارت الدراسة الى ان حضور الأطفال في مدارس الدرجة الاولى يساعد قدراتهم الذهنية الطبيعية على النمو، كما ان نفس الأطفال سوف يتعثرون ان حضروا مدارس رديئة في الجانب التعليمي. وقالت سارة هارت (Sara Hart) أستاذة مساعدة في علم النفس، انه “كنا نرغب في معرفة هل لنوعية التعليم أهمية في تعزيز قدرة الطفل على القراءة”.
حيث رغبت كل من هارت وطالبة الدكتوراه رشيدة هابروك (Rasheda Haughbrook) الباحثة الرئيسة في الدراسة، معرفة كيفية تأثر الأطفال بصفوف الدراسة المختلفة، وكيفية تقييم المدارس يعكس أداءه الطلاب في خصوص القراءة.
فقد وجد الباحثون ان العوامل الوراثية تكون أكثر تأثير في مهارات الطفل ما قبل تعلم القراءة لمن يدرس في مدارس الدرجة الأولى مقارنة بالأطفال الذين يدرسون في مدارس رديئة، وقد ظهرت عدد من العوامل البيئية المتنوعة مسببة عدم تناسق مهارات ما قبل القراءة بين الطلاب.
ويمكن لنظام ترتيب المدارس الخاص بالدول ان يختلف فيه الدرجات، ولكن تظهر في العشرات من مدارس الدرجة الاولى الى مدارس الدرجات المتدنية. وهذه التصنيفات تلعب دور هام في ما يخص الإطر التعليمية الخاصة بالدول، ولكن لا تتوفر معلومات حول مدى تأثيرها على مهارات الأطفال في تعلم القراءة.
وقال هابروك “ان هذه التصنيفات غالباً ما تعتمد على نقاط وحسابات تعسفية. ونحن نرغب في معرفة ما اذا كانت هذه الصفوف تؤدي الى فروقات في أداء الطلاب”. وللقيام بالبحث ركز الباحثين على التوائم، بأعتبارهم صنف خاص جدا من السكان.
فحص الباحثون 1313 مجموعة من التوائم في رياض الأطفال والى الصف الثالث، حيث قاموا بخمسة أختبارات لتقييم قدرات الأطفال في ما يخص القراءة. وتضمنت هذه الاختبارات معرفة الحروف الابجدية ومعرفة الحروف الاولى من الكلمات وتجزئة الكلمات الى مجموعة مقاطع وكذلك قراة المقاطع بشكل صحيح في كلمات مختلفة.
ومن مجموع عينة الاختبار كان هنالك 34% توائم متماثلة و66% من التوائم الغير متماثلين. وكانت العينة منتشرة بين مدارس درجة (A) الى مدارس درجة (F) حسب التصنيف العالمي.
ولان التوائم عادة يتشاركون في كل من الوراثة والبيئة، قارن الباحثون التوائم المتماثلة والغير متماثلة لكي يتوصلوا الى فهم أفضل للتأثيرات الجينية والبيئية المشتركة، مثل البيت والمدرسة. والبيئات الغير مشتركة، مثل الصفوف الدراسية والأصدقاء المختلفين.
وفرض الباحثون ان اذا كان التوائم المتماثلة اكثر تشابه من التوائم الغير متماثلة في قدرات التعلم، فإن التأثيرات الوراثية يكون لها الأثر الأكبر. اما اذا كان التوائم الغير متماثلة أكثر تشابه من التوائم المتماثلة، فأن العوامل البيئية هي المؤثر. اما اذا اختلف التوائم المتماثلة في قدرات القراءة، فإنه يشير الى ان البيئات الغير مشتركة هي العامل الحاسم في قدرات التنمية عند الأطفال.
المصدر: https://www.sciencedaily.com/releases/2016/08/160810174401.htm