قام باحِثون بتطوير لُقاحٍ لفيروس إيبولا Ebolavirus، حيث يقدِّم حمايةً بنسبة 100% ضد سُلالةٍ خطِرةٍ معيّنةٍ من المرض، وذلك بِناءاً على اختباراتٍ حقليةٍ نِهائية جرت على آلاف الناس في أفريقيا الغربية.
بالرغم من أن اللقاح لم يصِل في الوقت المناسب لكي يضع حداً لإنتشار الإيبولا في 2014 الذي بدأ في غينيا، لكنه قد يكون ضروريا لمنع الأوبِئةِ المستقبلية – كما قام خبراء الصحة العامة بتخزين 300 ألف جُرعة من هذا الدواء في حالة الاحتياج إليها للحالات الطارئة المُقبلة.
مَنَعَ اللقاح المعروف بـِ (rVSV-EBOV) نمو فيروس إيبولا في كل الأشخاص الذين تعرضوا له خلال الاختبار الحقلي، ويبحث صانعوا العقار الآن عن الحصول على موافقة الجهات الرقابية لكي يتِم إستعمال هذا الدواء على نِطاقٍ أوسع.
تقول رئيسة الباحثين ماري-بول كيني (Marie-Paule Kieny) من منظمة الصحة العالمية لدونالد مكنيل جونيور من جريدة نيويورك تايمز: “عِندما ينتشر المرض مرةً أخرى، لن نكون عاجزين. لايستطيع العالم مواجهة الحيرة والكارثة الإنسانية التي أتت مع الوباء السابق.”
في غينيا، يتم الإبلاغ عن حالات الإصابة بالإيبولا بين الفينةِ والأخرى، حيث قام الباحثون بتجربة تقنية مُسماة بـِ “التلقيح الحلقي ring vaccination”. يعني هذا أنه حالما يصاب شخصٌ بالمرض، يتم إعطاء اللقاح إلى الأشخاص الذين اقتربوا من الشخص المصاب.
وجدت الدراسةُ أنه لم يُصَب أي أحدٍ من الـ 5,837 شخصٍ الذين أُعطُوا اللقاح. على العكس، تم تسجيل 23 إصابةً جديدة بالإيبولا بين بضع آلافٍ من الذين لم يتلقّوا اللقاح.
تُعَدُّ هذِه نتيجةً واعِدة، لكننا لم نتخلص من الإيبولا بالكامِل بعد: فبالرغمِ من أن (rVSV-EBOV) يعمل ضد صنف فايروس الإيبولا زائير (Zaire ebolavirus)، وهو النوع الثانوي من الإيبولا المسؤول عن غالبية الإصابات البشرية، إلا أن هذا اللقاح لا يعمل ضد الأنواع الثانوية الأربعة الأخرى.
يشير الباحثون إلى أن هذا العقار يؤدي إلى آثارٍ جانبيةٍ غير مرغوبة، وتتضمن هذِه آلام المفاصل والصداع. وبالرغم من أن هذه الأعراض قد تكون بسيطةً في حالة انتشار العدوى، إلا أنها ستقف في وجه الناس عندما يودون الحصول على اللقاح في أوقاتِهم التي يتمتعون فيها بصحةٍ أفضل.
مم يتكون اللقاح؟
يتكون اللقاح من فيروس التهاب الفم الطفحي (Vesicular Stomatitis Virus) الذي يكون مؤذياً للماشية، لكنه ليس بمسببٍ للمرض عند البشر) ومن البروتين السطحي لفايروس الإيبولا الذي يحفّز الجسم البشري على إنتاج الأجسام المضادة.
تجري حالياً دراساتٌ أكثر تعمّقاً للتحقُق من تأثيرات اللقاح على الأطفال والفئات الأخرى الضعيفة (كالمصابين بالإيدز). ويأمل مؤيدو اللقاح بأن يقوموا بتسليمِه لكي يحصلوا على الترخيص بحلول نهاية عام 2017. فلنأمل أن يكون هذا اللقاح واللقاحات الأخرى المشابهة له مستعدةُ عندما تنتشر العدوى في المرة المقبلة.
“لقد ترك فيروس الإيبولا أثراً مدمّراً في بلدِنا،” يقول كييتا ساكوبا (KeÏta Sakoba)، مدير الوكالة الوطنية للأمانة الصحية في غينيا. “نحن فخورون بأننا كنّا قادرين على المشاركة في تطوير لقاحٍ يحيل بين الأممِ الأخرى ومقاساة ما قاسيناه.”
تم نشر نتائج هذِه الدراسة على موقع ذَ لانسيت (The Lancet).
تدقيق: رمزي الحكمي
المصدر:
http://www.sciencealert.com/researchers-develop- an-ebola- vaccine-that- s-100- percent-effective