التقدم بالعمر والإحساس بالزمن جيمس برودوي، باحث ما بعد الدكتوراه من قسم العلوم النفسية والدماغية في جامعة كاليفورنيا، سانتا باربارا وبرتني سكاندوفال، المتخرجة حديثًأ من نفس المؤسسة يجيبان على هذا السؤال.
“أين ذهب الزمان” سؤال نسمعه كثيرًا من البالغين في منتصف اعمارهم وفي اعمار الشيخوخة. يشعر الكثير منا بأن الوقت يمر بسرعة كلما تقدمنا بالعمر، وهو أحساس قد يؤدي الى شعور بالندم. ووفقا لكلاوديا هاموند، “الاحساس بأن الوقت يمر عليك بسرعة اكبر كلما كبرت في السن واحد من اكبر الغاز مفهوم أدراك الزمن.”
ولحسن الحظ، أسفرت تجاربنا لحل هذا اللغز عن اجابات مثيرة للاهتمام.
فمثلا في عام 2005 استطلع مختصا علم النفس مارك ويتمان وساندرا لينهوف، وكلاهما من جامعة ماكسميليون في ميونخ، 499 مشاركًا، تتراوح اعمارهم بين 14-94 سنة عن مدى إحساسهم بوقع حركة الزمن—من “بطيء جدًا” الى “سريع جدًا.” للمدد القصيرة كالأسبوع والشهر وحتى السنة، لم يظهر أن الشعور بالزمن يزداد مع العمر. شعرَ اغلب المشاركين ان عداد الساعة كان يجري بسرعة. لكن للمدد الاطول، كالعقود. نشئ نمط معين: حيث ظهر ميول للأكبر سنًا بالشعور بأن الوقت يجري بسرعة اكبر. وعندما تم الطلب منهم انعكاس الزمن على حياتهم، شعرَ المشاركون ذوي الاعمار اكبر من 40 سنة بأن الزمن كان بطيئًا في فترة الطفولة لكنه بدأ بالإسراع بثبات خلال سنوات المراهقة واوائل البلوغ.
هناك أسباب جيدة تفسر لم يشعر كبار السن بهذه الطريقة. فعندما يأتي الأمر لطريقة احساسنا بالوقت، يمكن للإنسان ان يقدر مدة حدث معين من وجهتي نظر مختلفتين: وجهة نظر مستقبلية، عندما يكون الحدث جاريًا، أو وجهة نظر إستعادية بعد ان ينتهي الحدث. وبالإضافة لهذا، يختلف احساسنا بالوقت مع الشيء الذي نفعله وشعورنا نحوه. في الوقع، الوقت يمضي بسرعة فعلًا عندما نفعل شيء ممتع. فالانغماس في رواية مغامرات تجعل من الوقت كما لو أنه يمضي اسرع في تلك الفترة، لكننا لو حاولنا تذكر هذا العمل في وقت لاحق، سيبدو كما لو إنه استغرق وقتًا أطول مقارنة بتجاربنا الاعتيادية.
وما السبب؟ تعمل أدمغتنا على ترميز التجارب الجديدة في الذاكرة، لكنها لا تفعل هذا مع التجارب المألوفة، فيكون حكمنا الاستعادي مبنيًا على عدد الذكريات الجديدة التي نختلقها خلال مدة معينة. وفي كلمات أخرى، كلما زاد عدد الذكريات الجديدة التي نكونها في رحلة عطلة نهاية الأسبوع، كلما بانت هذه العطلة اطول عندما نتذكرها لاحقًا.
يبدوا إن هذه الظاهرة التي أطلق عليها هاموند تسمية مفارقة العطلة تقدم أحد أفضل الادلة للإجابة على السؤال: عندما نستعيد ذكريات الماضي، لم يبد الوقت كما لو إنه يمر بسرعة أكبر كلما كبرنا في السن؟ في فترة الطفولة وبداية البلوغ، نمر بالعديد من التجارب الجديدة ونكتسب عدد غير كبير من المهارات. وعندما نصبح بالغين تصبح حياتنا اكثر روتينية ونمر بعدد أقل من المواقف غير المألوفة. وكنتيجة لهذا، نميل الى عرض سنوات حياتنا المبكرة بشكل أكبر في ذاكرة سيرتنا الذاتية وتبدو، كانعكاس لهذا، كما لو انها استمرت لفترة اطول. وهذا يعني بالطبع اننا نستطيع ان نبطئ الوقت في سنوات حياتنا المتأخرة. يمكننا ان نغير من احساسنا بالزمن بإبقاء ادمغتنا فعالة، باستمرارية تعلم مهارات وافكار واكتشاف اماكن جديدة.
المصدر: www.sciencedaily.com/releases/2016/07/160714110740.htm?utm_source=dlvr.it&utm_medium=facebook