لماذا نحب الوهم ؟  يقول آينشتاين :”الواقع هو وهم، وان كان شديد الثبات”. ما نختبره من الأشكال هي واقعنا (بالنسبة لأيماننا بها) اليس كذلك؟ ليس بالضرورة. فيمكن للاوهام البصرية ان تشوه مفهومنا بحيث أن ما نراه لا يتوافق مع ما هو موجود في الحقيقة. ففي هذا المقال سوف نخوض فيما يستكشف في العالم من الاوهام الحسية وكيف يمكن خداع الدماغ.

كلمة (وهم – illusion) مستمدة من كلمة (illudere) اللاتينية، والتي تعني سخرية او استهزاء. في حين ان نفس الكلمة لها جذور انجلو-فرنسية  في القرن 14، وتعني نوع من اعمال الخداع. ذلك لان الدماغ هو الحكم النهائي للحقيقة وليست عيوننا. ونحن نقوم بتحليل السيل المستمر من المعلومات الأتية من حواسنا وتنظم المدخل الرئيسي للتفسير المنطقي لعالمنا. في الكثير من الاحيان يترجم الدماغ هذه المدخلات بشكل صحيح. لكن الأوهام هي فشل في هذه العملية، على الرغم من حواسنا تبدو دقيقة، الا ان تصوراتنا ليست كذلك. الوهم له دور تكيفي يساعدنا على البقاء على قيد الحياة، مثل القدرة على التعرف على نفس الكائن في بيئتين مختلفتين، مرة في ضوء الشمس الساطع ومرة أخرى في غرفة مضاءة بشكل خافت، على الرغم من الأختلاف في الأضاءة والطول الموجي لمصدر الضوء، وبعض الأوهام الأخرى مجرد خداع لنا. فالاوهام على حد سواء مثيرة وممتعة، فلدينا السحر العميق والذي يعود الى اليونانيين القدماء، ولدينا اوهام استخدمت بشكل اساسي في أبحاث الدماغ.

فالأوهام تساعد علماء الأعصاب على كشف عن الكيفية التي يخلق بها الدماغ البشري الواقع. فقد كتب كل من سوزانا مارتنيز كوندي (Susana Martinez-Conde) وستيفن ماكنيك (Stephen L. Macknik) انه”الحقيقة في علم الأعصاب ان كل شيء نمر به هو من نسج خيالنا”. ففهم كيف يقع الدماغ في اساءة فهم المدخلات الحسية وتأثيرات التصور هو قلب أبحاث أساتذة طب العيون في مركز داونستيت (Downstate Medical Center) في بروكلين. ففي المواد التي تملئ الصفحات سوف يتبين لكم كل من مارتنيز كوندي وماكنيك كيف يبني الدماغ صور ثلاثية الأبعاد وكيف الأطار يمكن ان يغير الطريقة التي يتقاس الحجم بها وكيفية ادراك الألوان، المنظور أو الألم وتبادل الأوهام التي تجعل الكائنات تختفي وتتحرك.

المصدر: http://www.scientificamerican.com/article/editor-s-letter-why-we-love-illusions/