فقدان الوزن من أصعب الأمور التي تتعلق بحياتنا اليومية، لذلك يلجئ الكثير من الأشخاص نحو المكملات الغذائية لتسهيل تلك المهمة. ويعتبر مستخلص البن الأخضر هو أحد تلك المكملات، وحاليا يعتبر من أكثرها شعبية في العالم.
وكما يوحي الإسم، يتم استخراجه من حبوب البن الخضراء. ويحتوي على مادة تسمى حمض الكلوروجينيك (Chlorogenic Acid)، الذي يعتقد أنه المسؤول عن آثار فقدان الوزن. وقد تم الترويج لهذا المنتج من قبل الدكتور أوز (Dr. Oz) في عام 2002. والدكتور أوز هو أحد أشهر الأطباء الذين يروجون للعلاجات الطبيعية والمكملات.
أن كنت من مستخدمي المكملات الغذائية، فعليك التشكيك بكل ما يتعلق بفقدان الوزن لأنها في الغالب لا تعمل كما هو معلن. وفي هذه المقالة سناخذ نظرة مفصلة على مستخلص البن الاخضر. ما هو، وكيف يعمل، وما هو رأي العلم فيه.
ما هي حبوب البن الخضراء؟
حبوب البن الخضراء هي مجرد حبوب بن لم يتم تحميصها بعد. وهي الشكل الذي يكون عليه البن بشكل طبيعي، لكنها عادة ما تحمص قبل أن تباع للمستهلك، وعملية التحميص تحولها للبن المعروف لدينا. وتحتوي حبوب البن الخضراء على العديد من المركبات النشطة ومضادات الأكسدة، أهمها الكافيين (Caffeine) وحمض الكلوروجينيك.
ويعتقد أن حمض الكلوروجينيك هو العنصر الرئيسي في حبوب البن الخضراء، وهو المسؤول عن آثار فقدان الوزن. لكن لسوء الحظ تتم إزالة معظمه عند القيام بتحميص القهوة. ولهذا السبب، فإن حبوب البن العادية لن يكون لها نفس التأثير. ولكن هنالك الكثير من الأسباب الجيدة التي تدفعك لشرب القهوة.
الخلاصة: حبوب البن الخضراء هي نفس حبوب العادية لكن قبل التحميص. ولذلك فهي تحتوي على تركيز عالي من حمض الكلوروجينيك.
كيف يعمل مستخلص حبوب البن الخضراء … ما هي الآلية؟
يحتوي المستخلص على بعض الكافيين. وقد اظهرت العديد من الدراسات أن الكافيين يمكن أن يعزز عملية التمثيل الغذائي بنسبة تصل إلى 3-11%. ومع ذلك، يعتقد أن العنصر النشط في العملية هو حمض الكلوروجينيك. وتشير بعض الدراسات التي أجريت على البشر، إلى أن للحمض القدرة على تقليل امتصاص الكربوهيدرات من الجهاز الهضمي، مما يقلل من نسبة السكر في الدم والأنسولين. فإن كان هذا صحيحاً، فإن تناول المستخلص يعتبر بمثابة تناول نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
وقد اظهرت دراسات اخرى اجريت على الفئران والجرذان، أن حمض الكلوروجينيك يقلل من الوزن، والحد من الدهون الممتصة من النظام الغذائي، الحد من الدهون المخزنة في الكبد وتحسين حرق الدهون عن طريق هرمون الأديبونيكتين (hormone adiponectin). وتبين أن حمض الكلوروجينيك يحسن مستوى الكولسترول والدهون الثلاثية في الفئران. التي تعتبر عوامل خطرة لأمراض القلب.
الخلاصة: لقد تبين أن القهوة الخضراء تمنع زيادة الوزن في الدراسات الحيوانية. وقد يكون هذا بسبب انخفاض امتصاص الكربوهيدرات من النظام الغذائي، او عن طريق بعض الآليات الأخرى.
ماذا تقول الدراسات التي أجريت على البشر؟
كانت هنالك العديد من الدراسات البشرية على مستخلص البن الأخضر. وهذه الدراسات تسمى دراسات عشوائية مسيطر عليها، وهي المعيار الذهبي للتجارب العلمية. في أحد الدراسات تطوع 30 شخص ممن يعانون من السمنة، واستمرت لمدة 12 أسبوع.
حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، أحداهما تستهلك القهوة العادية، في حين تستهلك المجموعة الثانية القهوة المحمصة مع 200 ملغ من مستخلص البن الأخضر. ولم يقم اي من المجموعتين بتغيير نظامهم الغذائي أو ممارسة أي تغييرات في حياتهم. وفي الرسم البياني توضيح للتغيرات في الوزن في المجموعتين من الأسبوع الأول وحتى الأسبوع 12:
المزيد من الدراسات
وقد ذكرت العديد من الدراسات الاخرى أن فقدان الوزن يحدث بنسبة أكبر عند الأشخاص الذين يتناولون مستخلص حبوب البن الخضراء. ومع ذلك، فمن المهم أم نتذكر أن بعض هذه الدراسات كانت برعاية شركات منتجة لمستخلص حبوب البن الخضراء. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن النتائج غير موثوقة، ولكن من المعروف أن مصدر التمويل الدراسة يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتيجة. ولهذا السبب، من المستحسن أن تكون أكثر تشككا في الأبحاث التي تمولها الشركات المنتجة.
في عام 2011، تم استعراض كافة الأدلة التي تخص مستخلص حبوب البن الخضراء. وجائت نتيجة هذا الاستعراض ب”نتائج هذه التجارب واعدة، ولكن الدراسات كله ذات جودة منهجية ضعيفة. هنالك حاجة إلى إجراء تجارب أكثر صرامة لتقييم فائدة مستخلص حبوب البن الخضراء كأداة لإنقاص الوزن”.
الخلاصة: تظهر تجارب عديدة أجريت على البشر أن مستخلص حبوب البن الخضراء يمكن أن يؤدي إلى خسارة كبيرة في الوزن. ومع ذلك، كانت هذه الدراسات صغيرة نسبيا وأجريت بتمويل من المنتجين للمستخلص.
هل لمستخلص حبوب البن الخضراء فوائد صحية أخرى؟
قد تؤثر القهوة الخضراء بشكل إيجابي على كيفية امتصاص واستخدام الكربوهيدرات في أجسادنا. كما توقعت الدراسات الحيوانية، أن إضافة حمض الكلوروجينيك يقلل من امتصاص الجلوكوز. وهذا يمكن لهذا التأثير أن يلعب دورا وقائيا في السيطرة على مرض السكري، وقد يفسر ذلك أيضا تأثيراته على وزن الجسم.
وقد تبين أن مستخلص القهوة الخضراء مفيد للأوعية الدموية، والتي بدورها تؤثر بشكل كبير على صحة القلب. حيث أن جرعات ما بين 140-720 ملغ في اليوم الواحد قام بتخفيض الضغط عند الفئران والبشر عند ارتفاع ضغط الدم. كما أن حمض الكلوروجينيك يعمل أيضا كمضاد للأكسدة.
الخلاصة: يمكن لمستخلص حبوب البن الخضراء أن يحسن أيض الجلوكوز ويقلل من ضغط الدم. قد يكون لهذه الفوائد أهمية للاشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
الآثار الجانبية لمستخلص البن الأخضر وكيفية استخدامها
وفقا للدليل المتاح، يظهر مستخلص حبوب البن الأخضر بمظهر أمن. مع أن بعض المشاركين في الدراسة قالوا أنهم عانوا من صداع وعدوى المسالك البولية. لكن الدراسة صغيرة جدا لإثبات الآثار الجانبية ، فقد تكون تلك مصادفة.
وتحتوي حبوب البن الخضراء على مادة الكافيين، والتي يمكن أن يكون لها العديد من الآثار الجانبية عندما تستهلك بكميات كبيرة. فإذا كنت حساسا تجاه الكافيين، فينبغي عليك الحذر من مستخلص حبوب البن الخضراء. وأيضاً فإن حمض الكلوروجينيك قد يكون له تأثير ملين ويسبب الإسهال.
كما أن بعض الأشخاص حدثت لهم ردة فعل تحسسية تجاه حبوب البن الأخضر، فإذا كنت تعاني من الحساسية فعليك تجنبه. ولم يثبت أن البن الاخضر آمن للحوامل والمرضعات، كما يجب أن لا يستهلك من قبل الأطفال.
ولا توجد دراسة تحدد الجرعة المثلى لمستخلص حبوب البن الخضراء. ومع ذلك، استخدمت الدراسات الواردة في المادة أعلاه جرعات تتراوح بين 120-300 ملغ من حمض الكلوروجينيك. وبالاعتماد على تركيز حمض الكلوروجينيك في الملحق الخاص بك، يمكن أن تتراوح الجرعة بين 240-3000 ملغ من مستخلص حبوب البن الأخضر في اليوم الواحد. كما أننا نوصي باتباع التعليمات الخاصة بالجرعة والموجودة على الزجاجة. والتوصية المشتركة تكون واحدة، تناوله قبل 30 دقيقة من تناول الوجبة.
المقال الأصلي:
Joe Leech, “How green coffee been extract works”, 4 June 2017, medicalnewstoday.com