كثيرا ما سمعنا عن استخدامات الكافور المتعددة وعلى وجه الخصوص استخدامه كمثبط للرغبة الجنسية، حيث تم استخدامه في المعسكرات التابعة للجيش خاصة في ايام التجنيد الالزامي كما في الجيش السوري والجيش العراقي، كذلك هنالك شائعات عن استخدامه في أماكن السكن الخاصة بطلاب الجامعات بوضعه في الماء او الاكل بكميات معينة من أجل إطفاء الشهوة الجنسية، مهما تكن صحة هذه الشائعات لكن المعلومة الشائعة منذ زمن بعيد هو دور الكافور في إنقاص الرغبة الجنسية، و يعود ذلك لدور الكافور المزعوم في خفض نسبة هرمون التستوستيرون المسؤول عن زيادة الرغبة الجنسية، فما صحة هذا الادعاء ؟

الكافور هو كيتون بلوري يتم الحصول عليه من الزيوت الاساسية المستخلصة من شجرة الكافور، و حسب الاعتقاد الشائع فأن الكافور له تأثير على القدرة الجنسية.

تمت دراسة تأثير الكافور على القدرة الجنسية في تجارب أجريت على ذكور الفئران، حيث شملت التجربة 24 ذكر بالغ من الفئران من نوع سبراغ- داولي (Sprague-Dawley ) حيث قسمت عشوائيا الى اربع مجاميع يتم إعطائها حقن يومية من زيت الزيتون بنسبة ( 2.5مل \ كلغ )، و كافور بنسبة 2.5 او 12.5 او 50  مل\كلغ و لمدة سبعة ايام ( نسبة لكل مجموعة )، تم بعد ذلك مراقبة امكانية الاقتراب الجنسي (الوقت الذي يستغرقه الذكر للاقتراب الجسدي من الانثى من اجل الممارسة الجنسية)، تردد الاقتراب الجنسي (عدد مرات الاقتراب الجسدي من أجل الممارسة الجنسية في فترة محددة من الزمن)، إمكانية الايلاج (الوقت المستغرق لأجل بدء الممارسة فعليا )، تردد الايلاج (عدد مرات الايلاج في فترة زمنية محددة )، تم تسجيل هذه المقاييس بوجود إناث بالغة جنسيا، وقد اظهرت النتائج بأنه ليس هناك فرق واضح في امكانية الاقتراب الجنسي او في تردد الايلاج بين مجاميع التجربة و المجاميع التي وضعت للمقارنة بها و التي لم تعطى الكافور، و اظهرت ايضا ان الكافور في نسبة 50 مل\كلغ  قد قلل الوقت اللازم من أجل امكانية الاقتراب الجنسي و قدرة الايلاج مقارنة بالمجاميع التي لم تعطى الكافور وهذا يدل على ان الكافور عند هذه الجرعة يزيد كل من الرغبة الجنسية والأداء الجنسي (بخلاف المتوقع).

ويشاع ايضا في الدعايات العلاجية بأن الكافور له القدرة في التأثير على الهرمونات الجنسية و خاصة التستوستيرون. أجريت دراسة لمعرفة تأثير الكافور على الهرمونات الجنسية منها التستوستيرون و LH luteinizing hormone)) و FSH (follicle-stimulating hormone)، أجريت التجربة على 56 ذكر من الفئران حيث قسمت الى خمس مجاميع تضمنت مجموعة مسيطر عليها ( عددها 12 من الفئران ) و مجموعة تقليدية (عددها 11)، و ثلاث مجاميع اخرى (عدد 11 لكل منها) تعطى ثلاث جرع مختلفة من الكافور، المجموعة التقليدية تعطى ايثانول 10%، و يتم اعطاء المجاميع الثلاث جرع مختلفة من الكافور ( 1 و 2 و 5 مل \كلغ. جرعة لكل مجموعة ) لمدة 30 يوم، اما المجموعة المسيطر عليها لا يتم اعطائها اي شئ (من أجل القياس والمقارنة). تم بعد ذلك اخذ عينات دم من الفئران لمعرفة تراكيز الهرمونات الجنسية، حيث لوحظ ازدياد مستوى LH في المجاميع الثلاث مقارنة بالمجموعة المسيطر عليها، أما في المجموعتين اللاتي اعطيتا 2 و 5 مل\كلغ، لوحظ نقصان في مستوى FSH مقارنة بالمجموعة المسيطر عليها. في حين لم يلاحظ أي تغيير في مستوى التستوستيرون في المجاميع الثلاث.
الكافور تسبب بزيادة مستوى LH و خفض مستوى FSH و لم يتسبب في تغيير مستوى التستوستيرون. لذلك فأن الادعاء القائل بأن الكافور يثبط القدرة الجنسية لم يتم اثباته علميا بحسب الدراسات التي أجريت.

المصادر:

  • Jamshidzadeh, Akram, et al. “Effects of camphor on sexual behaviors in male rats.” Iranian Journal of Pharmaceutical Sciences 2.4 (2006): 209-214.
    Shahabi, Sima, et al. “The effect of camphor on sex hormones levels in rats.” Cell Journal (Yakhteh) 16.2 (2014): 231.