يبرر كثيرٌ من الأشخاص الزيادة غير المعقولة في أوزانهم بالقول الشائع بأن عظمه ثقيل أو خشن. ويتلخص هذا الزعم بأن هناك أشخاصاً لهم نفس الحجم والأبعاد الجسمية لكن لأحدهما عظام ذات وزن أكثر من عظام الشخص الآخر. فهل هذا حقيقي؟

في الحقيقة إن كثافة العظام وتركيبها لجميع الأشخاص هي ذاتها، غير أن التأثير الأكبر لكتلة العظام يعود لهيئة الجسم نفسه، يُمكن عند الإطلاع على معادلات الوزن المثالي أن نرى أن هناك قياسات عديدة تؤخذ بنظر الإعتبار دون أن تكون ذات صلة بكمية الشحوم مثل عرض الرسغ أو الرقبة، ومن خلال هذه القياسات يتم تحديد طبيعة بنية الشخص العظمية. من الطبيعي أن تكون بنفس الطول مع شخص معين وعلى الأغلب ستكون بنيتك العظمية من حيث سعة الورك والأكتاف أكبر مما لديه بنسبة معينة. لكن أن تمتلك المقاسات ذاتها ويكون عظمك خفيفاً فهذا ليس أمراً ملحوظاً.

نشرت دراسة[1] أقيمت في الخمسينات في الدورية الأمريكية للانثروبولوجيا الطبيعية قارنت بين أبرز الفروقات في أوزان العظام لدى الأشخاص الأحياء، وأبرز هذه الفروقات هي الفروقات بين السود والبيض وبين الفئات العمرية المختلفة وبين النساء والرجال وهو الصحيح لا أن يكون بين شخص وآخر من ذوي المقاس نفسه والعرق نفسه. بالإطلاع على نتائج الدراسة يُمكن أن نرى تبايناً أكبر في قيم النساء مع فارق ملحوظ عن كتلة عظام النساء عن كتلة عظام الرجال حيث يغلب أن يكون الفارق هو كيلوغرام بين الرجل والمرأة.

تتراوح كتلة عظام الرجل الأبيض بين 3.9 و 4.8 كيلوغرام وبين 4.6 و5.6 كيلوغرام للرجل الأسود وهذا التباين بحسب المراحل العمرية. أما النساء فيتراوح بين 2.1 و3.1 للنساء البيضاوات، و 3.2 إلى 4 كيلوغرام للنساء السوداوات. أما الاختلافات بين الأفراد في نفس المرحلة العمرية فتتراوح بين 300 و 700 غرام وذلك بحسب التراكيب المختلفة للبنى العظمية للرجال وأيضاً تتراوح بين 400 غرام وكيلوغرام لنفس المرحلة العمرية لدى الرجال السود. وتبلغ في المعدل أقل من نصف كيلوغرام بحسب بنية الجسم بالنسبة للنساء.

نستنتج من ذلك ايضاً أن العظام بذاتها لا تشكل جزءاً كبيراً من كتلة الجسم، فكما نرى يُمكن أن تبلغ الزيادة في الوزن لكثيرين 20 كيلوغراماً وهو يعزونها للعظام الثقيلة والتي لا تزيد كتلتها كلياً بجميع الهيكل العظمي عن 5 كيلوغرامات. وفضلاً عن ذلك فإن الفروقات سواء بين البنى الجسمية المختلفة أو بين الأعمار المختلفة أو حتى بين الأعراق المختلفة ليست كبيرة.

لن تخلو معادلة علمية لاحتساب الوزن المثالي من قيم تستعين بقياسات العظام كما أسلفنا وبالتالي فإن أبعاد تلك العظام هي ما يؤثر أكثر في زيادة الوزن من أي شئ آخر ولن يكون الفارق كبيراً كما أسلفنا فقد يصل إلى كيلوغرام واحد ليس أكثر فيما لو اختلف العرق والبنية الجسمية معه، طبعاً ما لم تكن هناك حالة مرضية يعاني منها الشخص وتسبب تغيراً في طبيعة عظامه لتكون أقل كتلة وليست تلك الحالات بالأمر الشائع مثل مرض هشاشة العظام.

مرجع:

[1] Merz, Ann L., Mildred Trotter, and Roy R. Peterson. “Estimation of skeleton weight in the living.” American journal of physical anthropology 14.4 (1956): 589-609.