تمكّن فريق دولي من العلماء من تعديل الجينات بشكل جذري لجراثيم الاشريكية القولونية، وذلك بتقليل عدد الكودونات الوراثية (genetic codons) من 64 إلى 55 بدون إحداث تلف كبير في التعبير الجيني.
إعادة تصميم الحياة
لقد ثبت بأن تعديل الجينات والشفرة الوراثية للكائنات الحية هو أمر مثير للجدل بشكل خاص، ومع ذلك فإن تعديل الجينات يواصل التقدم، وربما يكون قد اجتاز مرحلة أخرى كبيرة.
وقد تمكن العلماء تحت إشراف علماء آخرين في كلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School) من إعادة صياغة الجينوم الجرثومي (bacterial genome)، وبالتالي تطويع 3.8% من أزواج الأسس عند جراثيم الاشريكية القولونية.
وتمكنت الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم (Science) من تغيير 7 من أصل 64 من الكودونات الوراثية، والتي يعدّ تسلسلها أساسياً لصنع الأحماض الأمينية (amino acids). كما تمكن العلماء من تقليل عدد الكودونات إلى 55 مع استمرار تشفير نفس عدد الأحماض الأمينية.
إزالة الزيادات الجينية
الأمر الرئيسي الذي قام العلماء بفعله هو تحديد 7 كودونات واستبدالها بمرادفاتها من الكودونات التي تشفر نفس الأحماض الأمينية. حيث كان عليهم استبدال 63% من 62214 مثيلاً لهذه الكودونات السبعة ببدائلها. ولحسن الحظ، يعتبر معظم تركيب الأحماض الأمينية المتأثرة بالتغيرات طبيعياً.
ومن الجدير بالذكر أن الدراسة كانت بالأساس تمريناً على إعادة التشفير، أي تطويع الكودونات الوراثية لإظهار صفات غير موجودة بشكل اعتيادي في الطبيعة. وإن إعادة التشفير هذه تفتح المجال أمام كائنات الحية أكثر قوة وشدة والتي قد تستطيع مقاومة ومكافحة العدوى الفيروسية.
ولا داعي للقلق من انتشار هذه النماذج الأولية من الكائنات الحية، وذلك لأنه يمكن تشفيرها لتؤدي احتياجات التركيب المخبري للأحماض الأمينية، وإبطال قدرتها على البقاء في العالم الطبيعي حتى ضمان سلامتها بنسبة 100%.
وإن الخطوة التالية لهذا النوع من التجارب هو توصيل الأجزاء الوراثية المعاد تشفيرها لتصبح كائناً حياً بالفعل. وهذا من شأنه اختبار قابلية الكائنات الحية المعاد تشفيرها على الحياة. وبعد ذلك يأتي دور تعديل الجينات عند الإنسان.
المصدر : http://futurism.com/geneticists-radically-alter-the-genetic-code-of-e-coli/