هل علم النفس التطوري متحيز جنسياً؟
الكاتب: ادوارد هيجين، معهد علم الأحياء النظرية، برلين
ترجمة: مرتضى مشكور
كما يلاحظ في أماكن أخرى من الأسئلة، لا يوجد فروق جوهرية بين التكيفات الفسلجية والتكيفات النفسية. أجسام الرجال والنساء متطابقة في معظم الأمور، ولكن مختلفة بشكل عميق في بعضها. قلوب الرجال والنساء (أنا أفترض) متطابقة بشكل أساسي، ولكن الخصيتين تختلفان بشكل كبير عن المبيضين. نفس النمط يمكن اعتباره صحيحاً بالنسبة للدماغ. كما أن القدرات العقلية للذكور والإناث يرجح أن تكون متطابقة، ولكن تختلف بشكل جوهري في بعض المجالات، خصوصاً في التزاوج. لهذا تتنبأ نظرية التطور بظهور اختلافات فطرية بين الذكور والإناث، هذه الإختلافات على الأرجح تشمل الإختلافات الإدراكية، وربما يمكن القيام بالقليل لمحو هذه الإختلافات.
اذا كنت تعتبر أن هذه الآثار تميز بين الجنسين، اذن علم النفس التطوري متحيز جنسياً. لا يوجد شيء في علم النفس التطوري يفضل الذكور على الإناث، ولا نظرية التطور تفرض “أدوار” اجتماعية لأحد الجنسين. هل المبيضين أهم من الخصيتين؟ هذا السؤال عديم المعنى. هل تفضيلات الرفيق الذكر أهم من تفضيلات الرفيقة الأنثى؟ السؤال عديم المعنى بنفس القدر. علم النفس التطوري يركز على خصائص الأفراد. لأن الأدوار الاجتماعية هي خصائص مجاميع محددة خلال نقاط محددة من الزمن، علم النفس التطوري لديه القليل ليقوله عنهم. بصيغة أخرى، علماء النفس التطوري يمكنهم وضع فرضيات حول التفضيلات الفردية، ولكن لا يمكنهم التنبؤ بالكثير في ضوء الترتيبات الاجتماعية التي تطرأ عندما يتفاوض الأفراد مع أفضليات مختلفة مع الترتيبات الإجتماعية. من المهم أيضاً تذكر أن معظم الأدوار الاجتماعية (على سبيل المثال، الوظائف) في العالم الحديث تتساوى بناءً على مجموعة واسعة من القدرات البدنية والذهنية. على الرغم من أنه من الممكن تصور أن التفوق في القدرات الذهنية والبدنية لدى الإناث في مجالات معينة يمكن (وبشكل لافت) أن يحسن أدائهن في جانب محدد من وظيفة معينة، في حين أن التفوق لدى الذكور في القدرات الذهنية والبدنية يمكن أن يحسن أدائهم في جانب آخر من نفس الوظيفة، في النهاية، الأداء العام من المرجح أن يكون متماثل تماماً، مع توزع القدرات لدى الإناث والذكور على نطاق واسع متداخل.
الرابط الاصلي : http://www.anth.ucsb.edu/projects/human/epfaq/sexism.html